اليات غسل الدماغ الجمعي للشعب العراقي الغاء البطاقة التموينية انموذجا

عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 21:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الاستراتيجيات التي اعتمدتها الامبريالية الامريكية وعملائها في العراق والمنطقة لغسل دماغ الشعوب ومنها الشعب العراقي تتلخص :.
ا - استراتيجية الوصاية
تقوم على استغلال عدم النضج العاطفي والفكري للشعب من اجل فرض نظام الوصاية والولاية عليه حيث يكون الخطاب غامضا عاما ضبابيا متخلفا يستبعد اي حس نقدي يمكن ان ينمو او اي شفافية تكشف الحقائق للشعب وهدف هذا الخطاب ايصال رسالة مفادها دعنا ايها الشعب نقرر بدلا عنها ونفكر بدلا عنك لأننا الاكثر خبرة والاكثر معرفة والأكف منك وما عليك سوى الخضوع لنا وتنفيذ قراراتنا.
ب -استراتيجية الاستغلال العاطفي
لأجل تعطيل التفكير المنطقي والتحليل العلمي وازالة الحس النقدي يتم استخدام اللغة العاطفية لخلق لاوعي قائم على افكار ظلامية ورغبات متدنية ومخاوف سلبية ونزعات فردية ضيقة وسلوكيات فاشلة كما هو حال التيارات الطائفية المتأسلمة(المتاجرة بالإسلام سياسيا) كما في المتجرة بالرموز الدينية وعلى سبيل المثال رفع راية الانتماء للسيد محمد باقر الصدر او السيد محمد الصدر في السيطرة على الشارع العراقي
ج - استراتيجية الجهل الشعبي المقدس
ابقاء الشعب جاهلا دون وعي الية جيدة للتحكم من اجل جعل الشعب عبدا مطيعا عن طريق العمل على انهيار المستوى العلمي للطبقات المسحوقة لعزل الطبقات المسحوقة عن الاتصال الجاد بالنخبة العلمية مما يمنع من تأثير الشرائح التقدمية المثقفة في القرار والعمل على انتشار ثقافة التضليل من مدح وقدح وتبرير وتمجيد وتقديس لخلق كاريزما ضرورة وقداسة القائد الاكذوبة.
د - استراتيجية جلد الذات
عبر استبدال التفكير بالثورة بالإحساس بالذنب والدونية من خلال خلق احساس الفرد بان المجتمع غير جدير بالتضحية وبعقم الثورة وبان الشعب متخلف فكريا وعاجز عن ادارة الصراع بنجاح لان قدراته محدودة وهو يلقي بسلبية الاوضاع والفشل على عاتق غيره ويلجأ الى الاتكالية وانتظار الغير للتحرك الاجتماعي والمراقبة السلبية للأوضاع فالغير يفكر ويقرر بدلا عنه وبالنتيجة خذلان الثورة ان وقعت.
ه- استراتيجية افساد الذوق العام الشعبي
عن طريق الاعلام ووسائل الاتصال يتم زرع سلوكيات متدنية من خلال الفن الهابط في رداءة الافلام والاغاني والمسلسلات والبرامج وحتى النكت والاشاعات من اجل خلق احساس بالدونية في لاوعي المواطن العراقي.
و- استراتيجية المماطلة والتسويف
ومنها ما حدث في محاولة الغاء البطاقة التموينية هذا القرار الكريه وكذلك عودة البعثيين للعمل يقدم كعلاج ضروري للفساد رغم كونه تضحية مؤلم وتمت اثارة الاشاعات حوله تمهيدا لقبول مستقبلي له عن طريق ان القرار يتم تأجيله او تنفيذه تدريجيا بشكل غير علني لأجل امتصاص النقمة المتوقعة وكذلك لاستغلال مخاوف الشعب من قدوم الاسوء وامكانية حصول تغيير ايجابي من خلال تنفيذ الوعود الانتخابية او تحسن لأداء سياسيو الامس في محاولة من الشعب لخداع نفسه مما يجعل الشعب يتقبل القرارات المضرة بشكل تدريجي ويسلم بالأمر الواقع اخر المطاف.
ز- استراتيجية التضليل
استراتيجية مهمة للتحكم في الشعوب عبر اشغال الشعب بأزمات مفتعلة ومعارك جانبية هامشية وتضليل اعلامي لاجل عدم انتباه الراي العام للقضايا الهامة والمشاكل الرئيسية والقرارات والتغييرات المصيرية عبر اشغال المجتمع وبقاء قلة وعيه وتضليله بأخبار كاذبة وصراعات تافهة وتصريحات تسقيط سياسية وفساد اداري وجرائم اجتماعية منظمة وتبادل اتهامات وانشغال بظواهر اجتماعية وازمات مفتعلة كجرائم الاختطاف وازمة البنزين واغتصاب الاطفال وغيرها من مشاكل تصنعها السلطة الحاكمة لأجل ابعاد المجتمع عن التفكير بحلول حقيقة للازمات الاجتماعية من اجل عدم الثورة ضد السلطة الحاكمة الفاسدة.

ط - استراتيجية الخطوة خطوة
حتى يقبل الشعب قرارات مرفوضة مبدئيا تتم العمل على قبوله من خلال سياسة الخطوة خطوة في التنفيذ وذلك عبر امتصاص النقمة المتوقعة من ازمات البطالة وانهيار الخدمات وضعف القدرة الشرائية والتدخل الاجنبي والاحتلال الاقتصادي الغير مباشر لأجل خلق قناعة بسياسة الامر الواقع وسياسة القبول بالسي بدلا من الاسوء كما يحدث الان في التمهيد لانفصال كردستان وعودة البعث والغاء البطاقة التموينية و شرعنه الفساد الاداري للنخبة الحاكمة في العراق.
ي- استراتيجية خلق الازمة وصناعة الحلول وسياسة التنازل الشعبي
تعتمد هذه الاستراتيجية على مخاوف جراء قصور امني ضد الارهاب او افتعال خلل امني من قبل مخابرات النظام الحاكم كما حدث في حادثة سيناء المفتعلة في مصر مرسي لاجل الحصول على تنازل من الشعب عن حريته لدواع امنية فيكون الدافع الامني اقوى من الحرية ومن الازمات السياسية والاقتصادية والخدمات ويتم القمع لوسائل الاعلام والحركات السياسة والنشطاء المعارضين بذريعة الحفاظ على الامن ومكافحة الإرهاب ويتم قبول ذلك كشر لابد منه لدفع الشر الاكبر اي ان النظام يخلق الازمة سرا ثم يلعب دور المنقذ في حلها علنا.
ك- استراتيجية التنبؤ وخلق رد الفعل
خلق المنظومة السلوكية والمعرفية للأشخاص في ردود الفعل يتم
من خلال الدراسات الموضوعية تم التنبؤ بردود الفعل من قبل الامبريالية العالمية وكذلك خلق وهم التفوق للإمبريالية مما يعزز الشعور بالدونية امام التفوق العلمي الامبريالي والحضاري مما يعني وجوب المتابعة والمسايرة وفق ما هو مخطط إمبرياليا مما يخلق امكانية طاعة السلوك المصطنع في اللاوعي الجمعي.

#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات