جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 00:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تتكلم في الصمت
تتكلم اللغة حتى اذا لم يتكلم بها احد لانها من البشر و هي حاضرة في الصمت و الهمس و الكلام - حاضرة تتحول الى صوت داخلي يتكلم معنا من الخارج و الداخل. ماذا يريد ان يقول و لماذا لا يبدأ؟ هل سيبدأ؟ متى سيبدأ؟ لربما يريد ان يتكلم عن دكتاتورية اللغة و لغة الدكتاتور. ماذا يربط اللغة و الكلام و السلطة و المواطن و الفاعل و المفعول و الزوج و الزوجة؟ تكلمت في الصمت في المحيط المتعصب و لا ازال اتكلم في الصمت حتى الان في العمل و البيت.
هناك لغة الطفل البريء و لغة الام الحنونة و لغة الدكتاتور المتسلط و لغة الحزبي الكذاب و لغة رجل الدين الغيبي و لغة العالم العلمي - للجميع لغة و الجميع يستغل اللغة. و الان دعني اسكت - اقاطع نفسي - لان الان انتهى كل شيء مثل زواج مضى عليه 40 سنة لم يبق شيء تقوله الزوجة للزوج و يقوله الزوج للزوجة. لا تسمع صوت بل كلمات تكتب على ورقة صغيرة تترك للبعض لقراءتها. لم يبق للفم الا وظيفة النهمة. ليس هناك مستقبل بعد لذا احب العالم تحت الارض - تحت اللحاف - اريد ان انسى كل شيء و لكن لكي انسى يجب عليّ ان اتذكر و اتغلب على مقاومة الذاكرة.
ماذا تعمل اللغة معنا يا حبيبتي و ماذ نعمل مع اللغة؟ كيف تمثلنا و تعبر عن رغباتنا؟ كيف تغرينا؟ ما معنى الكلمة و المعنى في لعبة الحياة؟ أليست اللغة هي التي تصنعنا و تقودنا كدكتاتور فرض علينا او كوحش يرعبنا؟ افضل الصمت لذا لا اتكلم بل اكتب في لغة المتسلط. اللغة نفسية و كل كلمة هي نية او اقتراف جريمة. قتلتنا كلمات المتسلطين بكل انواعها. احيانا تمزق قلبي كلمات صادقة من امرأة وحيدة تطلب النجدة و اريد ان اسرع اليها لانقاذها. تشق كلماتها قلبي لانها الان اهم من اهلي و لان اللغة ليست اصطفاف كلمات كالعسكر بل قلادة حول العنق تأسرني للابد.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟