|
|
هل هناك افق شيوعي في العالم؟
ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 19:58
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
يشترك معظم كتابنا الماركسيين بامكانية حدوث ثورة اشتراكيه على غرار ثورة اكتوبر ، حجتهم في ذلك ان الظروف الطبقيه للعالم تسمح بذلك ، فامريكا اللاتينية وكوبا يوجد بهما بروليتاريا واعيه ثورية ، كذلك الهزات في المراكز الراسمالية القديمة ، كاحداث وول ستريت ، ومظاهرات اليونان يمكن ان ترفد مسار الثورة ، ملخص القول ، يرى نسبة لا بأس بها من الكتاب ان شبح الشيوعية يحوم الآن في العالم .
عندما تنبئا ماركس وانجلز قبل اكثر من مئة وستون عاما بشبح الشيوعيه يحوم فوق سماء اوروبا كانت الظروف غير آن الظروف الحالية ، فقد كانت وتيرة الانتاج الراسمالي تسير بخطى متسارعه غير معهودة خالقتا تناقضآ بين الراسماليين والعمال على ارض القارة الاوروبية خصيصا المانيا وانجلترا ، حيث كان الانتاج الراسمالي يمر بأعلى مراحل تطورة وهذا ما رآه ماركس حيث الراسمالية تحمل فنائها في احشائها وهي البروليتاريا ومشروعها ، اذن كان نظام رأسمالي وانتاج رأسمالي وبروليتاريا تتكاثر بمتوالية هندسية ، اضف لذلك انتشار افكار ماركس وانجلس كالنار في الهشيم في تلك الحقبة على الرغم من صعوبة فهم العلوم الماركسية .
نضيف الى ذلك ان ثورة اكتوبر هي ثورة برجوازية ، لاستكمال المشروع البرجوازي ، ولو لم يتم انقلابها لما تحولت الى ثورة اشتراكية تاركتا دورها في تقدم المجتمع . كانت الدول الراسمالية تتنافس فيما بينها حين وصلت الراسمالية اعلى مراحلها لذلك قررت الامميه الثانيه في عام 1907م في شتوتغارت انه ستكون ساعة الصفر لشرارة الثورة الاشتراكية في حالة نشوء اول حرب بين الدول الراسمالية ، فالعالم اليوم ليس من عالم تلك الحقبه بشئ حين كانت الدول الارأسمالية تتقاتل فيما بينها من اجل تصريف فائض القيمة .
نظرة الى العالم اليوم يسبح في مديونية عالية جدا وعدم انتاج مما يعزز من فرضية انهيار الرأسمالية ، فهناك انكماش شديد في عدد الروليتاريا في العالم بشكل مضطرد الى الثلث تقريبا مع تزايد عدد السكان ، النظام الراسمالي قائم على انتاج فائض القيمه بامتلاكه لوسائل الانتاج وملح الارض العبيد والاقنان سابقا والعمال لاحقا هم من يقومون بهذه المهمه الضروريه لبقاء الراسماليه فبدونهم تزول ، تراجع الكبير لاعداد البروليتاريا يكشف انكماش الراسماليه والانتاج الراسمالي المراكم للثروة حسب معادلة ماركس نقد-بضاعه-نقد ليقوم النقد في الطرف الاخر بفتح افاق وتوسع راسمالي كبير وهكذا ، وجميع ذلك يتم بمبادلة المكافئ بالمكافئ هذا شرح ماركس .
لا شك ان الانتاج الراسمالي كما شرحه ماركس قد انتهى تقريبا ، هذا لا يعني عدم وجود انتاج راسمالي وبروليتاريا ولكن نتحدث عن تقلص بنسبة 70% من هذه الطبقه وهو انهيار المنظومة الراسماليه ، الرفيق النمري محق فيما يتعلق بدول الرفاة واستلام البرجوازيه الصغرى لمفاصل المجتمعات والطبقات محاولة الاطاله ما امكن بالوضع الكارثي العالمي ، هذه البرجوازيه تدمر ما تبقى من انتاج راسمالي عن طريق الضرائب الباهظه مما يجعلها تهجر وطنها تحت مسميات العولمه ، الاشتراكيه لا تاتي سلميه بل من ثورة ، والبرليتاريا جاءعه والجائع لا يعمل ثورة ، اقصد بزيادة البروليتاريا هو زيادة العاطلين عن العمل لان زيادة البروليتاريا ظاهرة صحيه ، فالموجود مرة ثانيه طبقه عاطله عن العمل جائعه مدجنه لا تمتلك اي وعي طبقي بعدما قامت البرجوازيه الصغيرة بتدجينها تحت مسميات العدالة والديموقراطيه والحريه الشخصيه الليبراليه ، اما عن القول ظهور احزاب شيوعيه تقوم بالتثقيف ودور طليعي مع من ينحدر من البرجوازيه الصغيرة ، ولا شك ان الاحزاب هي من صنيعة البرجوازيه الصغيرة ، فحتى الاحزاب الشيوعيه لا تمتلك في الراهن اي برنامج سياسي او اقتصادي للتغلب على سيطرة الطبقه الصغرى على العالم ، ان النقابات كقوة طليعيه مثلا تقوم باللعب على الطبقه المسحوقه في اوروبا مثلا لصالح برامج البرجوازيه الحاكمه ، اتمنى ان يكون هناك منفذ ، اين نحن في العالم الان من تللك الظروف؟ لا يوجد مركز اشتراكي ولا مركز راسمالي ، يوجد برجوايه مسيطرة على مفاصل الطبقات الان تقاوم كل تناقض طبقي ممكن الحدوث ، ما يذهب الكتاب اليه في الدول المعنيه اللاتينيه تعاني العزلة والحصار وبرنامج ممنهج لافقار الشعب ، يبقى التناقض الان الرئيس بين البرجوازيه الصغيرة مع البرجوازيه التقليديه والعمال من جه ، وهذا تناقض غير مسبوق في التاريخ فالتناقض كان بين القن والاقطاعي ثم بين العامل والراسمالي اما ان يصبح التناقض بين البرجوازيه الوطنيه والبروليتاريا من جه والبرجوازيه الصغيرى فلا اجد له اي تفسيير او مخرج .
نحتاج الى تشخيص العدو الطبقي من اجل الانقضاض عليه ، العدو الطبقي التاريخي للبروليتاريا هو الراسماليين ، الان العدو الطبقي هلامي غير ظاهر امعالم وهو البرجوازيه الصغيرة ، وهي عدو طبقتين كانتا متناقضتين الراسماليين والبروليتاريا ، ان البرجوازيه الصغيرة اخذت مكان البرجوازيه الكلاسيكه ، لتصل لنتيجه ان كل الطبقات متناقضه دون تحديد عدوها اطبقي ، فقط طبقه واحده تعلم اعدائها وهي البرجوازيه الصغيرة وهي لذلك تقوم بقمع الراسماليه وتدجين البروليتاريا على قاعدة التسامح الطبقي سلوكا وثقافه وممارسه .....لذلك المشوار طويل والعالم ساكن ميت لا حراك فيه .
#ادم_عربي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برجوازية صغيرة ام وضيعة
-
الموروث الثقافي و دونية المراة
-
إسرائيل بين الهوية الدينية والصراع الطبقي 2
-
إسرائيل بين الهوية الدينية والصراع الطبقي
-
استحالة وجود يسار اسرائيلي
-
فشل اسرائيل2
-
فشل اسرائيل
-
مسيرة الماركسيه العربيه 2
-
حراكات العرب الى اين؟
-
الراسمالية والبيئة
-
كل عام وانتم بخير
-
انا المستحيل يا زمني.......
-
رد على كتابات صهيونيه
-
رد على كتابات ابراهامي
-
حرف الحراكات العربيه عن مسارها
-
اليسار الصهيوني2
-
اليسار الصهيوني
-
قراءة في نتائج الانتخابات الامريكية
-
iلأزمة الاجتماعية في البلدان الاسلاميه وغياب الأسس المادية ل
...
-
عاتبيني
المزيد.....
-
رؤيتنا: النظام يبدأ معركة تعديل الدستور
-
التهديدات العسكرية الأمريكية لفنزويلا وخفاياها الحقيقية
-
I Was One of the First People to Say “Don’t Run, Joe.” Now I
...
-
Work in 2050 – Three German Scenarios
-
Absurdity in the Coverage of the Trump Administration’s Gaza
...
-
The Return of the “Turk”: Identity, Memory, and the Politics
...
-
Chicaneries, Contradictions, Justifications
-
The Canadian Dream Is Dead — But Co-ops Can Revive It
-
فشل مؤتمر قمة الأطراف COP30المرتقب
-
في تبييض أحمد الشرع
المزيد.....
-
الأسس المادية للحكم الذاتي بسوس جنوب المغرب
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو&
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة
/ رزكار عقراوي
-
كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|