|
الانثى والمرأة وصراع الحضارة
ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 19:46
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
نستذكر قول الكاتبة الفرنسية في هذا المقام ، سيمون دي بوفوار ، " المراة لا تُولد امرأة بل تُصبح امرأة " ، والمقصود بقولها هنا ان المرأة تُولد انثى مختلفة بيولوجيا عن الرجل ومن ثم تُصبح امرأة ، والقصد بامرأة هنا ، كائنا دونيا اقل مرتبة من الرجل ، وهي تُريد ان تقول لا يجوز باي حال من الاحوال اعتبار انوثة البيولوجية سببا في دونية المرأة ، بل هو حكما اجتماعيا بتحويل الانوثة الى دونية . لكن السؤال لماذا الانوثة البيولوجية قرارا بدونية المرأة ؟ . في العلاقات الحيويه بين الكائنات الحية ، يوجد نوع من العلاقاات وهي الصراع على الاناث ، فمثلا في قطيع من الاغنام ، الى جانع الصراع على الغذاء والماء ، صراع الذكور على الاناث وقد ينتهي الصراع بموت ذكور في القطيع ، على ان الانسان وهو يحمل غراءزة الحيوانية يحمل معها العقل والفكر وهو ما يميزة عن الحيوانات الاخرى منذ ان غادرها ، اذن الطبيعة الحيوانية الغريزية غير العاقلة فرضت طبيعة الصراع بين النوع الواحد من الكائنات الحية ، صراع ذكوري - ذكوري في جانبة او يحمل في داخلة صراع ذكوري-انثوي ، هذا الصراع غريزي غير عقلاني جذورة حاجات الكائن الحي . سواء كانت تلك الحاجات للحفاظ على النوع او من مقوماات استمرار حياة الكائن الحي بصورة طبيعية خارج عن وعي ذاته الحيوانيه ، لكن هل يوجد في القطيع ضمن العلاقات الحيوية صراع الاناث على الذكور؟ اعتقد ان شيئا من هذا القبيل غير موجود ، فلا يوجد في القطيع صراع اناث على الذكور ، وهذا يقودنا بالتالي الى طرح الاسئلة : لماذا فقط صراع الذكور ؟ وما اساس هذا الصراع ؟ وما سبب تحييد الانثى في القطيع في هذا الصراع؟ . صراع الذكور هو صراع الاقوياء الذي اساسة ما منحتة الطبيعة للذكر من قوة العضلات الكامنة في تركيبه الجسماني والبيولوجي المختلف عن الانثى واساسة ايضا ما اعطته الطبيعة للذكر من هرمونات استعداد جنسي على مدار العام ، لذلك منحته الطبيعة القضيب الذي هو اداته الجنسية والتي لا تتم العمليه الجنسيه الا به ، مقارنة مع الانثى في القطيع التي لها ايام استعداد جنسي معدودة ، ومنحتها الطبيعة صفة المتلقية والمكملة للعملية الجنسية . ان الاختلاف البيولوجي اساس عدم مساواة الرجل والمراة ، وهذه عدم المساواة التي اخذت قبولها وطابعها الاجتماعي ، ان رقي الحضارة وتطورها قد اسهب في استغلال المراة عبر العصور ، فالمراة لم تُحقق حريتها الا في العصر المشاعي الذي يُعتبر عصر حرية المرأة ، ولكن مع تطور المجتمعات وظهور الملكية الخاصة ونشوء المدائن ، رسخت المراة تحت تلك القيود ، واصبحت جزءا من ملكية الرجل ، حتى انها مع تطور النظام الاقطاعي الى راسمالي تبلورت عبوديتها بشكل اوضح ، فلم يكن مسموحا للمراة بالتصويت في بريطانيا حتى عام 1897م .....، وفي سرد رحلة المرأة التاريخية ودورها وصراعها الطبقي وان كانت رحلتها وصراعها مرتبطة الى رحلة الرجل ورحلة المجتمع نحو التطور . ومن اجل خدمة الاسياد ملاك الارض والعبيد حدث تقسيم العمل بين الرجل والمرأة منذفجر التاريخ.. فالارض تحتاح الى قوة الرجل الجسميه والغضليه من اجل المحافظه عليها من عدوان خارجي واضافة اراضي جديده مما تطلب تجييش المجتمع، فقد تم رفع مكانة مكانة الرجل و رسم عمله خارج المنزل .. فيما المرأة في المنزل كخادمه للرجل الذي يخدم سيده. وحيث ان الرجل بقوته البدنيه قادر على حماية نفسه ولاخرين ، فقد فرض على المراه ان تختفي خلف ستار العفة والشرف كي تحافظ على نفسها. وحرمت من جميع حقوقها ولم تكن ابدا مساوية للرجل فما نراه اليوم في المجتمعات الاسلامية ، ومجتمعات العالم الثالث عموما، من مفاهيم وقيم وحقوق تتعلق بالمرأة ما هي الا امتدادا لتلك القوانين السائدة منذ خمسة الاف عام .. حيث ان مجتمعات العالم الثالث لا زالت تعيش في نظم وقواعد ونمط انتاج المجتمع الاقطاعي. ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدته الايديولوجية لا بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية، كما لابد له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية .. وغني عن القول ان كافة الأعمال الفكرية لفولتير وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية تمثل البرجوازية الصاعدة (برجوازية المانيفاكتورة) ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة الاقطاعية، وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن عشر، وايضا دور الاشتراكيون، الطوباويون ، ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجهة المجتمع الرأسمالي ولصالح طبقة البروليتاريا .. أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ الازل. في عصر النهضه والصناعة والثورة وتطور الانتاج بكافة اشكالة ، زاد الطلب على الأيدي العامله لتغزيه الصناعات المزدهرة والمتطورة ، تم زج الرجال والنساء والاطفال في العمل حيث يستطيع كل منهم العمل جنبا الى جنب بنفس الكفاءة بسبب تطور وسائل الانتاج ، ولم يعد هناك تقسيم للعمل كما في السابق فالمراة على القاعدة الماديه كالرجل ، وعندما اتيح لها التعليم كانت تجاري الرجل وفي بعض الحالات احسن منه حققت الراسماليه التساوي بين الرجل والمراة فالمراة تعمل جنبا الى الرجل ومتعلمه شانها شان الرجل ، اذن هذا هو التساوي القاعدي المادي بينهما حققت الراسمالية القاعدة المادية للتساوي ، لكن بقيت القاعدة الفكرية للتساوي مبتورة في ضوء تقديس الملكية الخاصة وتقديس السلعة ، فالمراة في المجتمع الراسمالي لم تصل الى مرحلة المساواة الا بقدر ادراجها كسلعة تدر الارباح كبناء فوقي لمرحلة الرأسمالية .
#ادم_عربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعريف الماركسي للطبقة العاملة
-
النكبة (2-4)
-
الفائض البروليتاري
-
العمل الخدماتي غير المنتج
-
النكبة (1-4 ) ..NAKBA
-
الدين والصراع الطبقي...
-
في نقد وتحدي الذاات
-
الفكر الثوري ونقيضه الانتهازي
-
النبي يعقوب ورهط التحريفيين ...
-
اضواء على الثورة السورية ...حريه وكرامة ام صراع طبقي...
-
حول البطالة في العالم
-
دردشة في زمن صعب
-
التدجين الطبقي
-
سبات شيوعي....ما العمل؟
-
ازمة اسرائيل وتمسكها بنهجها العنصري غير الديموقراطي
-
مسيرة الماركسيه العربيه 3
-
الدوغما في الفكر الاقتصادي ، رد على السيد ماجد جمال الدين
-
الازمة الماديه للمجتمعات العربيه....عجزها عن تطوير مجتمع مدن
...
-
مسيرة المرأة المادية وتحررها
-
حول مفهوم فائض القيمة في الاشكال الاجتماعية للطبقة العاملة
المزيد.....
-
دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
-قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
-
الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا
...
-
طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا
...
-
تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
-
أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج!
...
-
جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
-
وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال
...
-
مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|