التعايش مع المجرم

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 13:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

التعايش مع المجرم Vergangenheitsbewaeltigung
http://de.wikipedia.org/wiki/Vergangenheitsbew%C3%A4ltigung
هي سرقة الحياة لان الطفولة هي الاساس او كما يقول الشاعر الانجليزي: الطفلة هي ام المرأة. عفوا كان Wordsworth يقصد: الطفل هو ابو الرجل. ليس هناك لص اكبر من الاهل و الاحباب و الوطن:
السرقة اكبر من القتل هي عملية تستمر.
الذاكرة لا تنسى لانها تدخل لتستقر.
و لكن لاتهتمي يا عزيزتي لان التي لم تسرَق لا تستطيع فهم الحياة و لا الكتابة عنها بصدق. كلما زادت آلامك زادت قدرتك على التعبير و الاقناع. اهنئك انت صادقة هادئة فاهمة اليوم.

انت بالتاكيد تعرفين بان نداءات النجدة لا تفيد كان الهرب الافضل و لكن لربما التحدث عن الماضي المجرم و عدم كنسه تحت السجاد هو الافضل او كما تسميها الالمانية التأقلم و التعايش مع الماضي و لكن هل يمكن عقد الصلح مع المجرم؟ هناك ايضا طريق الاحلام و الكوابيس و طريق البعد الزمني او كما تقول الالمانية (الى ان ينمو الحشيش عليه) و طريق التعامل مع كل شيء عقليا و كانما انت رأس فقط بدون بدن. لك الخيار - تستطيعين ان تختارين من قائمة الاطعمة لتتذوقين طعمها. اذهبي الى السرير و استسلمي للكوابيس.

لقد ابتليت بعائلة لم تختاريها – فرضت علينا العوائل بحكم الولادة او كما يشير اليها الفيلسوف الالماني Wittgenstein بعملية القذف الى الدنيا تماما مثل ولادة بعض الحيوانات. تقذف الام الجنين من الداخل الدافيء الى الخارج البارد. تفتحين عينيك على البرودة لذا تبدئين بالبكاء مباشرة بعد الولادة بينما تضحك الناس حولك و عندما تموتين ستضحكين انت على الذين يبكون عليك.

ادفعي تكاليف الاهتمام بك بعد موتك لشركة من الشركات المتخصصة من الان لكي تقوم بترتيب وجهك البارد الصامت بمساحيق خاصة تنعم وجهك و تملأه بالحياة و كانما انت مت راضية مرضية و ليقول الاهل و الاحباب عندئذ: انظروا كم هي سعيدة في الموت - عاشت حياتها - حققت فيها احلامها. اتفق مع الالمانية على ان الدم اكثف من الماء لان دم الاهل ثقيل. مشكلتلك هي فترة الطفولة الطويلة مع الدم الثقيل. لا تستطيعين التخلص بتجاوزها لان هناك فترات اخرى الى ان يسيل الدم كالماء.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل