أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - في الأردن: منسف وخبز وكحول !














المزيد.....

في الأردن: منسف وخبز وكحول !


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خالد عياصرة – خاص
عبد الله النسور ذكي جداً، هذه حقيقة لا شك فيها، إذ يكفيه مقدرته على استغلال المواقف بما يخدم مصلحته، حتى وإن كانت سمة التناقض، هي الغالبة على تصرفاته.
فالرجل قدم نفسه باعتباره معارضاً شرساً، لا يشق له غبار، ولأن الشعب الأردني عاطفي، صدق الرجل، وأكل المقلب، وبين ليلة وضحها انقلب الرجل على نفسه، فعين رئيسا للوزراء، فكشر عن أنيابه، وطبق ما هو مطلوب منه امريكيا، بمنتهى الدقة، ضارباً بعرض الحائط بكل أصوات المظلومين، ودعوات العجائز، وصرخات الاطفال، باعتباره "الخبير" الذي يعي ما لا يعرفوه.

مناسف وخبز وكحول
قبل أسابيع صرح النسور خلال لقائه مراسلي وسائل الإعلام الاجنبية: إن المواطن الأردني يأكل 90 كغم من الخبز سنوياً " في سياق تبريره لتغير الية دعم الخبز.
بعد أيام من هذا التصريح، انتشرت صورة له على موقع التواصل الاجتماعي، تظهره إلى جانب عدوه اللدود زيد الرفاعي، والمتقلب طاهر المصري، وإلى الأمام منهم مناسف، أعتقد أن الواحد منها يكفي لعشر أشخاص، إن لم يكن أكثر.
بالأمس الثلاثاء، يستغرب دولته، ارتفاع فاتورة الانفاق على السجائر والكحول، إذ تصل إلى 4% من اجمالي إنفاق الأسر.
لكن دولته، نسى بقصد أو بغير قصد، أن يذكر لنا فواتير الوقت الضائع بسبب كثرة العزائم، والجاهات، وكثرة المناسف، والحلويات، التي وإن دلت على كرم "المعزب" الا أنها تؤكد على إضاعة وقت الدولة، في توافه الأمور والتي لا تتناسب مع موقعكم، كرئيس للوزراء، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة من عمر المملكة وعمر الأقليم.

رفاهية الحكومة.
البعض قد يعتقد أن الرئيس يحق له ذلك، فهو في النهاية مواطن، وقد يدعى كما أي مواطن على غداء أو عشاء أو غيره، فيلبي الدعوة.
نعم صحيح، لكنه، لم يُدعى بصفته الشخصية، بل بصفته الوظيفية العامة، وهذا فيه تكلفة على حزينة الدولة، من حيث تعطيل أعمال الحكومة في أكل المنسف، خصوصا في ظل هذه الظروف التي تحيط بنا.
إضافة إلى ذلك، دعوة النسور، لا تقتصر على منسف واحد أو اثنين، بل تتخطى حاجز العشرات، فمن غير المعقول أن يأكل الرئيس، دون مرافقيه وحراسه، ومديرو مكتبة، والمتملقين والمنافقين الذين يحيطون به.
صورة " المفجوعين" مثيرة للاستهجان، ومن العار على النسور و مرافقيه من رتبة دولة فما دون، أن يستمروا في عدم الاكتراث بمشاعر الشعب. فهل سأل النسور، هل سأل طاهر المصري، هل سأل زيد الرفاعي، أنفسهم، كم جائع في الطفيلة، والكرك، والزرقاء وجرش وعجلون والمفرق ومعان ومادبا واربد وحتى عمان، في الحقيقية أكاد أشك في ذلك.

كم يتيم لم يشتم رائحة المنسف منذ شهور يا ترى ، وكم عائلة أردنية تستدين رغيف الخبز من المخابز لسد جوع أبنائها، أم إن حضرت البطون غابت العقول !
تجدر الإشارة إلى أن تكلفة المنسف العائلي الواحد تصل إلى 70 ديناراً – ثلث راتب المواطن - هذا إذا اعتبرنا المنسف سيعُد على لحمِ بلديِ، وقد يصل إلى حدود 50 ديناراً إن كان اللحم مستورداً، والذي أعتقد أن غالبية الأسر الأردنية لا تقوى على إعداده في ظل ارتفاع تكاليفه.
من العار أن تنحصر أفعال رجالات الدولة بين الجاهات والاعراس، وبين المناسف وصحون الكنافة، مع تناسي البلد وكأنها لا تعنيهم.
إلى هؤلاء أقول كفاكم كذباً وتملقاً، الشعب لن يغفر لك ابداً.
صورة المنسف و "المفجوعين " الذين يتحينون الفرصة لافتراسه، انما تدل على عدم اكتراثهم بالشعب، وبالدولة، وان كل احاديثهم عن الاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين كذب في كذب الهدف منها تخدير الشعب، الذي يقبع في أسفل أولوياتهم.
ختاما: إن الترف الذي يعيش فيه عبد الله النسور هذه الأيام، لا يعيشه الملك عبد الله شخصياً، فنحن بالكاد نراه أو نسمع أخبار الدعوات التي يلبيها هنا أو هناك.
خالد عياصرة
[email protected]



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاد طائفي أم صراع ايدلوجي ؟
- سنرفع على أي حال !
- كرات الغوالف والجاسوسية الأمريكية !
- مجتمع الكراهية
- الرأس الأردني والذيل القطري .. إعادة ترتيب الملف السوري
- مسمار المخابرات .. مطرقة الملك عبد الله II .. وصناعة النمو
- إلى السفير البريطاني في الأردن : أرجو ايصالها إلى الأمير تشا ...
- أكتب من أجل الأردن و ال -Tanks Think
- إلى سماحة مفتي المملكة الأردنية الهاشمية ... أسئلة برسم الإج ...
- هل تكتمل أضلع المثلث الأردني بدخول الإخوان على الخط ؟
- في الأردن الاحتفال بعيد ميلاد الملك إذ يكون طريقا للنصب والا ...
- معارضة التسحيج... انفصال ممنهج عن الواقع الأردني
- الانتخاباتالأردنية بين رسائل الخارج والداخل
- المال الفاسد ورصاصة الرحمة والهيئة المستقلة للانتخابات !!
- أوراق الملك عبد الله الثاني: مثالية التنظير.... واقعية التطب ...
- وطن بديل ام كونفدرالية .. ربيع إسرائيل القادم !
- القرب المكاني للموقع الجغرافي وبعد الزماني للقرار السياسي ال ...
- في الأردن !-معك المخابرات العامّة - المدير يريد رؤيتك-
- فوضى الالتزام تخيم على عمان !
- لماذا لا يوجد لدينا رامي مخلوف اردني ؟


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - في الأردن: منسف وخبز وكحول !