أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 5















المزيد.....

مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 5


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 10:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


[email protected]
www.nasmaa.org
قد عصيتُ الفقهاء
بل وحتى الأنبياء
طاعةً للهِ للرحمان
إيماناً باللهِ والإنسان
[ض.ش: مواصلة لما مر في الحلقة الرابعة، أحب أن أوضح للدكتور السرداب فهمي لدور الضمير، لا كفهم نظري، بل من وحي تجربتي الذاتية. ولا أذكر ذلك من قبيل الحديث النرجسي عن الذات، ولا من قبيل تزكية النفس، بل لأن التجربة الذاتية هي من نوع العلم الحضوري، والعلم الحضوري يقيني، وليس ظنيا، كما هو الحال مع العلم الحصولي طبعا في مجال الممكنات. وقت كنت في شبابي ولخمسة عشر عاما ملحدا، أسست لنفسي ضابطا سلوكيا، فقلت لنفسي: لا تفرح إذا ما امتدحك الناس، بقولهم إنك إنسان طيب (بالعراقية خوش آدمي)، بل عليك أن تفعل الخير، ليس فقط بشكل عفوي وتلقائي، بسبب ميلك الفطري للخير، وأن تتجنب الفعل السيئ، ليس فقط لنفورك الفطري منه، بل أن يكون فعل الخير واجتناب السوء عندك مقصودا، ولا أعني متكلَّفا، بل بوعي وسعي. والآن ومنذ نهاية 2007 كإلهي لاديني، مثلا لو انفعلت لسبب ما، وارتفع صوتي على سبيل المثال مع زوجتي، وهو نادرا جدا جدا ما يحصل، يبقى عندها ضميري يوبخني، ويعنفني، وأشعر بالتعاسة، وباحتقار نفسي، وأعتذر، وأرضي زوجتي عني، ورغم كونها متسامحة، وتنسى الإساءة مني بسبب الانفعال الذي نادرا جدا ما يحصل، لكن تأنيب الضمير يبقى يلازمني لسنوات، بل لا أبالغ إذا قلت لعقود، كلما تذكرت تلك الساعة، دون أن أفكر بنار أو جنة. وهكذا أعنف نفسي عندما يكون لي رد فعل متشنج، أو عندما أتسرع في إساءة فهم تصرف أو قول ما لشخص ما، أو إذا ضاق صدري فيما لا ينبغي لي. ضميري هو الذي دعاني مثلا أن أرسل رسالة إلى الدائرة الرسمية المعنية في ألمانيا بالـ DHL فور مباشرتي في عضوية الجمعية الوطنية عام 2005، طالبا أن يوقفوا صرف مساعداتهم لي، من أول شهر تقاضيت فيه راتبي الأول، لا كما فعل المتدينون جدا جدا، وما زال الكثير منهم حتى يومنا هذا يستلمون الرواتب والمخصصات الخيالية في بغداد، وتواصل عوائلهم استلام المساعدات في دول أورپا. وضميري وتديني كعامل مساعد آنذاك دعاني أن أصرف كامل مخصصات الحماية لحمايتي، بينما كل الذين عرفتهم من المتدينين جدا، كانوا يضعون الجزء الأكبر في جديوبهم. لم يتغير سلوكي واستحضار رقابة الضمير في كل مراحل حياتي، وفي كل تحولاتي، سواء كملحد، أو كمتدين، أو كمعتمد لعقيدة التنزيه. والآن لأرجع إلى الحوار بين السيدين الربوبي عيسى الربوبي والمسلم الدكتور السرداب.]
جواب الربوبي: الخالق العظيم لم يخلق الشر ولا الظلم مطلقاً، الشر من صنع الإنسان، وليس هنالك شر، الشر كما يقول أنشتاين: هو غياب الخير، كما أن الليل غياب الشمس. [ض.ش: إلى مثل هذا القول ذهب بعض علماء الكلام المسلمين، على أقل تقدير مما أعرفه من كتب العقائد التي تدرس في المدارس الدينية الشيعية المعروفة بالحوزات العلمية، فاعتبروا الشر أمرا عدميا؛ المرض عندهم مثلا هو عدم الصحة، والعمى عدم البصر. وفي رأيي مع احترامي لمن يقول مثل هذا القول، إنها سفسطة غير منطقية. فالمرض تترتب عليه آثار عملية من أوجاع ومعاناة وسهر وتعطيل للنشاط وعدم استمتاع بالطعام والجنس وما سواه، فما معنى أنه شيء عدمي، وألّا وجود للمرض، وكونه ما هو إلا انعدام للصحة؟ لا أدعي أن لي جوابا واضحا على وجود الشر والظلم والكوارث. نعم إحدى الإجابات يمكن أن تكون من خلال الجزاء، لكن حتى هذا الجواب، هو جواب ناقص، وعدم القدرة على إعطاء جواب كاف شاف ومقنع للجميع، لا ينتقص من حكمة الخالق وعدله، ولا يؤيد صدق الدين ولا ينفيه، مع إن إجابات الدين بهذا الصدد تبقى هي الأخرى ناقصة. ثم في تصوري إن بعض الأمور لا يجب بالضرورة بلوغ المعرفة التفصيلية الدقيقة فيها، بل يكفي التصور الإجمالي والإيمان بالمبادئ والخطوط العامة لها. مع إن من أراد أن يستغرق في تفاصيلها واستدلالاته على رؤيته فيها، فله ذلك.]
رد السرداب على الربوبي: هذا أهم ما في المناظرة. وجود الشر يؤسس لنهاية اللادينية كفلسفة للحياة. [ض.ش: إذا افترضنا أن جواب المحاور السيد الربوبي يؤدي إلى نسف رؤيته وتفسيره هو، فهذا لا يعني نسف الفلسفة الإلهية اللادينية كلها. لأن لاهوت التنزيه المعتمد من قبلي مثلا يؤمن بالجزاء كلازم عقلي للعدل الإلهي، وهذا كلازم للكمال المطلق لله، وهذا كلازم من لوازم واجب الوجود. وهذا يختلف عن ربوبية الأخ المحاور الربوبي، كما يختلف مع الفلسفة الدينية في التفاصيل، مع إن الرجل وبكل تواضع اعتذر عما لم يوفق فيه في المناظرة.]
د.س: في البداية: الله خالق كل شيء. لكن سأتنزل معك، الشر هو غياب الخير. الآن الله كلي القدرة كلي العلم كلي الخير - كما أنت ذكرت في إجابتك على السؤال رقم 6 ورقم 7 - الآن الله لماذا يسمح بوجود الشر والمرض والبلاء، وهو قادر حتما طبقا لعقيدتي وعقيدتك على إزالته؟ إذا كانت اللادينية هي الحل، وإذا كان الإنسان فقط يؤمن بوجود المصمم الأعظم، ثم يموت بهذا الإيمان، وانتهت القضية - طبقا لأغلبكم – [ض.ش: غير صحيح] د.س: لماذا لم يُزل الإله المصمم الأعظم هذا الشر وهذا البلاء، لماذا ترك الظالم يموت منتصرا قويا عزيزا في أهله، وترك المظلوم يموت مكلوما مقهورا غريبا عن أهله، لماذا لم يتدخل الإله كلي الخير كلي القدرة كلي العدل، ويجعل العالم أكثر أمنا وسلاما وعافية. [ض.ش: بينما عقيدة التنزيه تقول كما يرد في التنزيهية التي سأنشرها بعد هذه الحلقات مع شرحها؛ تقول عن الله تألقت آيات جماله: «لا يُثيبُ لِمُجَرَّدِ إيمانِهِ أَحَداً مِنَ المُؤمِنينَ، وَلا يُعَذِّبُ لِكُفرِهِ أَحَداً مِنَ الكافِرينَ، إِنَّما بِإِحسانِهِ يُثيبُ المُحسِنينَ، آمَنوا بِهِ أَو لَم يَكونوا يُؤمِنونَ، وَبعدلِهِ يَجزِي المُسيئينَ، كَفَروا بِهِ أَو كانوا مِنَ المُؤمِنينَ، وَمَنِ استَحَقَّ تَعويضاً عَمّا فاتَهُ، أَو عَمّا أَصابَهُ، فَلَن يَّجِدَ مِثلَهُ مِن مُّعَوِّضٍ؛ إِنَّهُ أَجزَلُ المُعَوِّضينَ، وَوِفقاً لِّجُرمِ كُلٍّ يُّعاقِبُ المُجرِمينَ، وَكَذلِكَ يَفعَلُ وِفقاً لِظُلمِ كُلٍّ بِعُمومِ الظّالِمينَ، وَهُوَ في ذا وَذا أَعدَلُ العادِلينَ وَأَرحَمُ الرّاحِمينَ.».]
د.س: إذا كانت اللادينية هي الحل، وكان الإله كلي القدرة كلي الخير كلي العدل قد قرر أن تكون اللادينية هي المنهج الذي يرتضيه لعباده، فمن المستحيل أن تجد في عالمه شرا ولا ضرا ولا بلاءا. (إذا كان كُل أمل الإنسان قاصرا على هذا العالم، فيستحيل أن تجد فيه ما يسوءك من الله كلي الخير والقدرة والعدل). [ض.ش: لاتلازم بين اللادينية وانتفاء الجزاء، وقد بينت اختلاف عقيدة التنزيه في هذه النقطة، فربوبية السيد عيسى الربوبي لا يمكن أن تمثل كل الإلهيين اللادينيين، بل هي رؤيته أثناء المناظرة، ولا يبعد أن يعيد النظر فيها، إذا اطلع على ما تراه عقيدة التنزيه أو غيرها.] د.س: فأنت أمام أحد أمرين لا ثالث لهما: إما أن تؤمن باليوم الآخر والحساب - بأي مفهوم كان - ويستحيل حتما أن يكون في هذا العالم، لأن الملايين يموتون مكلومين كل يوم. وإما أن تُنكر إلهك كلي الخير كلي العدل كلي القدرة. وجود الشر في هذا العالم هو أكبر ضربة للفكر اللاديني [ض.ش: ضربة للفكر اللاديني، ليس إلا بمقدار ما طرحه السيد الربوبي، فالضربة لا تشمل كل الفكر الإلهي اللاديني، بل تبقى هذه الفلسفة في كل الأحوال أكثر متانة من الفكر الديني غير المنزه لله]، د.س: ويستحيل أن يتعافى الفكر اللاديني بعدها. [ض.ش: وهل سيتعافى الفكر الديني من كل ما ينتقص به من جلال الله وجماله وكماله وعدله وحكمته ورحمته؟ بالعكس عقيدة التنزيه تنزه الله من كل نقص، والدين ينسب له العديد العديد من النواقص، وهكذا هي بكل تأكيد العديد من الفلسفات الإلهية اللادينية حسب تقديري، مع التفاوت في التفاصيل.]
قد كذّبتُ الأدعياء
وهجرتُ الجهلاء
أسلمتُ للعقلِ للرحمان
فهْوَ رسولُهُ للإنسان
26/05/2013



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 4
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 3
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 2
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 1
- رسالة من الله إلى الإنسان
- دويلات شيعية وسنية وكردية ومناطق متقاتل عليها
- الفرائق الخمسة من اللاشيعة واللاسنة
- الموقف من الأقسام الستة لكل من التشيع والتسنن
- الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 2/2
- الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 1/2
- لماذا وقعت على «إعلان البراءة من الطائفتين»
- ال 3653 يوما بين نيساني 2003 و2013
- مع جمانة حداد في «لماذا أنا ملحدة»
- قضية القبانجي تؤكد خطورة ولاية الفقيه علينا
- معارضة أحد طرفي الصراع الطائفي لا يستوجب تأييد الطرف المقابل
- يا علمانيي العالم اتحدوا
- لماذا تحميل (الشّيعِسلامَوِيّين) المسؤولية أولا؟
- الديمقراطيون بين السلطة الشيعية والانتفاضة السنية
- مجرد سؤال .. ماذا لو قيل: «الإسلام هو المشكلة»؟
- تصويت البرلمان ضد التجديد للمالكي


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 5