حافة الهاوية

عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 3873 - 2012 / 10 / 7 - 18:01
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

حافة الهاوية
عبد الصمد السويلم
سيناريو ضرب ايران عسكريا بالضربة الاستباقية الاولى من قبل اسرائيل وامريكا سيناريو فاشل وذلك لما يلي:.
1- ان الضربة الاولى اما ضربة قاضية عبر ضربات محدودة تحسم المعركة من خلال استخدام عنصر المفاجاة وما يعقبها من معارك هي للحفاظ على النصر كاسلوب القراصنة اضرب واهرب او كاسلوب ضرب المناطق الحيوية وشل حركة العدو والقضاء على دفاعاته كما في حزيران 1967 او هي ضربة استنزاف كبرى تعقبها ضربات هجومية ضمن حرب شاملة تستهدف القضاء على العدو وكلا الامرين لاينجح بشكل تام مع ايران وحلفائها في محور الممانعة وان حقق ضررا بها وذلك لاسباب لوجستية تمكنها من الرد والدخول في حرب استنزاف مفتوحة.
2- ان سياسة الاشتباك واستخدام القوة العسكرية كقوة ضغط سياسية هي قرينة لسياسة يحب البعض بانها يسميها سياسة تشبيك اي سياسة تعاون ومصالحة متبادلة في سياسة احتواء سياسي اي هي سياسة ترغييب وترهيب لكن للاسف نجد ان اليانكي الامريكي الارعن والصهيوني العنصري لايفهم الا منطق القوة ولم يتعلم من تجارب الهزائم السابقة في فيتنام ام افغانستان ام العراق ام في الجنوب اللبناني ولمرات عديدة وهو لم يفكر لما بعد الضربة ولم يكن يوميا مستعدا لحرب استنزاف طويلة الامد لايفوز فيها الا من له نفس المطاولة والصبر على تحمل المزيد من التضحيات والصمود .
3- المؤشرات تؤكد على ان امريكا التي اصبحت دولة شرق اوسطية ليست فقط تضم خمسون ولايات بل تضم تركيا والسعودية وقطر والكويت واسرائيل كولايات امريكية في الشرق الاوسط هي من يقود الصراع بشكل مباشر والا لايمكن ان يكون لا لتركيا اوردغان ولا لقطر هذا الحجم المبالغ فيه في ادارة المنطقة وقادة هذه الدول ليسوا سوى بيادق مرتزقة لتنفيذ الارادة الامريكية وهم من الغباء بمكان عندما يتصورون ان امريكا لن تخذلهم في خاتمة المطاف وها هم ينظرون الى اخفاق تنظيم القاعدة(الجيش السوري الحر) عسكريا في اسقاط النظام السوري ويرون بوضوح الدعم الاستراتيجي الروسي والصيني لسوريا وموقف عدم التدخل من الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو من الازمة السورية.
4- ان الصراع قد انتقل الى داخل اسرائيل نفسها بعد رسالة اوباما الى ايران برفض الضربة الاسرائيلية ضد ايران والطلب من ايران بعدم ضرب المصالح الامريكية في منطقة الخليج كرد فعل انتقامي للضربة الاسرائيلية مع الوعد الامريكي بممارسة الضغط ضد اي تفكير او مشروع اسرائيلي لضرب ايران في تأجيج للنزاع بين اسرائيل والولايات المتحدة، على اثر تخوف حكام الخليج من رد الفعل الايراني فضلا عن اضطراب الاوضاع داخل تركيا من خلال احتجاجات شعبية ضد تورط تركيا في صراعات اقليمية ضارة بالامن القومي التركي وكل هذا ادى الى ارتفاع اصوات داخل اسرائيل ظهرت في انشقاق مفاز كما ان أزمة الثقة بدات تتفاقم حيث ان نتنياهو يفكر باقالة ايهود باراك من منصبه حيث ارتفعت الاصوات في اسرائيل المطالبة بعدم ضرب ايران لانها تعني بداية نهاية اسرائيل ولا تخدم الا حكام السعودية وانها ستدفع ايران الى امتلاك السلاح النووي وتودي الى انهيار الحصار المفروض ضد ايران.
5- لم يبقى في سيناريو الصراع في المنطقة الا حرب الاستنزاف والحصار الاقتصادي ضد ايران واثارة الراي العام الايراني ضد قيادته واثارة الحرب الطائفية في سوريا والعراق ويبدو ان هناك مخارج لكسر الحصار الاقتصادي ضد ايران وان هناك حرب استننزاف وبداية توازن رعب ضد الدول الحاضنة للارهاب كالسعودية وتركيا عن طريق دعم المعارضة فيها فضىلا عن دعم استراتيجي لم يسبق له مثيل من روسيا والصين ان النصر سيكون لمن هو اكثر صمودا وصبرا ومطاولة في الصراع ولا يبدو ان الامبريالية وحلفائها ناجحة في ذلك رغم كل الامكانيات المادية التي تمتلكها.

#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل