أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - إذا صمت المثقف














المزيد.....

إذا صمت المثقف


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مع بداية الأيام الأولى للثورة السورية، انشغلنا بالبحث عما يجمع السوريين متلمسين طريقنا للتغيير، مستلهمين من تجارب الربيع العربي القريبة، ومحاولين شق طريقنا بما يحقق أهداف حراكنا ويوحد جهودنا .

فما كان يجمع كل السوريين حالة من القرف المزمن مما آلت إليه حالهم من فقر وانسداد في الأفق، وإحساس بالغربة داخل الوطن، من حالات الفساد المستشرية والمتعنتة، كنا جميعاً مسكونين برغبة مكبوتة في التغيير .

كنا نحتاج إلى أشخاص مثقفين يقودون معركة التغيير، كنا نطمح بربيع دمشق الثاني، شبيه بربيع براغ، بربيع تونس الخضرا، بربيع القاهرة عروس النيل، وتجمهر ميدان التحرير.

بدأنا نخاطب أؤلئك المثقفين محفزين لهم، والذين سرعان ما شمروا عن أكمامهم وبدؤا عملهم بكل همة ونشاط، معتبرين أن حراكهم الطليعي هو تتويج للفكر الذي نادوا به، ودفعوا لأجله اثماناً باهظة من حريتهم ومن قوتهم ومصدر رزقهم، وأغلبهم زجوا في سجون النظام لوأد الثورة وضربها في مقتل .

أذكر أنني خاطبت صديقنا العزيز الدكتور برهان غليون وذلك قبل تشكيل المجلس الوطني، وقبل توليه رئاسته، أستفسر منه سبب صمته، إذ كنا نطالب وبإلحاح أن تتبوأ الأسماء الوطنية ثورتنا، وتقودها بالكلمة والفكر إلى بر الأمان، أجابني يومها معتذراً من ذاته مفسراً، أنه يعاني من انسداد في الأفق، وواضح أنه كان يصطدم منذ ذلك الوقت بصخر قاس من الرجعية الفكرية حتى آثر الصمت . وفي هذا رضوخ !!

كثير هم المثقفون الذين تقوقعوا على ذاتهم، فلم يطيقوا مشاهد المجازر المتتالية والصمت الدولي، فلم يستثمروا طاقتهم الهائلة في بث الفكر الخلاق المحرك للشارع السوري، لم يسعوا لمخاطبة القاعدة الجماهيرية التي أوصلتهم دون سواها إلى قمة الانتشار والجماهيرية .

فتركوا المكان فارغاً ليستأثر به أصحاب اللحى والعمائم كأمثال العرعور الذي خرج إلى الجمهور السوري بشكل يومي وحثيث، حتى بات له جمهور عريض ساهم في تقسيم الشعب السوري بين مؤيد للحقوق المطالب بها وبين متهمين إياها بانحرافها عن مسيرتها، بتواطؤ غير خاف من النظام ، لقد نجح العرعور في التحدث عن آلام السوريين وخاطب شجونهم، فاتحاً الثغرة الأولى في تجانس ثورتنا الشعبية .

فأغلب السوريين ما كانوا يتمنون أن يتحدث أمثال العرعور عن الثورة، وألا يسمها بلونه الديني القرسطوي، فالناس خرجت إلى التغيير، إلى القضاء على الديكتاتورية العائلية، على الجمهورية الوراثية، على الفساد وانعدام القيم، على افقر وإشاعة الجهل، على الجريمة المنظمة التي يقوم بها النظام جهارة في كل يوم وفي كل لحظة ، لكنه بالتأكيد لم يردها جمهورية دينية، يحكمها علماء منتفعون باسم الدين، لا يريدون مشاهدة مدعي الفضيلة وهم يكذبون ويكذبون لأجل دوام سلطتهم تحت أي ثمن (( أخوان مصر ))، وبالتأكيد أن الدين نجح دوماً على وأد الفكر الحر (( المعتزلة وسواها )) وخنق الحريات تحت مسمى إعلاء مشيئة الله، وبات الطابع الديني مهيمنا على الثورة السورية مع أنها لم تكن في يوم كذلك .

لقد انسحب المثقفون سريعاً من طليعة الثورة، فتركوا المكان فارغاً لقوى هدامة من أمثال النصرة والفكر المتشدد والاقصائي، وكان لهذا ثمن باهظ، فراغ كبير خلقه النظام واستثمره، ولنكن صريحين، أن النظام لم يكن يملك أي أمل في شق الصف السوري، إلا من خلال إرهاب الناس من المتشددين والجهاديين، ومن ثم انطلاقه لترهيب المجتمع الدولي من القاعدة التي سعى إلى إخراج قادتها من سجونه، وإطلاق المساجين بجرائم مشينة ليعيثوا في الوطن فساداً، وليشكلوا عصابات فيصموا ثورة الحقوق والكرامة بطابع رديء بحيث تختلط الأوراق وتخف همة الشارع في تأييد الثورة .

ويقيني أن النظام السوري كان وعلى الدوام، يخاف الطليعة المثقفة السورية أكثر مما يخاف من تنظيم الأخوان المسلمين زمن قوتهم أواخر سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي، وعاملهم بقسوة خيالية، وهو اليوم يحاول تقويضهم وحصارهم، لأن تأثيرهم يخيفه .

المثقفون هم سلاح الثورة الأمضى والأعتى، لكن دورهم غيب تماماً، فهم وحدهم بإمكانهم تحريك دمشق وإنزال أهلها إلى الشارع، وتعرية النظام، وفي سوريا أعداد هائلة من المثقفين القادرين على العطاء، نحن نطلب منهم جميعاً، أن يتركوا الصمت، وأن يخرجوا من شرنقتهم وعزلتهم التي وضعوا فيها أنفسهم، إلى جمهورهم العريض، فالخواء الذي نمر به هو بسبب صمتهم وتخاذلهم، في حين ان التغيير يتم دوماً عبر الطليعة المثقفة والريادية .

هذا خلل يجب أن يصلح بأسرع وقت ممكن، لأن التاريخ لن يحترم صمتهم، كما لن يحترم تخاذلهم وخوفهم .

نريدهم معنا

ليساعدوا في تحريك الناس لما تريده نريد فكراً يمنح قاعدة مطمئنة لنوع التغيير المرتقب، وما زلت مصرة أن الكلمة أكثر تأثيراً من الرصاص، وأكثر إيلاماً .

قادمون

لينا موللا

صوت من اصوات الثورة السوريةش



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة إلى الماضي
- لو قدر لمؤتمر جنيف 2 أن يتم
- الأسد قائداً لحرب العصابات
- حول المؤتمر المكمل لجنيف
- قراءة أولية في الضربة الاسرائيلية
- المطب الكبير
- فرصة من ذهب
- في انتظار اتفاق دولي
- النصر الحقيقي
- المقاربة
- آفاق إقليمية ودولية لحل الأزمة السورية
- زمن التغيرات الكبرى
- بين الأحلاف و الواقع
- الحاجة إلى الحرب
- صناعة المستقبل
- فانتازيا إنسانية
- موعد مفاجئ وبداية انفراج
- نهاية حقبة
- رومانسية مدمرة
- المؤامرة


المزيد.....




- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - إذا صمت المثقف