طالب عمران المعموري
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 11:09
المحور:
الادب والفن
صوت آخر
يجرجر قدميه المتثاقلتين من جراء عمله المضنى في الشوارع الممتلئ لدور العبادة، سمع صوت امام الجامع واعظا داعيا ، رفع رأسه الى السماء واسترسل في مشيته وئيدا ، ثمة صوت آخر يخرج من كوة لجدار الكنيسة المجاورة واعظا داعيا ، رفع رأسه الى السماء بيد انه واصل دربه راجيا ان يكون يومه الاخر اوفر حظا ، متمتما : آمين .. أمين .
صُرر
كان اخر ما خبرني به قبل ان تشتعل الخطوط الامامية بنيران المدفعية وقبل ان يشتد ازيز الطائرات كسماء تنهمر مطرا غزيرا قال لي :
- اترك عندك هذه الأمانة ان رجعت فانا اولى بها وان لم ارجع فهي لك ..
لم اهتم لكلامه كثيرا .. كل مناّ منشغل بحاله ، حالما انكشف الصبح ، لم يكُ امامي الا ان اتوجه صوب هذه الحاوية الصغيرة ، ملئت صرر كصرر العجائز حين تقصد مزارات اولياء الله ،كان في احداهما ثمة اشياء قد اشتراها في طريقه الى الجبهة ، دميه ، ثوب لطفلة واقراط صغيرة ، بيد ان الذي احزنني لم اسأله عن سكناه.
ثمن
لما اعتقل الابن ، الأم تكتب الرسائل إلى ولدها عن طريق الأب ،
ولأكثر من عشرين سنه وهي على هذا الحال ، لم تيأس ،
مات الأب ،
فتحت الأم درج مكتبه ،
وجدت جميع رسائلها ، بينهما ورقة قد وصلت في اليوم الثاني لاعتقال ولدها،
تطالب الحكومة فيه ثمن طلقات إعدامه .
طالب عمران المعموري
#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟