أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سليم نزال - على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!














المزيد.....

على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 11:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


(لقد بنينا منزلنا فى منتصف الطريق!) .هذا تعبير شهير اطلقه الجغرافى الصربى جوفان سيفيك على هذه المنطقة تاتى شكلت على الدوام ربما اهم جسر حضارى فى العالم
.
و لعل الكتاب الذى كتبه ايفو اندرك(توفى العام 1975) الحاصل على نوبل لللاداب يشكل تجسيدا فعليا
لهذه الحقيقة الحضارية الذى تميز بها هذا الجزء من العالم عبر تفاعلات حضارية عظيمة بين الاسلام و المسيحية بشقيها الشرقى و الغربى و اليهودية.
.
الكتابه حول ( جسر على نهر كارينا) لا يمكن ان يكون كاملا بدون الحديث عن مؤلف الكتاب ايفو اندرك احد اهم عمالقة الادب فى تلك المنطقة.فهو من عائلة كرواتية و لذا يفتخر به الكروات و كتب باللغة الصربية و تزوج صربية و عاش فى الصرب لذا يعتبره الصرب صربيا . و قد ولد فى البوسنة و ترعرع فيها و معظم احداث كتبه تقع فيها لذا يعتبره البوسنيون بوسنيا.حتى ان اطروحته للدكتوراه كانت حول تطور الحياة الروحية فى البوسنة فى عهد الحكم التركى العثمانى.

احداث الرواية تقع فى المرحلة العثمانية عندما كان العثمانيون ياخذون اولادا من تلك المناطق و يذهبوا بهم الى اسطنبول حيث يربونهم على الولاء التام للدولة و حيث شكلوا منهم قوات خاصة عرفت بالينيشارى او الانكشارية كما تكتب بالعربية..

القصة رائعة جدا.و تغوص عميقا فى البعد الانسانى. انها تبدا بماساة انسانية من ناحية و من ناحية اخرى تتحول الى نوع من معا لجة للجروح النفسية للبشر. فعند ضفة نهر درينا كانت الامهات ينظرن بلوعة الى ابناءهن عندما يصلوا للضفه الاخرى

و قد اخذهم الجنود الاتراك.احد هؤلاء الاطفال يصبح وزيرا فى الدولة العثمانية و لانه لم ينس لحظات الفراق يقرر بناء جسر على نهر درينا .هذا الجسر يصبح لاحقا ملتقى جميلا للسكان من مسلمين و مسيحيين الذين يعيشون معا فى انسجام.و من المؤلم انه تم تدمير هذا الجسر ايام الحرب الاخيره فى البوسنة لكن اعيد بناءه.

ايفو اندرك كان رجلا يؤمن بامكانية العيش بين القوميات و الاديان المختلفه و لذا كان مؤمنا بفكرة الاتحاد اليوغوسلافى..
.
و قد عبر بوضوح من خلال الكتاب ان الناس بقومياتهم و اديانهم المختلفه قادرون على العيش الذى لا يعكر عاده صفوه كما فى امثلة كثيرة فى التاريخ سوى تدخل الاجندات الخارجية التى تغذى الانقسامات.


كما اراد اندرك نقل رسالة هامة انه حتى من خلال الالم يمكن بناء مساحات و اسعة لللامل من اجل التعايش و التفاهم لا نه كان يدرك ان البديل هو الحرب و الخراب كما حصل فيما بعد..

من وجهة نظرى تحتل الكتابة حول هذا الكتاب الان اهمية خاصة لاننا نقف الان بمواجهة ثقافة الهويات القاتلة و هو تعبير لامين معلوف و ضرورة التصدى الفكرى لها. لاجل تعميق ثقافة التسامح وقبول الاخر فى مجتمعاتنا لان هذا الكتاب يشكل فى نظرى علاجا لجروح التاريخ. و بالطبع ردا على المقولات الخرقاء التى تتبنى اطروحة صراع الحضارات التى طرحها الصهيونى صموئيل هننغتن و التى يغذيها الان صهاينة و معتوهين و متعصبين من هنا و هناك او اصحاب اجندة فتنوية لاجل تدمير مجتمعاتنا او وضع مجتمعاتنا فى صراعات مع المجتمعات الاخرى.

باحث فلسطينى فى التاريخ
كتاباته و ابحاثه مترجمة الى الكثر من 15 لغه



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ؟ لماذا لم يصل الربيع العربى الى البلدان الملكية العربية
- من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!
- فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى
- حول الثورة العربية و افاق المستقبل
- لكى تتجنب سوريا طريق الانتحار
- البعد الثقافى فى الانفجار العربى
- لاجل تاسيس جائزة( نوبل) فلسطينية
- هل من المكن ان نقوم بعودة افتراضية لفلسطين
- اين المجلس الوطنى الفلسطينى,و اين المجلس التشريعى : اسئلة لا ...
- لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة
- ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيس ...
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...
- المطلوب الان قرع الخزان بقبضات قوية
- فقدان البوصلة و فقدان الامل
- حول اصلاح الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سليم نزال - على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!