أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - أدب الصَّمْت عند هنري ميللر














المزيد.....

أدب الصَّمْت عند هنري ميللر


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 09:28
المحور: الادب والفن
    


(( إن قوة المراوغة أو الغياب ، في الأدب الحديث ، هي في الحقيقة جذرية . تضرب في العمق و تغري ، مجازياً ، بصمت عظيم . ))
إيهاب حسن

لا يوجد خلل في اللغة العربية ، القضية ببساطة لا يوجد كتّاب . إن الذين يحبون الأدب يعرفون بأنه صار محرّضا على الصمت العميق . كان الفرنسي رولان بارت يقول (( سأعرض ببصري وسيكون هذا من الآن فصاعداً احتجاجي الوحيد )) . الغياب ، أو الصمت هو ما يُحرر الكاتب حقاً من شرك الحوار العبثي . الذوبان التام في الموسيقى ، حريتك النهائية ، من إقرار الآخرين و اعترافهم . ربما سيأتي الوقت القريب ، الذي يدرك فيه الأدباء ، أن عليهم أن لا يقولوا الكلمات التي يستطيع غيرهم قولها . فما يمكنهم قوله جماليا قليل و نادر أصلا . . في النهاية نحن جميعا ننتظر ، بحاجة إلى فن يمكننا من احتمال ذلك . حتى ظهور إنسان أفضل بكل تأكيد . لقد قضى هيرمان هيس ، سنوات طويلة يكتب الرسائل للمعذبين الألمان ، بعد الحرب العالمية الثانية . مئات الرسائل يرد عليها بلا طموح شخصي . ربما هذا ما على الكتابة أن تفعله في النهاية .الفيلسوف نيتشيه ، من جهة أخرى ، حين اضطربت حالته العقلية ، ألقى بنفسه على حصان رآه يُضرب بعنف . بكى على رقبة ذلك الحصان ، وهو يصرخ ( يا أخي ) . الألم يختبيء في مكان ما من الكتابة . الألم هو الكتابة .

(( إن غايتي من الكتابة ، التأسيس لحقيقة أعظم . لستُ واقعياً ولا من المذهب الطبيعي ، أنا للحياة ، التي هي في الأدب ، كما يبدو لي ، يمكن الوصول إليها فقط من خلال الحلم والرمز . في النهاية أنا كاتب ميتافيزيقي ، أما لجوئي إلى الدراما ، والوقائع فهو مجرد وسيلة لتحديد شيء أكثر جوهرية . أنا ضد الإتجار بالجنس لكنني مع التمرد ، ضد العنف . بالرغم من كل شيء ، مع الخيال ، الوهم ، مع الحرية إلى الحدود التي لم يحلم بها أحد . ألجأ إلى الهدم بطريقة خلاقة ، ربما بشكل مفرط على الطريقة الألمانية . إلا أنني أصبو دائما إلى انسجام داخلي و حقيقي ، سلام داخلي ، صمت . أُفضِّلُ الموسيقى على جميع الفنون ، لأنها تمتلك تلك الكفاءة المطلقة ، في حد ذاتها ، بحيث تقودك إلى الصمت . أعتقد بأن الأدب ، ليكون معبّراً حقاً ، ( وهو ليس كذلك في الوقت الحاضر ) ، عليه أن يحسن استثمار الرمز والمجاز الذي في الأساطير القديمة والبدايات . معظم أدبنا اليوم هو كالكتاب المدرسي ، كل شيء فيه يحدث كالسير في أرض منبسطة مملة للمعرفة . تسعة و تسعون بالمئة مما كُتِب ، وهذا يشمل بقية النتاج الفني بكل أنواعه ، يجب التخلّص منه . أطمح أن يقرأني القليل ، ثم الأقل من الناس ، ليس عندي أيّ مبالاة بحياة الجماهير ، ولا باهتمامات الحكومات الحالية للعالم . أتمنى ، وأظن العالم المتحضر سيختفي من الوجود في المئة سنة القادمة أو شيء كهذا . أعتقد حقاً بأن الإنسان يستطيع أن يوجد ، وبشكل أفضل بكثير ، أفضل بما لا يُقاس ، بلا أية حضارة . )) / مقطع ترجمته من كتاب العين الكونية ل هنري ميللر



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشاعر المسلم
- الحرية والإغتراب
- رَحْمَةُ الله
- حلاوَةُ أَقْدامِكُنَّ ، التَّمرُ المچبوس
- الشاعرة العراقية سوسن السوداني
- الشاعر علي محمود خضيّر
- ذاكرةٌ لِشَيْءٍ يَتَكَرَّرُ
- المحاصصة مقترح إيراني في العراق
- حرب القبور و المراقد
- رسالة شخصية إلى هادي المهدي في قبره
- خمسة مايو عيد ميلاد كارل ماركس
- الجمال
- الشيطانة
- الفن / الشعر / الحياة
- ثمن القصيدة
- لا بُدّ من كاتم صوت
- نعم نحن بحاجة ماسة إلى ماركسية و ماركسيين عراقيين
- الوجود / الكتابة / الجحيم
- اليسار السوري واللعبة الطائفية
- الغطس الدائم تحت تراب العراق


المزيد.....




- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - أدب الصَّمْت عند هنري ميللر