اضواء على الثورة السورية ...حريه وكرامة ام صراع طبقي...

ادم عربي
كاتب وباحث

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اضواء على الثورة السورية ...حريه وكرامة ام صراع طبقي...
مع مرور أكثر من عامين على الثورة السورية ، لا نريد هنا الخوض فيما آلت اليه الاوضاع إقليمياً ودولياً ، بل نختصر بما يحمل العنوان ، خصوصاً مع تباين وجهات نظر الكتاب في محرك الثورة السورية أو الحراك الشعبي السوري ، لاشكالية تعريف كل من الحراك الشعبي والثورة الشعبية في جميع دول الربيع العربي .

من ناحية ، ترى نسبة لا بأس بها ان ثورة الشعب السوري ، ما هي الا ثورة الشعب السوري بكل اطيافة ومكوناتة وطبقاتة من أجل الحرية والكرامة الانسانية ، ففي تسلسل زمني للاحداث وفي الاسبوع الاول للحراكات ، طاف المتظاهرون شوارع دمشق مرددين شعارات مثل "الشعب السوري ما ينذل " ، وفي الاسبوع التالي نظمت الجماهير اعتصاماً أمام الداخليه من أجل اطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، الذين فاق التصور فترة مكوثهم السجون ، وفيما بعد انطلقت مظاهرات في مدينة درعا مطالبةً الافراج عن صبيان كتبوا شعارات ضد النظام على جدران مدارسهم ، وحدث ان تمت اهانة اهالي واقرباء الاطفال المعتقلين ، وكانت تلك الاهانات سبباَ مباشراً لتلك التظاهرة ، ورفع المشاركون شعارات مثل " يا شعبان الشعب السوري مش جعان" ، كل تلك الاحداث المتسلسلة تُؤكد على ان الحرية والكرامة الانسانية لهما مطلبان الثورة السورية .

وفي المقابل ، ذهب الكتاب اليساريون الى تعليل الحراك الشعبي السوري على انة تناقض وصراع طبقي ، فهي تمثل انتفاضة الطبقات الشعبية والمسحوقه ضد الفقر والبطالة والاحوال المعيشية السيئة ، نتيجة سياسات ليبراليه كانت قد طبقتها الحكومه خلال العقد الماضي ، مبرهنين على صحة اقوالهم ان الحراكات تمركزت في المناطق الاشد فقراً وبؤساً ، فهم بذلك يعتقدون ان سبب الحراك السوري هو الصراع الطبقي وكان سوريا انهت مرحلة الراسمالية والحراك فيها ما هو الا ثورة ستقلب النظام السياسي والاقتصادي ، ولو كان ذلك صحيحا لما وصل غير اليساريين الحكم في بلدان اُنجزت فيها الثورات .

لكن في المقابل و ولغيرصالح القائلين بثورة الحرية والكرامة الانسانية ، عزوف البرجوازية السورية عن مجرد تاييد الثورة في اهم معاقل البرجوازيه في الشام وحلب ، كما ليس بامكانهم نكران ان المناطق الفقيرة البائسة اكثر المناطق مشاركةَ في الثورة ، اضافة الى ما سبق ان العديد من التظاهرات هتفت ورفعت شعارات ذات صلة بالفساد والبطالة والفقر والعوز ، مركزهً على ان الفساد هو احد اهم مسببات تدني وتراجع المعيشة ، وهي البيئه التي اثمرت عن نهج الرشوة والنهب وابتزاز المواطنين .
الوقائع الموضوعية على الارض تؤكد كلي وجهتي النظر ، بحيث يصعب لاي منهما تجاهل الاخري ، من هنا نجد انصار الحرية والكرامة الانسانية يستخدمون عبارات لها علاقه بصراع الطبقات ، كالبطاله والفقر والفساد ، لكن مع الانسجام الشديد في اظهار الثورة السوريه ثورة الحرية والكرامة الانسانية ، ويوسعون هذا المفهوم ليشمل كل ما له علاقه بحياة المواطن .

اما الطرف الاخر ، طرف الصراع الطبقي ، الذين يقولون ثورة المسحوقين ضد مستغليهم وناهبي ثرواتهم ، فهم ايضا لا يستطيعون انكار صوت التظاهرات المنادية بالحرية والكرامة الانسانية ، لذلك وضعوا هدف الثورة التخلص من الاستبداد ، وان اهداف الثورة الحقيقيه الصراع الطبقي ، لذلك يرى هذا الفريق ان تصيعد الانتفاضة اول ما يتطلبة هو اظهارهذا الصراع وتطويرة ، وطرح مطالب تتعلق بالاجور والمعيشة والبطالة من اجل انخراط اكبر عدد من الناس في الثورة.
في كلي الموقفين بلا شك ملاحظات نقدية ، لكن ما يوحدهما هو الظهور الطاغي الايدولوجي على حساب التحليل الموضوعي ، فالحقيقه الثورة هي ثورة الحريه والكرامة الانسانيه والتناقضات الطبقيه ، انها ثورة شامله تخضع لكل التحليلات ، انها ثورة العبيد على الاسياد ، انها ثورة القن على الاقطاعي ، انها ثورة البرجوازي على انتهاك كرامته ، انها ثورة نظرية كل شئ ، انها ثورة جميع طبقات الشعب السوري من برجوازيه الى كادحية ، من القبيله الى العشيرة ، من الخيمة الى القصر ، من الريف الى الحضر .

#ادم_عربي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل