جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 01:06
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حيرة العرب مع الكتاب
لم تكن عند العرب فكرة واضحة عن الكتاب حتى بعد الاختلاط بالمسيحية و اليهودية و الحقيقة قامت العربية باستعارة كلمات في هذا الحقل الجديد و الدخيل عليها دون تحديد معناها بالضبط فمثلا لا نعرف ماذا يقصد القرآن بالكتاب؟ هل هو (آية) ام (سورة) ام (القرآن) كله؟ و ان عبارة (اهل الكتاب) يعني ان الكتاب هو مصحف ديني فقط او كما تقول العرب المصحف الشريف.
كلمة (المصحف) هي سامية جنوبية و الثلاثي (صحف) يعني بالعربية فقط (الحفر) اي لا توجد علاقة مع فكرة الكتابة في العربية اطلاقا و لكن في الاثيوبية هي الكلمة المفضلة للكتاب و يشير الثلاثي (صحف) فيها الى الكتابة و هذا يعني ان كلمة (مصحف) هي استعارة من الاثيوبية.
فكرة الكتاب ليست لها علاقة بالكتابة اصلا فهي مشتقة من الفعل (كتب) الذي كان يشير الى التشكيل و الجمع و الخياطة وهذا يفسر سبب صياغة كلمة مثل (كتيبة) عسكرية في العربية اي ان الثلاثي (كتب) من السامية قديمة و هذا يقودنا الى كلمة البند (من البنود) و هي كلمة فارسية من (بستن) قارن الكردية (بستن) بمعنى الربط اي قريب من معنى (كتب) الاصلي.
كلمة (بند) الفارسية قريبة من الانجليزية bind و الالمانية binden و Bund و هذا يقودنا الى كلمة (الدستور) العربية التي كانت سجل عسكري او نموذج (من الفارسية - نمونه - بعد تحويل الهاء الفارسية كالعادة الى الجيم قارن - برنامج - من الفارسية برنامه). يرجع اصل (الدستور)الى الافستية (داه) بمعنى التعليم و dastava اي مراسيم دينية واستعارتها العربية من الفارسية الى ان تطور معناه الى دستور الدولة. لذا لا نتعجب من حيرة العرب مع فكرة الكتاب بعد كل هذا التشويش.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟