أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم














المزيد.....

سعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 18:54
المحور: الادب والفن
    





فعل الاستخارة...







حوادث تعسَّفية نغلِّب فيها المصلحة على ماهو مشترك بيننا وبين الآخرين.
إثارتنا لغضب الذي يتأمل ميتته باجتنابه ايماءات سأمه ، تنسجم وإثارته
لنفسه. يترقَّب السجناء في الفجر الأشياء التي تطمئن الجروح الخصبة
لأحلامهم في الدوران حول الأفق الشاحب، ومضاعفتهم لصلاتهم في
الظهيرة المجوّفة، تسبغ عليهم فضيلة معيّنة ووئاماً مع عادة الذبيحة في
حجزها النسيم عن المحتضر. طوائف كثيرة تنكَّرت لهداتها وأبطلت فعل
الاستخارة. تنقّب عن الملح باصطيادها للولائم التي تقيمها الضواري في
الصحراء، وكلّ ما يحيِّر الصيِّاد في رميته الحيوية للسهم، سخطه وإدماجه
لحظَّه بالفريسة المحاذرة. معظم البشرية التي رقدت على صخرة يأسها،
أصيبت بالهوَس وتربَّت على طاعة الشيطان، لكنَّ المحافظة على ثياب آدم
وسخط الله ضد فعلته اللامقصودة، لا تنجّينا من دفع الضريبة ، وأقصى ما
نطمح اليه في سهرنا بين النكبة الأزلية. ذرّية صالحة نسبقها في نزولنا الهاوية.









أشياء نفيسة أُعطيت لهم في نومهم العاطفي...







مُصاب أليم نعانيه في تحايل العطَّار علينا. المتلمَّظون والخسيسون يديمون
مغازلهم بعد كلّ مشقَّة في الزواج ويجفّفون في تتبيلهم للظهيرة التي تحنو
عليهم براعم القرنفل والسأم. أشياء نفيسة أُعطيت لهم في نومهم العاطفي
وتلقَّوا من الشمس سماحة القرابين، وأبشع ما نالنا منهم في تخميرنا لنبيذنا
في الصيف، مماطلتهم في دفع ديوننا عليهم وإعجابهم بفقرنا ونحنُ نقايض
العطّار صوفنا وما تنتجه حقولنا العقيمة. امرأة لوط السيدة العصابية التي
قتلها الوعي المفرط في تكراره للخطيئة، تخالفنا في كلّ ما نطريه وما نود
منه أن لا يبلي حياتنا. تغطس جدائلها في ليل آبارنا المكدود وتزيد في سماكة
خطايانا المعتدلة. نتبجَّحُ في إطالة اعتقادنا بالآلهة ونرفع لها فنوننا المزعومة
تكفيراً عن ما ارتكبناه، لكنَّ نفورنا منها ومن رعونتها. كارثة تليق بعدم
ورعها وفحشها الرصين ضدّ تعبنا في عملنا الشاق بالبراري. إرضاء
المتغطّرس في اختطافه لضوء النجوم، مناوأة لما نعتمد عليه في خلاصنا .








يتحاشون الزائل برهابهم من الزمن...





كلّ ما يتجهَّم في محاولتنا لتخليصه من الشراك، يطوي نفسه ويقلّل حاجته
الى التغنّي بموته. براهين واهنة دمَّرنا في تملّكنا لها كلّ إرادة في صداقة
الحجارة الرنَّانة. يُنظِّم من لا شبح له في الطبيعة ، حياته بإفراط عظيم
للتشابه مع اللامرئي ، وفي تخلّيه وعدم إحسانه لما يندثر في بؤسه. أبهة
ملوك يتحاشون الزائل برهابهم من الزمن. لحفظ حياة المرء في الميزان
الأزرق للطبيعة، طرق استئصال للأسقام متعدَّدة، والفن والأدب ينتهكان
حرمة الموتى في اقتراضهم الدراهم من الطيور المهاجرة في الفجر. كلّ
نغمة ، وكلّ كلمة تدمّر من يستقل عنّا وتطيح بموارده القليلة. نراعي في
خرافتنا عن الذين أبحروا الى مثواهم المتَّضع، محبّتنا لهم وتراجيديا نقلهم
بالمراكب أرض الثمار المتعفّنة، وفي اعتمادنا على المبادىء التي تُنسينا
أيّامهم بيننا، لا نستهدف كرامتهم والعلوم التي ما كان بإمكانهم تمحّصها.
الحمق والعته أنجع للانسان في إدامته لسروره بين الخرائب، من المعرفة
المُفسدة للعافية دائماً.






سعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم...





أسيادنا الأٌقل مهارة من الذبابة في دورانها حول مح البيضة
المنفجرة، تفوتهم فرصة عظيمة للنجاة من المرض في إلحافهم
لأنفسهم بأوراق البردي. يؤمل لهم تلطيفهم لموتهم، التخلّص
من الفزع بأمومتهم مع المتوفّين. توطيدهم لمحنتهم العنيفة
وسعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم، تضحية يرفعون لها أسلحة
صيدهم في الميزان الكتوم للديمومة، ويوكلون للورثة إزاحة
الهنيهة الغافية التي تهفو الى الفناء. يغدق الموت البارّ نعمته
على البشرية في كلّ لحظة، وفي رضعنا ثدييه بين أشجاره
المثقلة والفريدة، حافز عظيم لتجانسنا مع الشعوب التي أفنتها
الدودة.




30 / 6 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يشاركون العرّاف فريته ولا يعتدلون في إراقتهم للظمأ
- يكدّرون حاجتهم للنهار ويرصّون صفوفهم في الهاوية
- عسل دافىء يناوىء النائم في إفساده لجمال موته
- شعوب مطعونة وتتعرّض لليتم في البراري
- المنافع التي يحقّقها لنا البخت
- الضيوف الذين مرَّوا سريعاً في الوهاد
- أيّام العزاء على النسَّاجين
- نحلة طفلة يطرزون لها أغطية تشبه أيّامهم
- الحيطة لكلّ طارىء
- الشراك التي أضاعوها في شبابهم
- ولادة الشجرة لطفلها أثناء الفجر
- مجابهتنا لما ينحاز الى موتنا
- الجمال الانساني
- الأغصان المصفوفة للأيّام
- أسلاف الهاوية
- الشعوب التي تعيش معنا
- العوالم الأخرى
- صلاتنا الصيف كلّه
- العادي والزائل
- الجمال النسوي


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم