أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - برامج رمضان














المزيد.....

برامج رمضان


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 12:44
المحور: الادب والفن
    



ما أن ينتهي شهر رمضان حتى تبدأ الفضائيات العربية بالإعداد لدورة برامج شهر رمضان المقبلة، والتسابق في كسب المشاهد، من خلال إعداد خطة عمل مهنية علمية، يتم فيها تقسيم وتحديد ساعات البث اليومي وفق جدول زمني مدروس اجتماعيا. حيث يتم العمل على اختيار برامج ومسلسلات محددة تبث في أوقات تكون ملائمة للفئات التي تخاطبها تلك البرامج والمسلسلات. إضافة إلى البحث عن أفكار جديدة ومثيرة لبرامج ترفيهية وتثقيفية في ذات الوقت، تشد المشاهد إليها وتجعله يترقب وقت بثها. مثلما يتم اختيار وإنتاج المسلسلات الدرامية بدقة عالية، التي تتناول في الغالب ما هو إشكالوي ومثير في كل الصعد، الاجتماعية، والتاريخية، والدينية. بالنتيجة النهائية تتصدر هذه القنوات أولوية المشاهد العربي في كل مكان، إضافة إلى المردود المالي الذي سيجنى من خلال الإعلانات التجارية التي تبث في أوقات عرض البرامج والمسلسلات التي تراهن عليها تلك القنوات، وتبثها في وقت الذروة لتكون المحصلة كسب أكبر عدد من المشاهدين، مع مردود مالي وربحي جيد جدا.
أما الفضائيات العراقية فتجدها تتندر قبل شهر أو شهرين وبالكثير ثلاثة أشهر قبل حلول شهر رمضان، وتبدأ بالإعداد لدورة برامج رمضانية، حيث تأتي أغلب فقراتها وبرامجها متسرعة، وسطحية، وتهريجية، مملة إلى أبعد حد يمكن تصوره. ولو تفحصنا كم المسلسلات العراقية التي عرضت من على القنوات الفضائيات، لعدنا إلى النتيجة المعروفة أن الدراما العراقية مازالت دون مستوى الطموح ولا يمكن لها أن تشد المشاهد العراقي فكيف الحال مع المشاهد العربي ؟!
في السنوات الماضية كانت هناك شكاوى من البيئة التي يتم فيها تصوير تلك المسلسلات الدرامية وانعكاساتها السلبية على العمل الدرامي بشكل عام. لكن الآن تغير الحال، وكل الأعمال صورت وأنتجت داخل العراق، لكن الحال ذات الحال. والممثل هو ذات الممثل، الذي لايجيد التعامل أو التمثيل بتلقائية. فكل شيء مفتعل ومفكك ومرتبك. وحتى لو كان هناك بعض من الممثلين الجيدين فقد ضاعوا وسط الكم السيئ. مع بروز مسألة جديدة قديمة هي ضعف الكتابة الدرامية ،فأغلب الأعمال كانت مكتوبة بصورة سيئة مفككة لايوجد ربط صحيح بين بعض أحداثها وخاصة الرئيسية منها، إضافة إلى ابتعادها عن مشاكل المجمتع العراقي الحقيقية والرئيسية، التي إن تم تناولها فسيكون بشكل خاطف ومسفه.
أما ما يخص البرامج الترفيهية والمسلسلات الكوميدية، فهي الأخرى وقعت في فخ التكرار الساذج، والتهريج والسطحية. ولم نجد فكرة ناقدة بشكل بنّاء ومتحضر لمشاكل المجتمع العراقي والظروف الصعبة التي يعانيها الفرد العراقي. الشيء الآخر إن هذه البرامج والمسلسلات اعتمدت على وجوه وأسماء معينة، فتجدها تتناوب الظهور في كل القنوات الفضائية العراقية، إذ لم تتكلف أو تتكفل أي فضائية، بالبحث عن أسماء ومواهب جديدة، يمكن لها أن تنطلق عبر دورة برامج رمضانية. الحال الذي يؤشر إلى عدم وجود رؤية أو آلية عند هذه القنوات في الكشف والبحث عن أسماء ومواهب جديدة.
كذلك الحال مع برامج المسابقات التي باتت عبارة عن بوابة "شرعية" لسرقة رصيد الشخص المتصل، وذلك من خلال التعاون بين الفضائيات وشركات الهاتف النقال، حيث يتم صرف نسبة جيدة للفضائيات من إيرادات الاتصالات الهاتفية لهذه البرامج.
مع كل هذه أصرت الفضائيات العراقية على زيادة قلق وإزعاج المواطن العراقي، الذي يحاول نسيان معاناته وهمومه، الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والسياسية، بشكل خاص والتخلص من التراشق السياسي بين الكتل البرلمانية ولو لفترة وجيزة لاتتعدى الشهر. بل راحت هذه القنوات تصر على زيادة القلق والإزعاج، من خلال استضافة البرلمانيين وتقديم الوجه الآخر لهم. البعض تناول مهنة البرلماني قبل أن يكون، وآخر تناول أسرار حياته الشخصية ماذا يحب، وماذا يكره، وبكم يشتري بدلته، وهل يجيد الطبخ الخ. وثالث جمع بين برلمانيين متخاصمين وراح يفكك قنوات النزاع والخلاف في مقهى بغدادي، ورابع جمع ممثلين عن الكتل الكبيرة وراح يشرح ويفصل خلافاتهم الشخصية وخلافات كتلهم، وللأسف شهدت هذه البرامج تجاوزات وسجالات لا تقل عن تراشقاتهم الإعلامية والسياسية في كل يوم، الأمر الذي زاد الطين بلة كما يقول المثل الشعبي. وكاد الوضع يتفجر بسبب تصريح في أحد تلك البرامج.
وسط كل هذا الكم، نجد أن هناك إصرارا وتعمدا من قبل الفضائيات، على تغييب الثقافة والمثقف والأديب والفنان والأكاديمي عن البرامج الرمضانية، لابل حتى البرامج الثقافية التي كانت تقدم ضمن الدورات التلفزيونية اختفت. وإذا تساءلت أو سألت أحد المعنيين بالأمر، فسيكون الجواب إن أجواء الشهر لا تتحمل برامج ثقافية أو أدبية، وإن المشاهد يريد أن يضحك ويفرح، وظنهم أن ما يتم عرضه يدخل البهجة والسرور في نفس المتابع العراقي. وهذا تسطيح لمنظومة العقل العراقي وتسفيه لاهتماماته الحقيقية، وجعها اهتمامات ببرامج تهريجية لا تقدم سوى الممل والقرف لمن يشاهدها.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللتاريخ قول آخر
- برامج الشعر الشعبي
- ثلاثة قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة جدا -الخليقة-
- هدى قصة قصيرة جدا
- قصة قصيرة جدا
- بغداد والثقافة العربية 2013
- مربدنا الآتي
- ثورة 14 تموز واثرها الاجتماعي والثقافي
- 100 راتب للموظفين والمطرقة والسندان
- الشعر الشعبي والقنوات الفضائية
- أزمتنا السكنية الخانقة
- دهوك بلورة الجبال الخضراء
- بناء الانسان
- باطل ... نريد ان نعرف؟
- لماذا يتمسكون ويختفون؟
- المناداة في اللهجة العامية
- المناداة باللهجة الشعبية
- شهربان … جميلة باطيافها كحبات رمانها
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - برامج رمضان