أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد كاظم - تضامنا مع حملة التضامن ضد الطائفية -هكذا كانت بغداد في عصرها الذهبي 1988-1990 - ج2 والأخير














المزيد.....

تضامنا مع حملة التضامن ضد الطائفية -هكذا كانت بغداد في عصرها الذهبي 1988-1990 - ج2 والأخير


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 20:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرت الأيام بطيئة ظننا أول الأمر بأننا لن ننتهي من هذه الدراسة بصف تكون من 44 طالبا للمرحلة الأولى نصفهم من السليمانية وتأتي الناصرية بالمركز الثاني فبغداد ثالثا وميسان رابعا وحققت البصرة .صلاح الدين .الانبار .ديالى. الكوت .المثنى نقطة واحدة أتذكر اسم البعض وأنسى البعض الآخر .
في الصباح تصبح بغداد بمنطقة الجسر المتفرع إلى ثلاث فروع بيضاء بلون قمصان الزي الموحد لهؤلاء وهم يسيرون كموج الماء مشهد لا تزال تحتفظ بة الذاكرة طويلا وطويلا .
يقول جورج طرابيشي في بغداد وأهلها المتبغددين بان أصل التبغدد هو التعجرف كما يقول الشاميين .
وان أهل بغداد كانوا متعجرفين لان يرون أنفسهم فوق الجميع من مشرق الأرض إلى مغربها في كتابة الثالث من سلسلة نقد نقد العقل العربي النقد " وحدة العقل الإسلامي " .
لكن بغداد في زمن النقد تختلف كثيرا عنها في ذلك الزمن الغابر لأن التبغدد معناه إفلاس البغادة حين يكون معيار التقييم على النقد وحدة لذلك كانت بغداد مدينة حية ينبض قلبها طول ساعات اليوم يخيل للقادم إليها أول مرة بان أنوار الليل اشد وضوحا من ضوء النهار .
وان عيون بغداد بلا أجفان لأنها لا تنطبق لكي تعرف النوم فليلها المضي يفوق ضوء نهارها ينبض بالحركة . بأبواب المتاجر .المطاعم المفتوحة على الدوام وبدرهم واحد " خمسين فلسا " تستطيع أن تدور حول نصف بغداد بسيارة المواصلات ذات الطابقين.
وتجلس بعدها تأكل طبقا من الرز مع أي نوع من الحساء بربع دينار ( 250 فلس ) أو " نصف نفر" من الكباب الشهي ب " 350" سبعة دراهم حديدية بمطاعم مبردة نستذكر أسمائها مع وجبات الطعام " القدس " " زهرة الرشيد " " الأمسية " ...... .
وفي بغداد لا تستشعر هاجس الخوف لان أمان بغداد ليس مثله أمان حتى بعد نزولك من السيارة في منتصف الليالي الباردة لتسير في شوارعها شارعا بعد شارع .
وأجمل الأعياد حينما تغني أم كلثوم مقطعها الخالد " بليلة العيد " مازلت أذكر عيد الفطر في السابع عشر من مايو 1988 عندما تأخر الإعلان عن باكورة أيامه حتى التاسعة من آخر أيام رمضان حار .
قررنا الذهاب في هذه الساعة المتأخرة نزلنا في شارع الرشيد بعدما تركنا الثورة بعد أربعة أشهر من المكوث لم نركب سيارة أجرة بعدما أردنا السير في الرشيد حتى تمثال الرصافي لنكمل المسيرة حتى النهضة سيرا على الأقدام نمتع العين بمحلات مضيئة ومقاهي ممتلئة من الزهاوي حتى مقهى أم كلثوم الممتلي بالمصريين لتجد ليل النهضة نهارا بالسيارات المنادية على طالبيها .
وعندما يلعب ذوي الفانيلات الخضراء والبيضاء تتجمد الحياة في بغداد وشوارعها كأنة يوم للتعداد تزدحم المقاهي بالأجساد ويصبح تعداد الواقفين أكثر من الجالسين على المقاعد ويأخذك الحماس بعيدا مع الجمع مثلما يقول " فرويد " بهوس الجموع وتجد نفسك كأنك مثل الأطفال تقفز مرحا بلا خجل أو حياء لان الكل يفعل ذلك .
وتسمع حسرات الصدور عندما يضيع هجوم الأخضر ضربة يقف الكل لها ويفرك لها راحات اليد .
لكن المقاعد تتحطم عندما تستقر الكرة في شباك الخصم ليطرق الأسماع صوت المنتشين بالنصر من بعد أميال بعيدة .
سنوات مرت كل سنة تسحب أختها لم نعرف في بغداد بان هذه البقعة سنية والأخرى شيعية لان كل أحيائها كانت بغدادية .
حتى امتزجت ألواننا سوية في آخر لقطات العمر بحفلة تخرج حين غنى الكل عربهم .أكرادهم. سنيهم . شيعيهم . مسيحيهم ليجتمعوا بصورة بقيت حية للذكرى تمتلئ بالضحكات لازالت ألوانها براقة ابكي كثيرا وكثيرا حينما اقلبها وان نسيت أكثر الأسماء وربما لا اعرف قسمات تلك الوجوه المبتسمة حتى لو عاد الزمن راجعا بان ألقاها مرة أخرى عن طريق الصدفة بعدما اختلف الزمان وتشوه شكل المكان وانطمست معالمه الرائعة عندما مزق جسد بغداد كتل الكونكريت الصلد وتمايزت مناطقها على شكل العبادة وأصبحت ذكريات الصبا والشباب أطلالا تثير الشجن .
لكني مع كل هذه الكلمات التي انتهت لا اصدق أبدا أن تتقاتل الذكريات مع بعضها وتصبح تلك الوجوه الباسمة أعداء لبعضها البعض تتنكر لبعضها وتنسى تلك الأيام الحلوة كما تتأوه "أم كلثوم" بنشيج الألم في رائعتها الأطلال حين يختل الزمن .

" يا " صديقي " كل شي بقضاء "
" ما بأيدينا خلقنا تعساء "
" ربما تدفعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء "
فإذا أنكر "البعض بعضة " وتلاقينا لقاء الغرباء "
" فلا تقل شأنا .. فان " ........." شاء " .



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضامنا مع حملة التضامن ضد الطائفية -هكذا كانت بغداد في عصرها ...
- يا حسافة - ضاع أبو جاسم هو ولواعيبه -
- هل تنهي الكارثة العراقية - ب- ملجة مومن - ؟ ...1
- يا مشايخ الدين . انتم آخر من عرف الله
- مقترح لحل المأساة العراقية
- في حقبة هزال التاريخ : -الحملدار- ينتقد ستالين
- أي أسلام هذا الذي وحد العالم يا عبد الحميد الصائح ؟
- هكذا قلنا سابقا -- ماذا لو كان الجيش العراقي في ميدان التحري ...
- ذنبك يا أم كاظم انك -عراقية -
- اعتذارا للتاريخ.. ..اعتذارا لمعاوية ابن أبي سفيان
- بمناسبة ال9 من نيسان . كان الأفضل للعراق وأهلة أن يتحول إلى ...
- ماذا لو حكم الشيوعيون العراق ؟
- أبرامز : حررتنا من فكر العمامة قبل قيد البعث
- ماذا سيجد المثقفون العرب في عاصمة الثقافة ؟
- من لينين إلى هوغو شافيز . اؤلئك صحبي فجئني بمثلهم .. إن جمعت ...
- غياب الطبقة والمؤسسة في الديمقراطية العراقية = انتخابات برقص ...
- وستعتنقين الإلحاد بالضرورة يا صغيرتي الحلوة - اليانور-
- أكاذيب خروتشوف ج 2
- أكاذيب خروشوف ... ج 1مهداة الى الرفيق النمري
- اشهد انك الولي . النقي الموعود المنتظر يا عبد الكريم قاسم


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد كاظم - تضامنا مع حملة التضامن ضد الطائفية -هكذا كانت بغداد في عصرها الذهبي 1988-1990 - ج2 والأخير