الدوغما في الفكر الاقتصادي ، رد على السيد ماجد جمال الدين

ادم عربي
كاتب وباحث

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 04:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

الدوغما في الفكر الاقتصادي ، رد على السيد ماجد جمال الدين
الحقيقة كنت اكتب تعلبقا على الموضوع ، لاجد ان التعليق لا يفي بالغرض ، لذلك طورنا تعليقنا الى مقال ، وهو مساهمة في الحوار الدائر وليس انتقاصا من اهمية فكر الاستاذ ماجد جمال الدين .


هذا ملخص قول الاستاذ ماجد جمال الدين في مقالة بعنوان الدوغما في الفكر الإقتصادي ، حوار مع السيد عقيل صالح حول مسألة وردت في مقاله المنشور في الحوار المتمدن على الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=352671
"أنا تحدثت عن تعويم الدولار أو أي عملة أخرى وفك إرتباطه بأي سلعة أخرى سواء الذهب أو عملة خارجية ما ، وبينت آثار ذلك على تحرير اسعار السلع في السوق من جهة ومن الجهة الثانية بعد التعويم تكون العملة قادرة أكثر على عكس موضوعي للتغيرات في عملية ألإنتاج وقيمتها مرآة للإقتصاد المجتمعي ." انتهى ، الاستاذ ماجد جمال الدين ملخصا .
اما بالنسبه للذهب كعمله ، بداية وتاريخيا وبسبب صعوبة المقايضه وما يترتب عليها ، تم تحويل سلعه ولكن بها ميزة يكثر استعمالها الى عملة او نقد، ومع مرور الزمن والقرون فرضت واحدة من تلك السلع نفسها معادلا عاما، وهو الذهب ، السعر هو التعبير النقدي عن القيمه ، ولماذا استخدم الذهب معادلا عاما؟ بسبب خصائصه. فهو يركز قيمة كبيرة في حجم صغير ، ويمكن بسهولة تقسيمه إلى كميات مختلفة، كما أنه شديد المقاومة ، وكاي سلعة فان تتحد قيمة الذهب بكمية العمل الذي تحتوي عليه ، ومثال على ذلك ، لنقل ان يلزم 60 ساعة عمل لانتاج اوقيه ذهب ، آنذاك سوف تصبح جميع السلع الأخرى، التي تتطلب نفس الوقت لإنتاجها، تساوي أوقية من الذهب ،تلك التي تحتاج إلى نصف ذلك الوقت لن تساوي إلا نصف أوقية، وما دام سعر السلعة هو التعبير النقدي عن قيمتها ، اي عدد ساعات العمل المختزنه بها ، وكما ذكرنا سابقا يحدد بالمعامل العام وهو الذهب كنقطة مرجع لتحديد كم تساوي تلك السلعة ، نعم هنا ربط سلعة بسلعة الا وهو الذهب وبالتالي ساعات العمل اللازم لانتاجها ، عندما يتم ربط العملة بالاثير اي حسب قولك استاذي الكريم تعويمها، اي لم تعد هنا سلعة ، وهذا منبع الخلل والاختلاف ولا يمت للاقتصاد الراسمالي بصلة ، فانت نزعت شرعية سلعة عنها او بالاحرى لا شرعية لها كسلعة ، ولم تعد تمثل كميه العمل المخزون فيها ، فكمية العمل المخزون فيها صفرا ، اذن لا تصلح ان تكون معادل عام كون لا قيمة لها ، حسب قولك روحانية العملة ، فالعمله لا يمكن ان تكون روح غير ملموسه او شيئ ميتافيزيقي ، العمله سلعة كبقية السلع لها قيمه استعماليه وقيمة تبادلية ، اذن ربط الدولار بالاثير فاقد القيمة لا يمكن ان يكون معادل عام اذ كيف تُقيم سلعة ذات قيمة بسلعة اثيريه لا قيمة لا؟ لنقل ان سلعة تساوي ساعتين عمل ، كيف ابيعها او ابادلها بصفر عمل وهو الدولار غير المربوط بسلعة الذهب ؟ اليس ذلك اكثر ما يعنيه بذاك الخصوص هو التحرر من اي التزام ليس محلي فقط بل وهو الاهم الخارجي من اي مسؤوليه تجاة شروط الاقتصاد ، ان فك الدولار عن الذهب ما هو في حقيقة الامر الا الضرب بكل قواعد الانتاج الراسمالي وما سلة العملات غير المغطاة التي تتحدث عنها ما هي في حقيقة الامر ليست اكثر من سرقه قيمة مقابل لا شئ ، وهذا ما نقصدة عندما نتحدث عن طباعة وتزيف الدولار ، انا اخالفك الراي بقولك لا يجب ربط العملة باي سلعة ، اي عدم الربط باي مرجع يقاس العمل الحي به ، هل الدولار بمفهومك اصبح سلعة قائمه بحد ذاتها؟ ما هي قيمتها ؟ حيز من الاثير! وكيف لسلعة بلا قيمة تحدد سلع ذات قيمة ! اهكذا هو الاقتصاد ! وهل اقبل انا او انت ببيع منتوجنا بصك غفران من البابا؟ وكيف ستصنع الثروة الوطنيه الحقيقيه بتبديل ما قيمة له بما لا قيمة له ؟ ثم ماذا يعني ربط النقد بمرجع مادي له قيمة ؟ اليس مبادلة ما تملك بما يملك غيرك ، اي بمعنى اشمل لا تتحقق الثروة الا بالنتاج وتطور وسائل الانتاج وتحديدا بالانتاج المادي الذي يكدس الثروة ، فالغطاء الذهبي يمنع الدول المتقدمه والغنيه من تجاوز قصورها الانتاجي والتعويض الزائف عنه بعملات زائفة ، وبالمناسبة حقيقة طباعة الدولارات المزيفة يتفق عليها الامريكيون ولم تعد سرا ، يتندر الامريكيون بالقول :" اخاف ان اصحو في الصباح لاجد جميع اموالي عبارة عن اوراق " الامريكي يعي طبيعة المرحلة التي يمر بها العالم ، وان السلعة الاثيريه لبلادة وهي الدولار مجرد اوراق ، ويعي الامريكي ايضا ان المعادل الحقيقي للدولار هو ترسانة امريكا العسكريه ، اذن قولك تحرير النقد وما تلاهه من تحرير اسعار السلع وان بدا قائما او واقعا قائما ، لكنه لا يغير من حقيقة فقدان المعادل لتصبح السلع لا تعبر عن وسيلة الانتاج ولا تطور وسائل الانتاج ولا تعبر عن الحجم الحقيقي للاقتصاد .
معادلة الانتاج الراسمالي نقد-بضاعه-نقد ، والمعادلة حصيلتها النهائيه قيم تبادليه ماديه لجيب الراسمالي ، فكيف للراسمالي وهو اصرم الناس التزاما اقتصاديا ان يضع في جيبة اوراق لا قمة لها مهددة باي وقت ، على حساب سلعة مادية لها قيمة وليست قيمتها في روحها !؟

#ادم_عربي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات