أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - طابع الملكة..........!














المزيد.....

طابع الملكة..........!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 00:42
المحور: الادب والفن
    



طابع الملكة اليزابيث يلتصق بطفولتي بشكل غريب أيام كنت اهوى جمع الطوابع ومازلت أهواها فلقد ايقيت البوم طوابعي وديعة عند شيخوخة أمي ، وذات يوم سأجلبه الى غربتي لأستعيد معه تلك الجغرافية الممتعة التي توفرها لنا الطوابع ، اهرامات وملوك وسياحة في معالم البلدان التي كنا نتمنى أن نزورها ، ولكن كيف والأباء لاتحمل خزائهم سوى عرق الجبين وارغفة الخبز وترب الصلاة ، ولهذا عوضت لنا تلك الطوابع المتعة ومنها الطابع الذي يحمل صورة الملكة وكانت جميع طوابع دول الكومنويلث تضعه ، فكنت مع تاج الملكة اليزابيث ابحر قي قارب احلام طفولتي من جزر الفوكلاند حتى جزر المالديف.
وكان عليَّ أن اقارن بين سحر تاجها وجوع ابي وهو ينحت في صخر دمعته ليصنع لنا خبزا ، هذا الخبز كنا نلوكه في ليل الفوانيس كمن يتذوق الكافيار ونحن نتصفح البومات طوابعنا ، مندهشون من تلك الامم والبلدان التي تنسج صورتها بأشكال ما تملك من ناطحات سحاب وقمم جبلية شاهقة موانئ ونساء جميلات وغابات خضر وحيوانات نادرة .
ومن بين كل هذه الملامح يبقى وجه الملكة الاقرب الى نظرة الحلم كانت تسكننا في تلك الليالي الباردة ، تاجها الماسي وحنانها الانكليزي المختلط ببارود مدافع مستعمراتها التي لاتغرب الشمس عنها .
وحدها كانت شموسنا هي التي تغرب في أديم سماء الطوابع ونحن نعزي لحظة اغلاق الالبوم بألف امنية نتمنى فيها ان نلتقط صورة امام قصر الملكة او قرب ساعة بك بن او في متحف الشمع .
لقد ولدت ثقافتنا الاولى من تلك الالبومات وربما وحده لمعان الماس في تاج الملكة من قادنا لنقرأ ونتعلم ونمضي خفافا لمشاهدة افلام اليزابيث تايلور وقراءة مسرحيات شكسبير وسماع اغنيات فريق الخنافس.
كان لطوابع الملكة صفحة كاملة في البوم طوابعي .وكل ليلة وعلى ضوء الفانوس قبل أن يضع اديسون الكهرباء في بيتنا ، كنت اتأمل عينيها واتخيل كم من الجغرافيات تملك هذه الملك ذات الوجه الرقيق .وكان من الأسطورة في خيالي انا ارى وجهها الحقيقي في يوم ما ...
بين تاج الملكة ووجهها الرخامي النحيف ، اتخيلها في اخر رؤية لي لعيون الملكة في افتتاح الالمبياد الاخير 2012 في الملعب الأولمبي في ستراتفورد شرق العاصمة البريطانية لندن ، قريبا من دهشتي وأنا أتذكر تلك اللحظة التي احسبها اسطورة وخيال حين تتحقق ، ولكنها تحققت ، والملكة تهبط من البرشوت في وسط الملعب وتلوح الى الجماهير بمنديل ازرق ، وكم تمنيت لحظتها ان اذهب صوبها لاهدي هذه الملكة الرقيقة التي علمتنا معنى ان نديم لها كرهنا في كتاب التاريخ لأن جدتها فكتوريا استعمرت بلداننا لمئات الاعوام وفي ذات الوقت ادامت فينا عشقها يوم كان وجهها المضيء يسكن زاوية الطابع أو حجمه كله.
بين عشب ملعب الأولمبياد وعشب حديقة بيتنا الطيني ، يمضي بنا العمر ، قطارات وعكازات وباصات وسفن وسنين ...
أعمارنا تمضي والطوابع قد تتلف لأنحسار رغبة الأجيال بجمعها وبالرغم من هذا تبقى تلك الدفاتر المسماة البوم الطوابع واحدة من اشهى نوافذ احلام طفولتنا .
الآن البوم الطوابع يحمل ذات الوجه الملكي ولكنه ليس معي .
ما معي الآن ليس سوى الذكريات وما كتبته دموعي شاهدة على قبر ابي :نُم بهدوء فأنكَ اعظم اباطرة وملوك حياتي.....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسوع وهيرقليطس
- أنحسار المتعة ( كافافيس والأسكندرية )...!
- روحي التي تبيع البنادق
- موسم الهجرة الى استراليا
- الأشباح وذكرياتنا...!
- معضلة أن تكونَ أنتَ لست أنتَ.......!
- حزبُ الله ، وحزب عينيكِ.....!
- الجسد في مرايا الضوء...!
- طالب القره غولي ، صانع أكليل البنفسج ...!
- جواميس المعدان وأبقار الهندوس...!
- صورة المندائي في شبابه..!
- الله هناك في اقلام الدشاديش ....!
- شارع أسديناوية* في مدينة ميونخ ...!
- سبارتيكوس الروماني وناصر حكيم الشطري .........!
- نهار في باريس
- بنجوين شمال الله... الجبايش جنوب الله
- الأمان الديني في مناطق الأهوار....(الديانة المندائية انموذجا ...
- خواطر سينما الأندلس الشتوي.......!
- راجيش كنا ... وطفولتنا الهندية
- تذكروا الرائد (( نيل ارمسترونغ ))


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - طابع الملكة..........!