عن المجدرة والسنه و الشيعه و المسيحيين !

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 10:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

المتابع لاخبار بلادنا يشعر انه على كوكب اخر. على الاقل بالنسبه لجيلى الذى تربى فى مناخات ثقافيه و

فكريه تختلف عن مغردات و تعابير بل و الثقافه السياسيه و الاجتماعيه لهذا الزمن. و يبدو لى ان هناك من لا يكل جهده لكى يجد ما يفرق شعوبنا لهذه الغايه او تلك و الوسائل متعدده و الهدف واحد الا و هو اضعاف بلادنا. ذات مره سالت صديقا ان كان هناك مجدرة مسلمه و مجدرة مسيحيه.ضحك الصديق و قال لماذا اخترت المجدره, قلت على الاقل هذا هو الطعام الكنعانى المؤكد.


و الان اسال ذات السؤال ان كان هناك مجدره سنيه ام مجدره شيعيه.و على طريقه المفكر جاك دريدا نسعى للتفكيك المنهجى لكى نصل الى نتيجه مؤداها ان كل تلك الخلافات لا وجود لها على ارض الواقع.
الناس تختلف فى السياسه و هو امر طبيعى لكن طريقه خلط السياسه مع الدين تؤدى غالبا الى تغذيه المخيال الشعبى كما كان يقول المفكر محمد اركون ليتحول الامر الى صراع حقيقى رغم انه ليس كذلك.

لا ارى شىء يفرق الناس فى بلادنا .ذات الطعام و ذات الماء و الهواء و ذات الفولكلور و ذات المصائب و اللعنات و قد يكون معلم العمار(الان المهندس المعمارى لكنى احب استخدام التعبيرالقديم اطال الله بعمر وديع الصافى)

هو ذاته الذى عمر الجامع السنى و الشيعى و ربما الكنيسه.و رزق الله على ايام زمان عندما كانت الناس تعاون بعضها البعض.


و على ذكر الطعام دعانى مره صديق من الحزب الشيوعى اللبنانى فى بيروت على الغداء و تمنيت ان يعملوا ملوخيه .سالتنى زوجه الصديق ان كنت افضل الملوخيه على الطريقه اللبنانيه ام على الطريقه الفلسطينيه .ابتسمت و قلت هذه اول مره اسمع بذلك .لكنى اضفت قائلا تعلمنا فى فلسطين الملوخيه من معسكرات جيش ابراهيم باشا المصرى و نقلناه لسائر بلاد الشام لذا دعنا نقول الملوخيه المصريه!و شكرت الله انها لم تربط الملوخيه بدين او طائفه!و كان هذا فى زمن غير هذا الزمن حيث صار الناس فى لبنان يربطون حتى الفواكه و المزروعات بالطوائف فيقولون ان التفاح مارونى و البرتقال سنى و التبغ شيعى.
.
و ما دمنا نتحدث عن الطعام دار نقاش بينى و بين صديق يونانى قبل اكثر من عشرين عاما حول مشروب العرق الذى يسمى اوزو عندهم.

قال انه مشروب يونانى تعلمناه منهم فى الحقبه الهيلينستيه.
قلت له انتم اخذتهم حتى اسم الاله ادون و اسميتوه ادونيس و نحن الاغبياء بتنا نسميه ادونيس ايضا لذا من الممكن ان تكونوا قد تعلمتم العرق ايضا منا .

المهم ان صديقى اليونانى لا يستطيع اثبات اننا تعلمنا العرق منهم وانا لا استطيع اثبات العكس. هذا كلام عن شعب صديق كالشعب اليونانى اما الصهاينه فقصه ادعاءهم ان الفلافل يهوديه هى من جمله الترهات التى حملوها الى بلادنا.و شهره مدينه عكا بالفلافل معروفه فى كل المشرق
.
افكر احيانا انه لو كنا ما زلنا نعيش زمن الهه العصر الكنعانى فلن استغرب اننا ندخل الان فى صراعات بين مؤيدى الاله ادون و مؤيدى الاله بعل او سواه. و لكنا نرى الحروب الكلاميه و غير الكلاميه حاده بين مؤيدينهما و عندنا من العوامل ما يشجع على ذلك.فهناك اعداء يتربصون ببلادنا و يلعبون على كل التناقضات و هناك الجهل و اخواته و ساعد الله بلادنا!

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل