أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 09:05
المحور:
الادب والفن
أَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْتَظِرُنِيْ آخِرَ الدّرْبِ . كانَ يَمْزَحُ مَعَ الجَمِيْعِ ، غَيْرَ أَنَّهُ ، أَبَداً لَمْ يَمْزَحْ مَعِيْ . أَخَذَنِيْ إلى نَخْلَةٍ عالِيَةٍ جداً ، أَلْقى بِيْ من قِمَّتِها . ضَرَبْتُ الأَرْضَ ، ارتَفَعْتُ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ انقَطَعَ نَفَسِيْ . إلّا أَنَّ مَكْروهاً لَمْ يَحْدُثْ لِيْ . شَعَرْتُ بِهِ في ذلكَ السُّقوطِ الحُرّ ، وَفِيْ صَيْفٍ آخَرَ حِيْنَ غَرِقْتُ . كان يُكَلِّمُنِيْ ، تَحْتَ الماء . عِنْدَما تُهْتُ أَمْسَكَ يَدِيْ الصَّغِيْرَةَ ، وتاهَ مَعِيْ . أَمْرَضَنِيْ كثيراً ليُبْعِدَ طُفُوْلَتِيْ عَنْ ضَجِيْجِ الأَوْلادِ . وَهَبَنِيْ الرّبو وقال : هذا لِتَعْرِفَ قِيْمَةَ الهَواء .
هُدُوْءٌ غَرِيْبٌ يَحُطُّ عَلَيَّ فِيْ المَصَائِبِ ، أَعْرِفُ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ وَ يُصَرِّفُ أَمْرِيْ . لَقَدْ تَمَّ تَخْرِيْبُ حَياتِيْ تماماً ، حتى اقْتَرَبَ مَوْعِدُ رَمْيِها إلى القَمامَةِ ، ظَهَرَ وقالَ :" كُلَّ مَرَّةٍ ، أُعِيْدُ حَيَاتَكَ إِلَيْكَ ، تُفْسِدُهَا ، مِنْ جَدِيْد . لَقَدْ آذَيْتَ كَثِيْرِيْنَ ، وها أَنْتَ تَرْمِيْهَا بعيداً . التَقِطْهَا وَ هَبْهَا لِيْ ." مَدَدْتُ يَدِيْ عَمِيْقاً في النِّفاياتِ ، وَ وَهَبْتُها لَهُ . إِنَّ صَلاتِيْ ، وَ نُسُكِيْ ، وَمَحْيايَ ، وَ مَماتِيْ ، لَمْ تَعُدْ لِيْ ، لا شَيْءَ لِيْ ، كُلُّ شَيْءٍ لَهُ .
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟