مسك الختام الموت الزؤام

عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 08:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

قررت التوقف نهائيا عن اي كتابة للمقالات او اي نشاط صحفي او اعلامي الى حين لفترة لا يعلم بها إلا الله سبحانه قد تطول وقد تقصر لا اعلم وذلك لأجل التفرغ التام للبحث والتحصيل وأود في مقالتي الاخيرة هذه ان اتناول موضوعة ازمة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي حيث انه يردد ان من ينتقده من وزراء ويتهمونه بالدكتاتورية من القادة هم المقصرون في الاداء الوزاري من ناحية تقديم الخدمات او مكافحة البطالة او محاربة الفساد الاداري وكذلك الحال مع الحكومات المحلية في المحافظات وان البرلمان هو من يعرقل اتخاذ القرارات وتشريع القوانين وان منتقديه هم ارهابيون وانه لا حول ولا قوة له امام هولاء وهو يذكرنا بذلك تصريحاته في عام 2007 عن عجزه عن تحريك كتيبة واحدة من الجيش العراقي لمحاربة الارهاب انذاك لكننا تفاجئنا في ما يسمى صولة الفرسان بأمر اخر مختلف عموما والمعارضون للسيد المالكي يتهمون وزرائه وأعضاء مجالس محافظاته بالفساد الاداري فضلا عن اتهامه بالدكتاتورية ولا يبدو ان هناك للازمة حلا في الافق القريب لا من نوع المحاصصة التوافقية ولا غيره في حالة الابتزاز السياسي والحرب الاعلامية ولكن لماذا وما الحل؟ هل المالكي مستهدف شخصيا هل تنتهي الازمة برحيل المالكي؟هل رحيل المالكي هي الخطوة الاولى لمخطط اكبر. ان جعل الصراع صراعا حول شخص المالكي امر عقيم ومرفوض سياسيا ويدل على ضحالة الاداء والتفكير السياسي للبعض بل انه غير حقيقي واستهداف المالكي جاء بناءا على انه الشخصية الاقوى في المكون الشيعي وعلى انه لا بديل عنه شيعيا من حيث القوة السياسية وانه الشخصية المعتدلة التي اتفقت على قبولها قوى المحاور الاقليمية المتصارعة في المنطقة الا وهي محور الممانعة بقيادة ايران ومحور الشر بقيادة امريكا .والان يحق لي ان اسال بعض نواب التحالف الوطني ومنهم الشيخ صباح الساعدي هل المالكي وحده تقع عليه وعلى وزرائه ونوابه تهمة الفساد الاداري وهل تخلو العراقية او التحالف الكردستاني من ذلك؟واذا كان الامر ان الجميع متهم بالفساد الاداري لماذا استهداف المالكي وحده؟ هل المالكي وحده ينفرد باتخاذ القرار الا يظهر هذا السلوك الدكتاتوري في قيادات البرلمان وفي قيادات الكتل والاحزاب السياسية ام ان المالكي وحده الدكتاتور كما يزعمون ؟اذن لماذا استهداف المالكي وحده هل هو صراع دكتاتوريات؟ ان من حق شعبنا ان يعرف الحقيقة. اما الارهاب فلقد اهمل موضوعه واصبحت الانتخابات الشغل الشاغل الى درجة ان ماساة 250 ضحية من ضحايا الارهاب في يوم الثلاثاء وحده لم تكن ذات اهمية بقدر اهمية تاجيل الانتخابات وكأن الانتخابات هي الحل الامثل بل والوحيد للازمة وهي نسخة مكررة شهدها العراق لمرات عديدة ولم يرى منها الا الفساد الاداري والارهاب ولم يرى منها اي خير.هل ينتهي الارهاب بسقوط المالكي ام هل علينا ان نصدق ان الحكومة وليس تنظيم القاعدة هو الارهاب.ويبقى السؤال لمصلحة من يجب ان يسقط المالكي طبعا لا دليل على ان ذلك سيكون لمصلحة الشعب .ان البقاء في السلطة العراقية بقاء موقت قابل للزوال وبالتالي اذا كان الجميع يبكي على الديمقراطية فهناك انتخابات ودستور وبرلمان ومحكمة دستورية وشعب يمكن اللجوء اليه لخلع المالكي او النجيفي او ابقائه . ولكن الشعب وحده من لا يتحكم بمصيره للاسف ولا ياخذ برايه وللشعب وحده في مسك الختام الموت الزؤام استودعكم الله

#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل