أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الصمد السويلم - عراق الشيخ طرطوف والدكتور لغوف















المزيد.....

عراق الشيخ طرطوف والدكتور لغوف


عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 3899 - 2012 / 11 / 2 - 12:19
المحور: كتابات ساخرة
    


في عراق اليوم هناك شرائح في الطبقات يمكن تصنيفها لا على اساس علمي بحت من حيث ملكية وسائل الانتاج فحسب بل سيكون التصنيف هنا على اساس اخلاقي وان كان من منشئ ذلك التصنيف الاساس الاقتصادي للطبقة الاجتماعية. وطبعا يأتي على راس قمة الهرم الاجتماعي قيادات الاحزاب والحركات الرأسمالية البرجوازية الطفيلية الناشئة الظلامية وكبار رجال الدين والمرجعيات الاصولية من تجار الدين وامراء الطوائف ولصوص الحقوق على حد تعبير البعض والحاكمة في العراق واما ما دون ذلك من برجوازية صغيرة وهي طبقة مرتزقة من شرائح نفعية بالإضافة الى كبار موظفي الدرجة الثانية خبراء لصوص الفساد الاداري والكوادر الوسطى في الاحزاب والحركات وشقاوات من حمايات ومسؤولي امن وقمع واغتيالات ومافيا الجريمة والفساد الاخلاقي. وهناك وهو ما نتحدث عنه اليوم بالذات شريحة الابواق من مرتزقة الجهل المركب من انصاف المثقفين وادعياء العلم سواء من رجال الدين او حملة الشهادة العليا زورا وبهتانا والدين والعلم الاكاديمي منهم براء. يذكر انه في احدى المؤسسات الثقافية كان هناك دكتور في علم المستقبلية طبعا كانت شهادته غير معترف بها من قبل اليونيسكو. هذا الاخ اخذ صيتا زائفا دعمه رجال دين يقدسون ال(د) ويشعرون بالدونية تجاهها والدعم كان في لقاءات اذاعية وفضائية ونشر في الصحافة وهذا الدكتور الذي تسلق مناصب في مفوضية الانتخابات في فترة من الفترات وفي مؤسسات اخرى كان رجل يكتب كراسا او كتابا في 5 دقائق فقط ومعدل بحوثه بين 30 الى 60 بحثا شهريا وشاءت الصدفة والحاجة الى فتح حاسبته في احد المؤسسات اثناء سفره خارج العراق للحاجة الى بحوثه ليجد ذلك المركز الثقافي ان هذا الدكتور لص من الطراز الاول وان كل بحوثه هي(كوبي بست copy past) من الأنترنيت من موقع اسلام اون لاين وبعد ان تم الابلاغ عن دكتور كوبي بست للشيخ المعمم مدير المركز قال بان الدكتور فلان الفلان المتملق له قلم لا يمكن الاستغناء عنه. يوجد في العراق اليوم الكثير من دكتوراه الكوبي بست خاصة في الدراسات الانسانية من لصوص النصوص او لصوص الافكار من الحيوانات المجترئة التي تردد ببغاوية اراء شاذة او اراء غربية المنشأ دون وعي ودون استقلالية في الفكر ودون اي حس نقدي لدرجة القداسة ونلاحظ في العراق ان عالم سبيط النيلي وشروس يكادوا ان يكونوا الهة اولمب لبعض الاساتذة في الجامعات العربية من قسم اللغة العربية كما ان ابن خلدون وعلي الوردي الهة اغريق لأساتذة علم التاريخ والاجتماع في العراق دون اي وعي ولا ادري كيف تحول مناهج البحث التفكيكية او البنيوية الى فلسفة وايدلوجيا لدى من يرفض الفلسفة والأيديولوجية من العدو اللدود لرجال الدين في العراق الا وهم اكاديمي اللغة العربية (حسد عيشة) وصراع في سرقة اضواء الشهرة. ان مستو الاطروحات والبحوث المقدمة في الجامعات العراقية مستو ضحل يكتفي في اغلبه في الاقتباس من المصادر ونقل الافكار وعرضها دون اي تجديد حقيقي او بصمة مستقلة للباحث الاكاديمي. هذا فضلا عن وجود جشع مالي ورغبة في الشهرة والظهور ظهر في بعض المرتزقة من السياسيين والنواب والأكاديميين الذي ينتقل من فضائية لأخرى يبيع الكلام الذي يتغير من المدح الى القدح بحسب نوع الفضائية واسمها من اجل مئة دولار او خمسين دولار في حين رواتبهم الشهرية هي من(3 ملايين -8 ملايين)للاكاديمي و(40 مليون )للسياسي وطبعا اجتراء واعادة مضغ لكلام وافكار بل والفاظ اصابتنا بالصمم من كثرة تكرارها. ومن الطريف ان يكون احد الوجوه المألوفة الانتهازية المنافقة يحمل شهادة دكتوراه في الفكر السياسي للخميني في حين كانت شهادة الماجستير الخاصة به في فكر القائد المؤسس ميشيل عفلق.
اما رجال الدين وما ادراك ما رجال الدين فهم طبعا الا القليل منهم اما شحاذين او مرتزقة منتفعين بين بوق تبرير وتنظير او قيادي عنيد لا خبرة له في القيادة. ومن طرائف الحوادث انه قد اتى رجل دين وطالب علم حوزوي من المصابين بالجهل المركب ممن وصفهم امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام(ما جادلت الاحمق الا وغلبني) ومن وصفهم الحكيم ابن سينا(الا الحماقة اعييت من يداويها).هذا الاخ طبع كتابا عن اضرار الشاي وكرة القدم ويقول بحرمة الشاي وكرة القدم وحرمة البيبسي كولا والكوكا كولا بناء على قراءة خاطئة لفصل المخدرات في ما وراء الفقه الجزء السابع واراد احتيالا نشر افكاره التي طبعت له في كتابين والترويج لها من خلال الفضائيات على ان شرب الشاي وتجارة الشاي سلاح الماسونية والصهيونية الاول ضد الشعب العراقي ورفض اي نقاش علمي معه . وباختصار اننا في العراق قد سقطنا ضحية الشيخ طرطوف والدكتور لغوف(من اللغف اي اللصوصية)
مسرحية طرطوف لموليير وهي من الادب العالمي المعروف والشهير والتي تدور حول النفاق الديني و موليير هو كاتب فرنسي هزلي (1622-1673م) تهدف تمثيلياته إلى تهذيب الأخلاق، وفضح مساوئ الشخصية كما في مسرحياته: البخيل، البورجوازي النبيل، الطبيب رغماً عنه. ‏ في مسرحية طرطوف فكرة واحدة هي (النفاق)حيث صاحب الدار يتعلق بطرطوف الدجال ويعتبره أخاً ويحبه أكثر من ولديه وزوجته ثم يجعله كاتم أسراره الوحيد وقائد أعماله الرشيد إنه رجل صالح دخل الدار ليهدي أصحاب الدار ولكنه منافق والنفاق هو أن يظهر الإنسان غير ما يضمر. ‏ يبالغ طرطوف في إخفاء نياته كان يرد الهبات والعطايا التي تقدم له في الكنيسة ويقول نصفها يكفي ويزيد ويلوم نفسه لأنه قتل برغوثاً بحدة ويلقي بمنديل إلى صاحبة الدار لتضعه على صدرها ويقول: إذا سأل أحد عني فأنا في السجن أوزع الصدقات على السجناء ويبدي استنكاره لقلة احتشام زوجة سيده أورغون.. ثم يغازلها!! من هذا التناقض في الملهاة يكون الضحك، وطرطوف يبالغ في التعلق بالمثل العليا للضحك على ذقون الناس. ‏ ويصبح طرطوف رجلاً متسلطاً في البيت إنه هذا الصعلوك يأمر وينهى وكأنه السيد المكافح في البيت وأورغون صاحب البيت لا يستمع لنصائح زوجته حتى إن صاحب البيت يريد أن يزوج طرطوف من ابنته ماريان، وزوجته تثور عليه ولا يزال طرطوف يحاول اغراء صاحبة الدار ويقول لها: أنا إنسان أنا لست أعمى. ‏طرطوف يكثر من الضحك على المغفل الزوج أورغون، الذي لا يستمع لنصائح أحد ويتنازل لطرطوف عن أملاكه وأمواله ومن المضحك أن طرطوف يسخر من غفلة أورغون ويضحك عليه. ‏ وبعد ذلك زوجة اورغون تريد أن يسمع زوجها غزل طرطوف لها فيختبئ تحت الطاولة في مشهد كوميدي وهو يسمع حديث طرطوف.. وينكشف أمر طرطوف وهو يحاول طرد أورغون من جميع أملاكه ويهدده وينتهي أمره إلى الملك ومخفر الشرطة والفكرة عالمية. من الناس من يخفون سرهم ويظهرون غير ما يعتقدون. في مسرحية طرطوف موليير يستمد القصة من المجتمع ويدخل خياله في القصة فقد تجول موليير في المدن الفرنسية وعاشر الناس وكتب ولابد من الخيال. ‏ اهتم موليير خلال سنوات العرض بتنقيح المسرحية بالإضافة أو الحذف بما يتلاءم مع ذوق الجمهور. ‏ تعتبر مسرحية طرطوف أكثر المسرحيات الكوميدية شهرة فقد عرضها الكوميدي فرانسيز (2704) مرات منذ عام 1680-1963 ولا يزال الجمهور يقبل عليها. ‏وهناك في الادب الشعبي العربي ما يشبه طرطوف الا وهي الحكاية الشعبية حكاية ابو الخشايش السورية
حيث نجد في الحكاية السورية ان الفلاح الفقير يدهش من (أبي الخشاخيش) الذي يقول له: يا بني نحن نمشي على الأرض ويمكن أن يكون هناك نملة فندعسها دون أن نشعر ولكن النملة إذا سمعت صوت الخشاخيش فإنها تدخل مسكنها وإذا أمسك أبو الخشاخيش بإصبعه اللحم المعلق أمام دكان اللحام فيقول اللحام: أرجو أن تسامحني لأني أمسكت بيدي اللحم وقد يكون علق بيدي شيء من الدهن! ‏ ثم يحدث ان الفلاح الطيب يدخل دار أبي الخشاخيش دون أن يدري، كان أبو الخشاخيش يطلب من خادمه إحضار السمك والفواكه والخمر والفلاح الفقير يراقبه ثم يقول لخادمه أخرج لي البنات فيخرج عشر بنات عمرهن عشر سنين يغنين ويرقصن، وأبو الخشاخيش معهن يغني ثم يخرج له الخادم أولاداً صغاراً يلعبون أمامه و يعرف الفلاح أن أبا الخشاخيش هو الذي سرق الأولاد والبنات من أهلهم ثم يعرف الفلاح أن أبا الخشاخيش هو الذي سرق خزنة الملك ففي صندوق من الخشب في دار (أبي الخشاخيش) الذهب والجواهر. في الحكاية الشعبية السورية الفلاح يلبس لباس الملك والملك يلبس لباس الوزير و يذهبان لمقابلة (أبي الخشاخيش) الملك والوزير ضيوف في داره ويحضر أبو الخشاخيش السمك واللحم والشراب رغماً عنه بأمر الملك. قال الملك لأبي الخشاخيش افتح الصندوق لتظهر الجواهر والذهب وأخرج لنا البنات والصبيان وأبو الخشاخيش يبكي ويبكي فيأخذه الملك بالحديد إلى السجن ويعيد البنات والصبيان إلى أهلهم ويقول للفلاح: أنت اليوم وزيري وهذه هي فكرة الحكاية.. ابن الشعب البسيط يبرهن أنه جدير بأعلى المناصب. ‏ واخيرا وللامانة العلمية فلقد استعنت في مقالتي هذه على عدة مصادر كثيرة اجنبية وعربية لكي لا اكون طرطوف اخر ولا دكتور لغوف من جديد اقتضى التنوية وكل طرطوف ولغوف وانتم بخير.



#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة كما هي
- جلد الذات
- استراتيجية الرد الايراني على الضربة الاسرائيلية
- امكانية ضرب اسرائيل لإيران في نوروز القادم
- ايران الشرق الاوسط رومني الحرب قادمة
- قادمون لتحرير العالم
- السلطة اهم من المبادئ
- وزير وفقير وحقير
- برلمان الدب القطبي
- ترويض القطيع
- الحرب بالنيابة
- حافة الهاوية
- المتمرد
- عراق المازق بين الاحتلال والمقاومة ازمة الهوية وازمة البقاء
- دور الاجندات الاجنبية في عرقلة مفاوضات تشكيل الحكومة العراقي ...
- دور تيار الأحرار وقائده في الآليات الخاطئة لاختيار مرشح التح ...
- حرامي الزوية رئيس وزراء الجمهورية
- السيناريوهات الامريكية للازمة العراقية
- اليسار العراقي وعودة الحاكم المدني الامريكي للحكم في العراق ...
- حكومة البعث الصدرية حكومة الاخوة الاعداء


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الصمد السويلم - عراق الشيخ طرطوف والدكتور لغوف