أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الصمد السويلم - عراق دولة الاستهلاك الطائفي














المزيد.....

عراق دولة الاستهلاك الطائفي


عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 02:15
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


فقر وجهل وتخلف هذا هو العراق ولان العراق مجتمع سوق استهلاك حيث لا قواعد انتاج صناعية واستهلاك هائل مزمن وبيع للمواد الخام ومركزية دولة وانعدام للتحديث العلمي وانعدام للديمقراطية الحقة والرقابة الشعبية وسطحية الوعي السياسي وقشرية المظاهر الحضارية من موديلات الازياء الى الفخامة العمرانية وتفشي الفكر الطائفي المتخلف هي الوصف الدقيق لحالة بناء عراقنا ما يباع من النفط يعود مواد استهلاكية وتنمو طفيليات تجارة الاستهلاك حيث معارض السيارات والسوبر ماركات لتشكل قوى اجهزة الحكومة وجماعات الثروة الباذخة وقوى الضغط السياسي والاجتماعي ويكون الاستهلاك والبذخ في الثروات معيار الفصل الطبقي بين سادة الحكم الاغنياء والفئات المعدمة من الفقراء ويشكل منتجو الثقافة من البرجوازية الصغيرة ابواق من الفنانين والمثقفين والكتاب المنظرين والاكاديمين سور الفصل الطبقي العنصري بين الحكام والشعب المعدم المسحوق وبهذا الفصل يسحق الوعي الوطني ويتحول الدين والمذهب عن بعده الانساني الثوري الرافض للظلم من خلال قادة الرجعية السلفية المتعصبة المتحجرة المتاجرة بالدين والمذهب الى اداة للجمود الفكري والقتل الروحي عن أي وعي وطني. فئات الحكم الاستهلاكي تعيش الفراغ الفكري والثقافي والروحي مما يعني مزيدا من البعد عن التاريخ الثوري الوطني وعن أي ارث حضاري انساني لتولد بعد هذا اجيال استهلاكية تعيش بطالة حقيقية او بطالة مقنعة حياتها عبث وهدر وفي المقابل الفقراء يزداد فقرهم ويقل مستو دخلهم المعاشي ويقل استهلاكهم حتى للضرورات والسلع الاساسية ويضمحل وعيهم لان الفقر ملازم للجهل والتخلف.
ولانه لاتوازن بين الانتاج والاستهلاك و لانمو للانتاج الموسع ولا انتاج فكري ولا انتاج مادي غير صناعة النفط والزراعة المتدهورة فان الخبرات والكفاءات الانتاجية تزول وفئات من فقراء الشعب تتحطم لانعدام الاستهلاك الضروري المقبول. ان انتاج المواد الخام والزراعة لاتصنع قوى انتاج وتنمية شاملة بل ان تقبع تحت سيطرة البيرقراطية الحاكمة التي في غياب دور الرقابة الديمقراطية للشعب لن تعمل الا على جعل الموارد والثروات العامة تخدم مصالحها الفئوية الضيقة . ان مشكلة العراق هي في الاقتصار على انتاج النفط فقط كدخل اساس وهو مصدر انتاج ذات عمالة محدودة غير متطورة تاركة ورائها فارغا في العمالة وتدهورا في الوعي الشعبي وغياب للثورة العلمية التقنية المتطورة وانعدام للانتاج الصناعي ويخلق فئات حاكمة استهلاكية تعيش حياة باذخة تدمن الفساد بكل اشكاله من اجل ديمومة حياة البذخ والترف وهو امر يتسبب في ازمات اقتصادية مالية خاصة مع ضعف الاستهلاك الشعبي العام من جراء الدخل المحدود الملازم لتضخم الاسعار وزيادة الولادات وارتفاع نسبة السكان والمقترن بازمات اجتماعية وجرائم اجتماعية وتفشي الجريمة المنظمة وهو امر يدفع بالصراع السياسي الطائفي للبروز كاحد اهم الازمات والمظاهر الاجتماعية جراء فقدان الانتاج الصناعي المتطور وتخلف الانتاج المادي والثقافي والبقاء على نمط انتاج البداوة والزراعة القبلي فان لم يكن هناك انتاجا حديثا صناعيا متطورا لن يكون هناك الا الشعب المتخلف وريث الانقسام والصراع الطائفي المقيت عبر العصور المتعاقبة ولاحل للازمة العراقية الا بالثورة الصناعية والتنمية الشاملة.



#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق دولة الطائفة في انتظار الشمس
- من صنم لاخر ومن دكتاتور سابق الى دكتاتور لاحق
- تطور استراتيجية الحرب الامريكية على الإرهاب
- التحول نحو الطائفية في العراق
- ما يجب ان يخشى منه النظام نبؤة بالثورة
- طائفي بامتياز
- مسك الختام الموت الزؤام
- ليس بحسن النوايا وحدها تحكم البلاد
- من هم وماذا يريدون
- الغاية من التفجيرات تاجيل الانتخابات
- الحرية الى الابدFreedom forever
- الله في المطر الهروب السياسي الى الامام
- محفظتي اولا .................محفظتي اخرا
- حتى اخر كيلو متر
- العراق بين ارادة البقاء وارادة التغيير
- ماذا تبقى؟ رسالة في زمن الهروب الى الهزيمة
- دور السيد الشهيد الصدر الثاني في تعزيز الوحدة الاسلامية والو ...
- حق الحياة حق الشعب في الدفاع عن نفسه
- حرامي او ذباح THE MONEY OR YOR LIVE
- الدين الوطني والدين العنصري


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الصمد السويلم - عراق دولة الاستهلاك الطائفي