من القصير الى التحرير وماذا بعد؟

عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انهارت بسرعة فائقة التنظيمات الارهابية المسلحة بعد معركة القصير رغم كل ما تمتلكه من اعداد هائلة من الارهابين العرب والاجانب ورغم الاسلحة الحديثة ورغم خبرة القيادات القتالية القادمة من افغانستان والعراق واصابت جبهة النصرة الثقل الاكبر للجيش الحر هزيمة تلو اخر امام المقاومة العراقية واللبنانية الباسلة فما الذي حدث وماذا بعد ذلك؟
عوامل ونتائج هزيمة الارهاب في سوريا
يمكن تشخيص عوامل هزيمة الارهاب فيما يلي:.
1-اعتماد الارهاب على المتطوعين وعلى الثقل العددي كموجات بشرية لأجل تحقيق انتصارات سريعة وتعويض الخسائر وتلك الامواج الهائلة كانت تفتقر الى الكفاءة النوعية القتالية وتعطل تفوق العمل النوعي في حرب الشوارع لصالح المقاومة .
2-وجود خلافات وصراعات داخل جبهة الارهاب في مسالة تقاسم الغنائم على الارض والنفوذ ادى الى ضعف التنسيق بل والى الاقتتال الداخلي احيانا حتى بلغ الامر بالقرضاوي باعلان فك الاتحاد بين دولة العراق الاسلامية وجبهة النصر بسبب الخلاف بين قائديهما حيث تتم جبهة النصر ارهابي العراق بخذلانهم.
3- الخبرة والكفاءة القتالية لجبهة المقاومة واعتمادها العمليات النوعية سواء على صعيد المواجهة العسكرية او الجهد الاستخباراتي حيث انها على سبيل المثال قد قامت بقطع خطوط الامداد في معركة القصير وباسر قيادات من جبهة الارهاب لأجل الحصول على معلومات دقيقة قبل العملية.
4- انهيار اي دعم كان الارهاب يتمناه من ابناء شعب سوريا بسبب من الجرائم القذرة التي مارسها الارهاب ضد الشعب السوري.
5- طولا امد الصراع في سوريا انتج استنزاف متبادل بين جبهة الارهاب والجيش السوري في حين كان جبهة الخيانة تراهن على ان الاستنزاف هو من جانب واحد ضد النظام السوري.
6-انهيار الموقف الامريكي الداعم للارهاب وتردده ازاء الموقف الروسي المتشدد ودعم روسيا لسوريا الغير محدود واستعدادها للاقتتال والتصعيد الى اخر المطاف.
7- انهيار جبهة التصعيد الداعمة للارهاب في العراق وفي لبنان مما اعاق المشروع المعادي للمقاومة.
8- انهيار محاولة التخندق الطائفي في سوريا والعراق ولبنان من خلال مشاركة السنة من علماء ووجهاء وقيادات عسكرية سنية ضد الارهاب .
9-انهيار التحالف الخليجي مع اسرائيل حيث ظهر ازمات مالية سعودية وقطر ناتجة عن عجز مالي بسبب من الافراط المادي في دعم قوى الارهاب وانظمة الاخوان في المنطقة بسبب من اطالة امد الصراع في سوريا.
10-بدا صراع وتخوف خليجي من نتائج الدعم للارهاب واخفاق الارهاب في الانتصار في سوريا والخوف من تصاعد ثورة شعب القطيف والاحساء او ثورة شعب البحرين وتحولها الى عصيان مدني او مقاومة مسلحة لذا طالب وزير خارجية السعودية ووزير خارجية قطر بالتدخل الامريكي والاسرائيلي لحماية الانظمة كثمن لحماية مصالح امريكا وامن اسرائيل من خلال الارهاب.
11-ظهور اصوات مرتفعة في الاتحاد الاوربي وفي داخل محور الشر_امريكا-بريطانيا- اسرائيل-الخليج) تطالب بالمصالحة والهدنة والحوار وانهاء الصراع المسلح لخطورة هزيمة الارهاب في انتقاله الى دول المصدر الخليجي و وتمرد وخروج القاعدة عن السيطرة الامريكية.
12-ظهور صراع داخل دول الاخوان وانهيار لشعبية الانظمة(تركيا-مصر-تونس-ليبيا)فضلا عن صراع داخل قطر والسعودية اقتضت احداث تغيير في راس نظام الحكم في قطر ولجوء دول الخليج مثل الكويت والسعودية الى التوسط الدبلوماسي في العراق لابعاد انظمتها على خطر الصراع المسلح.
13-تفوق ايران في كسر الحصار الاقتصادي والتنمية في الصناعات العسكرية وحصولها على دعم الحلفاء في روسيا والصين والاتحاد الاوربي ودعم قوى المقاومة في المنطقة لها ادى الى انهيار التفوق الاسرائيلي وبالتالي عجز اسرائيل عن اللجوء الى الصراع المسلح والتدخل في الصراع فتم استبعاد تصعيد الموقف.
14-الازمة الاقتصادية داخل محور الشر ادت الى اعاقة نجاح المشروع الامريكي في المنطقة وادت تطورات الموقف ميدانيا الى عجز محور الشر عن التنبؤ بالمستقبل او اتخاذ خطوات جديدة او اللجوء الى سيناريوهات بدائل عديدة.

#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل