أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين رشيد - تحيا مصر ام الدنيا















المزيد.....

تحيا مصر ام الدنيا


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 10:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



اثارت قضية مقتل الشيخ حسن شحاته الكثير من الردود الفعل المتعقلة والمتشنجة مع الاختلاف بوجهات النظر على الصعيد الثقافي والاجتماعي الشعبي والديني في مصر، وعلى ذات الاصعدة في العراق، حتى ان البعض وخاصة من الادباء والكتاب ومن ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي دخل بقوة وعنف كتابي، وهو يندد ويستنكر هذا الجريمة البشعة، داعيا ادباء ومثقفي مصر الى ادناتها واستنكارها. مذكرا اياهم بانهم اصحاب حضارة تمتد لالف السنين واصحاب منجز ثقافي وفكري وفني فكيف يحدث في بلاد مثل مصر. جاهلا ان ادباء ومثقفي مصر قبل ايام من وقوع الحادثة سحبوا شرعية الحكومة، مثلما منعوا دخول وزير الثقافة الى مكتبه، لانه حاول الاساءة الى وجه وتاريخ مصر الحضاري والثقافي.
المؤسف له ان هذه القضية بينت بعض من طائفية المثقف العراقي الضامرة في ثنياه، كما بينت مدى سطحية البعض الاخر في النقاش وعرض وجهات النظر، وتعصبهم وانشدادهم المذهبي. هذا مع عجزهم شبه التام في اي حراك ثقافي او مدني يراد منه اعادة بغداد والعراق الى واجهة الاشراق والابداع والتحضر.
لكن الغريب بالامر والمفجع، انهم نسوا او تناسوا ان العراق بلد الحضارات والامجاد ايضا وهو من علم الكتابة والقراءة، وهو بلد الانبياء والاولياء والصالحين، وقد قتل المئات او الالف من شبابه على الهوية او الاسم او اللقب، وليس المعتقد كما في قضية شحاته، اين كانت هذه الاصوات من احداث بورسعيد الدامية، وقتل الاقباط وتهجيرهم، وحرق الكنائس، واين هم من قتل وتهجير مسحيي العراق، وقتل الايزيديين والصائبة وغيرهم من الوان الطيف العراقي.
*******
اما المستوى الشعبي والاجتماعي فقد كانت ردت الفعل في الاوساط الشعبية طبيعية جدا وعادية فالكل مشغول بامتحانات الصفوف المنتهية، وبمباريات منتخب الشباب في نهائيات كاس العالم للشباب، وبحرب الملاعب والمقاهي التي اندلعت مؤخرا وهي تزهق اروح شبابنا الغالي، وحرارة الجو وانقطاع التيار الكهربائي بالرغم من وعود الحكومة بتحسنه، ووو عشرات المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي. الذي لم يلتفت للامر الا من خلال بعض لافتات التعزية والاستنكار التي علقت من قبل جهات دينية عراقية في الاحياء الشعبية، تستنكر وتدين الجريمة. التي ادينت من قبل كل القوى والتوجهات الاخرى، كونها جريمة ضد الانسانية في المصاف الاول.
*******
ربما لايخلو فلم مصري او مسلسسل تلفزيوني، الا وتم تصوير بعض مقاطعه في السيدة زينب وحي الحسين ، او مثلما يسميه ابناء مصر، سيدنا الحسين، وليس كما نسميه نحن "الحسين" فقط. مصر لم تعرف التحارب الطائفي او المذهبي بشكله المعلن، او التعصب الديني والتطرف، مصر البهية مصر الثورة والتغيير، مصر الحرية مصر الملايين التي خرجت زاحفة لتنحية وتخزية الاخونة وحكمهم، مصر الجمال والغناء والفن والحارات وعوالم نجيب محفوظ،، مصر احمد امين وطه حسين وعباس العقاد، واحسان عبد القدوس، وتوفيق الحكيم، ورومانسية عبد الحليم، كبرياء ام كلثوم وعبد الوهاب، مصر بليغ حمدي وكمال الطويل واحمد رامي، وكارم محمود وعبده الحامولي واحمد فواد وامل دنقل ورياض السنباطي والقائمة تطول وتطول لقامات مصر الابداعية الثقافية والفنية والفكرية، مثلما يطول الكلام عن اثر مصر في ثقافتنا العربية الرسمية والشعبية. فلا تحمول مصر اكثر مما هي بها ولا تتحاملو على مصر واهل مصر هكذا.
*******
ما يميز مصر في هذه المرحلة بالذات هو ان الشعب المصري يمتلك القرار والخيار والارداة في تحديد مصيره ومستفبله، وهو هو يعاود الخروج المليوني لاسقاط حكم الاخواني "اللاشرعي". الشعب المصري بوعيه السياسي والاجتماعي، استطاع تغيير دفة الصراع من صراع اريد له ان يكون ديني او طائفي او قومي، الى صراع مدني علماني – ديني، وهذا ما عجزنا عن تحقيقه منذ عقد من التغيير السياسي في العراق، فما زال صرعنا طائفي مذهبي مغلف بسليفون سياسي امريكي.
الاسلاميون في العراق نجحوا في مخططهم وسقوا ما زرعه البعث من بذور الكره والانانيية، مع تغييب وتجهيل للناس واشغالهم بحروب وصراعات وسجون وحصار، وبعد ذلك احتلال محاصصة طائفية زيارات دينية، تحذيرات بحروب اهلية، تفجيرات ممنهجة، فساد اداري ومالي، اعادة النعرة والعصبية العشائرية، الامر الذي ادى بالتالي الى تدجين الروح العراقية. عكس مصر وما حاول الاسلام السياسي فعله، فقد اصتطدم بوعي كبير وفطنة قل مثيله في شعوب العالم العربي.
*******
الامر الاخر ان الجيش المصري والشرطة وقفوا الى جانب الجماهير الخارجة والغاضبة على نظام حسني مبارك، وها هو اليوم يقف مع الزحف المليوني ويسقط مرسي وحكم الاخوان. عكس قواتنا الباسلة التي استخدمت ما اتيت من قوة ضد متظاهري ساحة التحرير، علما ان الجماهير المصرية رفعت شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" والجماهير العراقية رفعت شعار "الشعب يريد اصلاح النظام"، ترى كيف سيكون الحال، او رد قواتنا الباسلة، لو تم الاستعانة بشعار الجماهير المصرية.
عشرات المصريين اقتحموا بالامس مقار الاخوان ومكتب الارشاد، هل يجروا احد منا على المرور بجانب مقار احزاب وقوى سياسية عراقية كالاخوان؟! بالمناسبة هي ليست دعوة للعنف فقط مقارنة برئية. واخير وزارة الداخلية المصرية اعلنت من خلال صفحتها في الفيسبوك يوم الاثنين واحد تموز"النهاردة عيد الشرطة " و "الشعب والشرطة يد واحدة" حيث رددو سوية "ارحل يامرسي". المصريون يقولون " كل من له نبي يصلي عليه". ابناء مصر يوم 30 حزيران تركوا عملهم في دوائر الدولة وتغيبوا ليلتحقوا بشباب الثورة، كذلك حال فنانيها ومثقفيها في مسيرتهم الاحتجاجية، والحال ذاته مع الفنانات وهن يمضين بمسيرة "القباقيب". وهناك المئات والمئات من الشواهد على ان الشعب المصري هو صاحب الخيار والاردة وهو من يصدر القرار ومن ينفذه، وهو ايضا صاحب القدرة على التغيير، تذكروا الشعب المصري بملاينه المتعددة هو من يصنع قراره، وليسوا مثلنا حين ننفذ قرارت لعدة اشخاص، سوا اتفقوا او اختلفوا، فان اتفقوا على شيء فهم مختلفون على اشياء، وان اختلفوا على شيء فهم متفقون على اشياء اخرى.... بالطبع هذا الشيء ما يخصهم والاشياء ما تعنيينا. بالتالي تستحق مصر ان تكون ام الدنيا وقبلة العرب .... تحيا مصر.
هل ثمة فرق بين قاتلي حسن شحاته ومحمد عباس؟!



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا هذا. . ولا ذاك
- سانت ليغو
- مرجعية مدنية ديمقراطية
- الكتل الصغيرة ؟!
- نعم.. نجح البعث
- الرواية العراقية وحلم الملتقى الدائم
- نقطة التحول المطلوبة .. قائمة علمانية
- دعاة التقاسم ... ؟!
- الخاسر الاكبر ؟
- طوبى سلمان الجبوري.. شكرا محمد حسين آل ياسين
- المثقف والحكومة ومؤتمر المصالحة الوطنية
- برامج رمضان
- وللتاريخ قول آخر
- برامج الشعر الشعبي
- ثلاثة قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة جدا -الخليقة-
- هدى قصة قصيرة جدا
- قصة قصيرة جدا
- بغداد والثقافة العربية 2013
- مربدنا الآتي


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين رشيد - تحيا مصر ام الدنيا