أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الفرائق الخمسة من اللاشيعة واللاسنة














المزيد.....

الفرائق الخمسة من اللاشيعة واللاسنة


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 16:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعدما تناولت في مقالة سابقة الأقسام الستة لكل من التسنن والتشيع، أحب هنا أن أبين من المعني بهم من اللاشيعة واللاسنة، والذين منهم - وليس كلهم طبعا - من وقع على إعلان البراءة من الطائفيتن. إن غير الشيعة وغير السنة، غير المتمذهبين بأحد المذهبين، وغير المنتمين لإحدى الطائفيتن، هم الفرائق الخمسة أدناه:
1. غير المسلمين: من الطبيعي ألا يكون غير المسلم من إخوة الوطن غير معني بالهوية الشيعية أو السنية. ربما وقع مع هذا بعض من هؤلاء على إعلان البراءة من الطائفيتن، كما تشير بعض الأسماء إلى ذلك، وربما كان توقيعهم من قبيل الدعم للحملة، أو تعبيرا عن قلقهم أن يضيع الوطن الذي يعنيهم عبر العراك الشيعي/السني، وإلا فهم غير معنيين بإعلان براءة، وأفضل أن أسميه بإعلان عدم انتماء، من هذه أو تلك الطائفة.
2. الملحدون: ليس كل الملحدين لاطائفيين، فمن المفارقات الغريبة، والتي لا أجد تفسيرا لها، أن هناك من لا شأن له بالدين، ولكنه يرجع إلى سنيته أو شيعيته، بمجرد الاقتراب من موضوع التقسيم الطائفي في المجتمع، فتراه يعود رغم إلحاده أو لادينيته أو عدم التزامه، يعود مصطفا إلى الطائفة، وهذا ما عبرت عنه بالتشيع والتسنن الاجتماعي، وخطره عندما يتحول إلى تشيع وتسنن طائفيين. لكن عموما الملحدون العقلاء من باب أولى ألا يكون لديهم إحساس بالانتماء إلى مذهب أو طائفة دينية.
3. الإلهيون اللادينيون: وهؤلاء ليسوا ملحدين، بل مؤمنون، ومنهم من يتمتع بإيمان بالله أرقى وأنقى بكثير من إيمان معظم الدينيين، وما قيل عن الملحدين، من حيث الانتماء أو عدم الانتماء للطائفة، ينطبق على اللادينيين. فبكل تأكيد من الذين وقعوا على إعلان البراءة من الطائفتين هم من هؤلاء الإلهيين اللادينيين. وكذلك كما مر آنفا نجد المفارقة عند الكثيرين - ليس في العراق وحده – بأن يجمع البعض بين لادينيته وطائفيته. نعم، بلداننا ما زالت بلدان الغرائب العجائب.
4. المسلمون اللامتمذهبون بما فيهم الظنيون: هؤلاء مؤمنون بالإسلام، وربما متدينون، لكنهم غير متزمتين، بل عقلانيون، وربما يعتمدون الإيمان الظني بالإسلام، كون الإيمان بالله هو الإيمان اليقيني عندهم لوجوبه العقلي حسب رؤيتهم، ويبقى الإيمان بالدين إيمانا ظنيا لإمكانه العقلي عندهم، وتتفاوت عندهم درجة رجاحته. أو حتى لو لو كانوا مؤمنين بالإسلام إيمانا كاملا، فهم قد وصلوا إلى قناعة ألا حاجة للانتماء إلى مذهب ما، بل لهم فهمهم الخاص لدينهم دون انتماء لمذهب ما. وبالتالي من الطبيعي أن يوقع مثل هؤلاء على إعلان البراءة من المذهبين، لأنهم رغم إيمانهم بإسلامهم المنفتح والعقلاني، لا يريدون، أو لا يرون أنفسهم بحاجة ليكونوا سنة أو شيعة.
5. الشيعة والسنة اللامتمذهبون سياسيا: وهذا فريق خامس، فهناك من يجد نفسه شيعيا أو سنيا، لكنه يعتبر ذلك مسموحا له به حصرا في مجالات الشأن الشخصي الخاص، ولا يجوز إقحامه في الشأن السياسي، ولذا فمثل هؤلاء صحيح هم متمذهبون دينيا، لكنهم يرفضون التمذهب السياسي، كليا ولا يتفاعلون معه. ومن الممكن جدا أن مثل هؤلاء، وإن كانوا قلة، قد وقعوا أيضا على إعلان البراءة، بسبب ما رأوا من تسيسس الانتماء المذهبي، أو ما نسميه بالطائفية السياسية إلى أي كارثة وإلى محرقة يمكن أن تودي بالوطن إلى ما يُفرَح بنتائجه.
لكن من أجل أن نكون موضوعيين، ونقول ما لنا وما علينا، كما قلنا ما لغيرنا وما عليهم، إن اللامنتمين لأي من الطائفيتين ينقسمون أيضا من حيث الاعتدال والتطرف إلى أقسام، ولو إني أشك بوجود متطرفين بكثرة فيهم، لكن بلا شك، هناك المعادي للطوائف والدين والدينيين، وقد يكون هذا العداء قد انبعث عنده نتيجة ردة فعل، لكن العداء والتطرف مرفوض، من أي صدر. فمن حقي كإنسان يملك فكرا حرا، أن أعيد النظر في الدين، أن أطرح تساؤلات حول الدين، أن أنقد الفكر الديني، بل أن أنقد الدين نفسه، ولا أكتفي بنقد الفكر الديني، وقد أصل إلى قناعة بنفي الدين، لكن العداء هو الأمر الذي لا نقبله لأنفسنا، ولا نقبله من بعض أوساطنا، إذا ما وقع فيه البعض منا، بل بالعكس أغلبنا كديمقراطيين، نؤمن بحرية العقيدة ونحترمها، ندافع عن الدينيين، إذا افترضنا أنهم اضطهدوا أو ظلموا، سواء انتموا إلى دين الأكثرية، ولكن من قبيل الأولى إذا ما انتموا إلى دين أحد المكونات الصغيرة، لافتقاد هذا المكون القوة الكافية للدفاع عن نفسه، عندما يصيبه سوء، ولذا من الأخلاق ومن الإنسانية، أن يدافع الكبار عن الصغار، والأقوياء عن الضعفاء، وأصحاب الكثرة العددية عن أصحاب القلة العددية، وأصحاب السلطة عن غير أصحاب السلطة (إلا سلوطويينا)، وإن كان ما ذكر من وجوب انتصارنا للأقليات أكثر مما هو للأكثريات، فإنه يشملنا نحن، بوصفنا نحن نمثل أقلية سياسية، وأقلية ثقافية، وأقلية اجتماعية، لكننا لا نستعطف الدعم والانتصار لنا، بل سنبقى نناضل من أجل حقوقنا وحقوق المسلوبة حقوقهم بالوسائل الديمقراطية والسلمية والحضارية، وعلى رأسها الوسائل الثقافية والتوعوية، ووسائل تفعيل العامل الجماهيري، عندما تكون الأجواء ملائمة، كون الأجواء اليوم مشحونة بالطائفية، وربما يكون ذلك سببا لاختلاط الأوراق وتداخل الألوان، مما يجعل تحرك الديمقراطيين الجماهيري في مثل هذه الأجواء مما يمكن جدا أن يساء فهمه.
هذه آخر مقالة في الوقت الحاضر عن إشكالية الطائفية السياسية، وهي حلقة أخيرة من خمس مقالات: «لماذا وقعت على إعلان البراءة من الطائفتين»، «الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة»، بحلقتين، «الموقف من الأقسام الستة للتشيع والتسنن»، وكلها ذات علاقة بمقالات سابقة ذات علاقة بالموضوع، أهمها «أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا».



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف من الأقسام الستة لكل من التشيع والتسنن
- الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 2/2
- الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 1/2
- لماذا وقعت على «إعلان البراءة من الطائفتين»
- ال 3653 يوما بين نيساني 2003 و2013
- مع جمانة حداد في «لماذا أنا ملحدة»
- قضية القبانجي تؤكد خطورة ولاية الفقيه علينا
- معارضة أحد طرفي الصراع الطائفي لا يستوجب تأييد الطرف المقابل
- يا علمانيي العالم اتحدوا
- لماذا تحميل (الشّيعِسلامَوِيّين) المسؤولية أولا؟
- الديمقراطيون بين السلطة الشيعية والانتفاضة السنية
- مجرد سؤال .. ماذا لو قيل: «الإسلام هو المشكلة»؟
- تصويت البرلمان ضد التجديد للمالكي
- أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا
- «كفى يا أبا إسراء ...» مقالة لي تاريخها 06/10/2010
- مع المعلقين بشأن خيار الانتخابات المبكرة
- بيد المالكي وحده مفتاح فكّ استعصاء الأزمة
- يحق لنا ولا يحق لنا أن نحتفل بالسنة الجديدة
- المشهد السياسي: قراءة للواقع واستشراف للمستقبل
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 3/3


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الفرائق الخمسة من اللاشيعة واللاسنة