ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 19:58
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عام جديد يستل انفاس عام قديم
في قطيعة تامه بين ماض وحاضر ومستقبل ،عام جديد ينهي جريمتة في العام القديم بصمت وهدوء ، العام هو العام ، والزمان هو الزمان ، وستبقى تدور الارض حول الشمس لاعوام ثم اعوام ، ولكن الانسان ليس هو الانسان ، الطبيعه ليست هي الطبيعه ، سالته : كم عمرك ؟ اجابني : في نهاية الخمسينات ، لي اخ لم اره منذ خمس وعشرون عاما ولي اب ولي ام ولا اعرف ان كانوا على قيد الحياه ام لا ! انه الانسان وانانية الانسان ، ومعاناة الانسان بين تقلبات الاعوام ، لا اعوام من غير انسان ولا انسان من غير اعوام ، انها تراجيديا الانسان وانانيته ، انه التاريخ الشمسي او الهجري او العبري ، انه الهيكل الذي تحركه عضلات تاريخ الانسان ، الانسان يصنع التاريخ والانسان ينهي التاريخ ، والانسان يضع الارقام والانسان يضع نهاية وبداية العام ، تاريخ الانسان في مجتمعاتنا محفور على صدر امراه ، هي ما تبقى له من ملاذ في تراجيديا وجوده ، في مجتمعاتنا العربيه يبدو انها نهاية التاريخ ، ذلك التاريخ الممتد من قبائل يعرب الى امراطوريات لا تغيب عنها الشمس الى محارق لا تقل ضراوة عن محارق اليهود ، يبدو ان تاريخنا مزور ، يبدو ان التاريخ في مجتمعاتنا يسير الى الوراء ، لا اعرف تفسيير علمي لذلك ، الا قانون اينشتاين ، من الممكن ان نلتقي بابي سفيان ، وابي جهل عمر بن هشام وعنتره بن شداد ، تاريخنا الان يمشي الى الوراء بسرعه الضوء ، نسير عكس الشعاع وبنفس سرعته ، وربما نلتقي ثانية بمحمد بن عبد الله .
نحن نبرهن كل يوم اننا فاشلون ، نحن قلبنا السنين واستبدلناها بماض عصي عنيد ، كل عام وانتم بخير ، ولكل قطر يصبح على وطن قبل فوات الربيع ، ضاع في متاهات التاريخ ، استبشرنا خيرا بقدوم الربيع ، والربيع لا يحتاج الى خريف فهو قادم لا محاله ، لكن نحن من شوه الربيع وعدنا الى السنين العجاف ، ربما نحتاج الى يوسف اخر ، وقد نلتقي به مع نهاية التاريخ .
انها ماساة الانسان انها معاناة الانسان على يد اخيه الانسان منذ قتل قابيل هابيل ، انها انانية الانسان التي لا حدود لها ، ما الفرق بين النرجس والياسمين ! ما دام عبيرهما واحد ! ولكن يبقى حضن امراة ثائرة ، بندقية تابى الاستسلام ، ويعطي الحياه لمن لا يريد الحياه ، يرسم التاريخ لمن فقد البوصله .
كل عام وانتم بخير
ادم عربي
تورنتو
#ادم_عربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟