عوامل انتصار لوبي الثورة الطائفية الاثنية المضادة

عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 12:33
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

لمعرفة كيفية احتواء الثورات الشعبية في الربيع العربي والية الانتقال الى الثورة المضادة الطائفية والاثنية علينا ان نعمل على دراسة الامتداد والنشأة التاريخية للصراع الطائفي و الاثني والطبقي والتطور الرأسمالي في المنطقة ودور الامبريالية واللوبي الرجعي في الصراع الطائفي الاثني والطبقي.
النشأة التاريخية
ان هزالة الانظمة المعاصرة وعدم جدية التطور الاجتماعي والديمقراطي وعدم جذرية الوعي الوطني الوحدوي في واقع الشعوب ادى الى تفكك المجتمعات الحديثة التي سقطت تحت تأثير القوى الرجعية الطبقية الطائفية والاثنية. التخندق والتقوقع الطائفي من خلال جذوره التاريخية المتأصلة اعاق قيام دولة الوحدة الوطنية واعاق قيام السلم والتكاتف الاجتماعي. طبعا كان هناك نحو من المقاومة من قبل الفكر العقلاني العقائدي الوحدوي او الفكر الوطني الاستقلالي ومن المنتمين الى ذلك الفكر ليس من خلال التحذير من الفتنة الطائفية والحرب الاهلية فقط في زمن النزاعات السياسية والصراعات الاجتماعية بل التصدي والتمرد الثوري ضد ادلجة الانظمة الأرستقراطية للدين وتسيس الطائفة والقومية لصالحها مما ادى الى استبعاد ومحاربة دعاة الوحدة الدينية والوطنية ودعم فقهاء البلاط واقلام التجزئة وتشجيع روح الانقسام الطائفي والاثني والطبقي لان مصلحة تلك الانظمة قائمة على الانقسام والصراع وعبر القرون تم تكريس روح التجزئة والصراع والانقسام والصدام من خلال ظهور العشرات من الاسر والقوى الحاكمة والدويلات. ونظرا لتجذر تلك الروح اخفقت جهود حركات النهضة الوطنية في القرن العشرين في خلق نهضة تحررية ديمقراطية ووطنية لان الدول المعاصرة التي انشاتها تلك الحركات لم تعمل على ايجاد حلول جذرية سياسية وفكرية لان تلك الدول سيطرة عليها لاحقا القوى التقليدية الاقطاعية قد اخفقت في اقامة التصنيع المتطور الواسع مما جعل الدولة الشمولية مجرد اداة للملكية في ظل الانقلابين الدكتاتورين التي تكرس التخلف الثقافي والاقتصادي في ظل حكمهم حيث لاهم لهم سوى زيادة اشكال التملك الباذخ من الفوائض الاقتصادية للدولة الريعية بالإضافة الى الافراط في التسلح ودعم قوى القمع الحكومية مع بقاء الهيكل الاقتصادي متخلفا مفككا ومن خلال غرق تلك الانظمة القمعية في الازمات الاقتصادية والاجتماعية قامت تلك الانظمة بمحاربة روح الوحدة الوطنية لان تلك الروح قائمة على التعايش والقبول بالأخر وعلى روح الحرية والاستقلال والديمقراطية وعملت الانظمة القمعية على زيادة الانقسام والتشظي الطائفي والاثني والطبقي من خلال الفقه الانتهازي لوعاظ السلاطين واذكاء الروح العنصرية الفاشية لأنها انظمة ازمة في مجتمعات متأزمة اصلا مما ظهر حاليا في حروب اهلية واضطراب امني وارهاب منظم وانهيار لروح وبرامج وقوى العمل الديمقراطي والوحدة والسلام الوطنية.

#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل