عليكم السام

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 22:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

عليكم السام
عليكم السام و رحمة الله و بركاته: لا ادري مدى صحة هذه الاقوال التي لا تبعث الا على السخرية و الضحك و لكن يقال أن يهودا أتوا محمد فقالوا: السام عليكم فردت عائشة غاضبة: عليكم السام ولعنة الله. لربما لم يقل اليهود (السام عليكم) في وجه محمد مباشرة لانك في الحقيقة لا تسمع بالطريقة التي يلقى السلام و بسبب تكراره اليومي غير (السام عليكم) الى يومنا هذا ليتحول الى عبارة مشهورة في جميع انحاء العالم او الى رمز الثقافة الاسلامية بامتاز. مصير العبارات التي تكرر يوميا هو دائما الاختصار احيانا لحد التشويه و هذا يعني ان صحت الحكاية ان عائشة كانت حتما طائشة مسرعة في حكمها.

تجلب كلمة (السمّ) الانتباه بسبب طرق لفظها المختلفة بالكسرة و الفتحة و الضمة (السِّم و السَّم و السُّم) و طريقة جمعها (سموم) على وزن الكلمات الدخيلة مثل (بيت - بيوت و جيش - جيوش و بنك - بنوك). يجب ايضا ان لا ننسى ان السم كان يعتبر في الازمنة القديمة نوعا من انواع العلاج الطبي مثل (الترياق) التي هي استعارة من الآرامية لذا لربما هناك ايضا علاقة بين السمّ و الشمّ. كانت السموم سابقا حرارة قوية او رياح حارة جدا. الانجليزية Simoom هي استعارة من العربية و الاسم يشير الى رياح مسمومة لانها تسبب ضربة حرارية.

للسم مصادر طبيعية متعددة قد تكون حيوانية (الافعى و العقرب و العنكبوت) او نباتية (الفطر و الطحلب) او معدنية (كالزئبق و الزرنيخ و الرصاص) التي هي جميعها استعارات حضارية دخيلة على العربية او غازية (الاوزون). السم وسيلة مثيرة و فعالة في عالم النبات و الحيوان خاصة تحت الماء لذا قامت الحضارات الساسانية و الارامية بالاهتمام به في مجالات كثيرة منها الطبية و الحربية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل