رمضان الارهاب الطائفي في المنطقة

عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما دام الدين ليس لله عند الارهابي فلن يكون رمضان الا شهرا دمويا تهتك فيه الحرمات وتستباح فيه الاعراض والاموال والدماء ولذا فانه نظرا لكون السعودية واسرائيل رعاة الارهاب في المنطقة لا تعرف ولا تفقه في السياسة الا لغة الحرب والارهاب لن نجد انها سوف تهدأ في الاندفاع او تتريث في التصعيد والتحريض على العنف ولكننا لو اردنا ان نجيب عن التساؤل التقليدي الذي يثار دائما وهو لماذا هذا الاصرار على انتهاج استراتيجية التصعيد الارهابي كخيار وحيد دون سواه والاجابة الطبيعية الدائمة لهذا التساؤل هو ان طبيعة الفكر الايدلوجي والبنى الفوقية للانظمة الدكتاتورية الحاكمة فضلا عن عدم نضج الاقتصاد الريعي الى المستوى المطلوب في نضج النمو الطبقي في صراع طبقات المجتمعات الخليجية ومجتمع كيان اسرائيل لذا فان السعودية التي ترفض ان يتزعم سواها في قيادة المنطقة من خلال قيادة محور الارهاب السلفي.ان السعودية تحاول انقاذ الارهاب السلفي في سوريا ومصر كمعركة اخيرة حاسمة وتحاول اقناع امريكا واوربا في ذلك من خلال ارسال رسالة ان اي انتصار عسكري في سوريا او اي حرب اهلية في مصر يمكن ان تكون مقدمة للانتقال الى استراتيجية الاحتواء والاختراق في محور المقاومة والثورة سواء من خلال السعي الى المشاركة للتيار السلفي في السلطة في سوريا ومصر اوالمزيد من الاستنزاف لقدرات مصر وسوريا خدمة للامن القومي الاسرائيلي ولذا طالب الجيش الحر والمعارضة السورية بهدنة في رمضان لاجل التقاء الانفاس جراء الهزائم المستمرة وهي جهة لم تلتزم باي هدنة سابقة في الوقت التي تعلن فيه السعودية عن استعدادها لتجهيز المعارضة السورية باسلحة متطورة وكذلك تسرب اخبار عن توفر ادلة عن وجود اسلحة كيمياوية عند الجيش الحر في الوقت الذي ترفض فيه اوربا وامريكا تزويد المعارضة السورية بالاسلحة خوفا من تزايد نفوذالقاعدة وخروجها عن السيطرة الامريكية وسريان نار الارهاب الى اوربا وامريكا فضلا عن ان هذا التصعيد الذي ترغب فيه اسرائيل وشركات تجارة وصناعة السلاح يعيق الخيارات الاستراتيجية الاخرى .ان الادارة الامريكية والكونغرس في رفضها لتسليح المعارضة السورية وتخوفها من الحرب الاهلية ومن انتشار الارهاب وازدياده في العراق ولبنان تدرك ان التصعيد ورقة ضغط فقط لا يصلح ان يكون خيارا استراتيجيا بل ان التصعيد خيار ثبت فشله في تغيير المنطقة فالشعوب اكثر وعيا واداركا في دعمها للمقاومة وللثورة الشعبية ورفضها للارهاب ولن ينجح استهداف المقاومة وثورة الشعب عن طريق الارهاب رغم اختلال الامن ان المعركة الاخيرة للارهاب لن تكون الا هزيمة جديدة للارهاب السلفي لان النصر العسكري لايتوقف على طبيعة تطور الاسلحة فقط ولان النصر العسكري هو مجرد ورقة في الصراع وليست الورقة الوحيدة، اننا سنشهد ازدياد قساوة وعنف التصعيد الارهابي في رمضان لكننا سرعان ما سنشهد الهزيمة النهائية للارهاب الطائفي في المنطقة وانتقال الارهاب والصراع الى داخل السعودية والدولة الحاضنة للارهاب حيث سيشهد الارهاب في سوريا الهزيمة وستنجنو مصر من ارهاب الاخوان والقاعدة وسيسحق الارهاب في لبنان وسيعرقل مخططالارهاب في العراق ولا ندري ربما يجرب الارهاب حظه في الاردن لكونه ارض خصبة للارهاب .ان الايام القادمة مليئة وحبلى بالاحداث الساخنة المتسارعة في رمضان وما بعده وكل رمضان وفي سبيل الوطن كم قتيل شهيد.

#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل