هَلْ الكُردْ مِنَ الأغْرِيقْ .......!

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 23:33
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

1
الحصان ، الرمل ، السيف والذاكرة ، الإنسان الأبدي . القادم من أخر هاجس ذهن الفكرة ، المتربص للقدر الطالع من جوف الصحراء ليمسك بلجام الشيء ويهتف : وجدتهُ ، وسمعتهُ ، وحضرت موته ثم استيقظ ليذهب بعيدا عني .
الإغريقي الكردي ، الفحل ، الأمازيغي ، البربري ، الحجازي ، الفايكنغ ، الزنجي المسعور بشموس خطوط استواء الكون بمحاذاة النور الشمسي . الهندي الأحمر والأصفر وبلون البابنك : انتم جنودي ، أتقدم لأموت أنا وحصاني ،أم أعود لأحضان الوردة .؟
في الحرب كما في السِلم شكل النعش وحجمه واحدا ..
ذات مرة اجبرني إنسان طيب أن احفظ آناباز* عن ظهر قلبْ ، كنت في مراهقة الخوض بشهوة الدمى
كان جيب أبي مثل جيبي تصفر فيه رياح نكسة حزيران ..
أنهيت حفظ القصيدة كلها بالرغم من ضجيج دبابات الحرب ونواح ( اخناتون سيناء ) ونشيد دقائق الاصطفاف..
كانت القصيدة هي الحرب في التراجع وكانت طفولتي هي الحرب في الجائع.
سيعود اكزينون إلى عمق الصحراء وأنت إلى بيتك..
العودة التي يتحدث عنها الكُرد أنها : العبور من جبال زاخو الى وديان ديار بكر.....!

2
هَلْ الكُردْ من الأغريقْ...
يسأل عريف البيشمركه نفسه .ثم ينأى برمشة الى مساحات التاريخ الدامي لقوميته
ربما نحن منهم ..
فلقد مسكنا الربايا بأطراف شراويلنا ..
حبا بمعلومةٍ قديمةٍ تقول : أدلاء حملة القائد الاغريقي ، بدلاتهم العسكرية شراويل طويلة ومطرزة........!

3
أتخيل خدمتي العسكرية في قضاء جومان ، كلالة ، أوراس، قنديل ، كردمند ، وبيشتكه ، وادي الشجرة العاشقة ...
هناك ...
قرأت آناباز لآول مرة بثلاثةِ تراجم:
الأولى لأودنيس
الثانية ترجمها أحمد الباقري
الثالثة لعبد الكريم كاصد
هناك رابعة ...
ترجمتها الينابيع التي لو جمعت أمطارها على شفاف الخوف من الحروب لصارت نهد آلهة أسمها أوفرديت...
أفروديت الراعية الكردية التي عشقها كل مراتب سرية المشاة..!

4
على مشارف قلعة هولير .
أنا القادم من غبار عواصف أور . وخسارة جيش الأسكندر في مياه الأهوار الضحلة.
أنا القادم من ( شيلة ) والدتي الأسطورية مثل أغاني أديث بياف وصديقة الملاية .
أتأمل الذكريات التي بحجم خراطيش المدافع الثقيلة
أحسد الناس في نظرتهم وراحة ما يرتدون
وأتخيل أهلنا في الجنوب..
لا اغريقية يسرحون معها ..
سوى آلهة من طين طفولتنا.....!

5
هلْ الكُردْ من الأغريق...
هل الأغريق من الأريين بصفاء عيون القطط
هل نحن من أهل أسبرطة
وأسكنتنا بساتين النخل في ريف الكحلاء...
هل نحن أبناء ابراهيم
أم أبناء الحروب وباصات الريم ..
يدون القائد الاغريقي اسئلتي .
ولكنه لن يجيب ...
فالرئيس مريض بمشفاه الألماني في برلين ..
سيشافيه الله
والأجوبة مؤجلة......!

هامش/
ــــــــــــــــــــ
*آنباز تعني بالاغريقية العودة الى الداخل وقد خلدها الشاعر الفرنسي ( سان جون بيرس ) 1887/ 1975 في ملحمته الرائعة المسماة ( آناباز ). وتتحدث عن مسيرة القائد الاغريقي ( اكزينون ) في تراجعه الشهير مع عشرة آلاف من جنوده . والكلمة آناباز مشتقة من الكلمة اليونانية أنابازيس وتعني الغزو الدّاخليّ، القارّي بعيدا عن البحر.. وقد وضعت عدّة كتب إغريقيّة قديمة بهذا العنوان؛ لعل أشهرها كتاب إكسينوفون، وكتاب آريان. وأطلق أيضا هذا الإسم على غزوة قورش الأصغر في آسيا. كما سمي إيغال الإسكندر الكبير وغزواته في الهند بالأنابازيس. وقد اتخذها بيرس استعارة رمزيّة من تراثه الغربي لتلك السنوات التي قضاها في العمل الدبلوماسي في بيكين، كان يختلي هناك بنفسه، ولفترات مطوّلة في معبد صيني منعزل في أقاصي الريف الصّيني، وهناك كان يقوم بجولات طويلة على صهوة حصانه، مستلهما في هذه الّسرحات وهاد الصين الشاسعة والملحميّة.

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل