أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - اشكالية الفتاوى السياسية














المزيد.....

اشكالية الفتاوى السياسية


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشكالية الفتاوى السياسية
سليم نزال

مع انفجار المنطقة العربية برزت ظاهرة الفتاوى السياسية بقوة لم تعهده المجتمعات العربية.و اشكالية هذه الفتاوى انها بات مفتوحة الى درجة بتنا نرى فيها كل ما لم يكن يخطر على بال, الامر الذى يمكن وصفه بفوضى الفتاوى التى باتت جزءا يوميا من الحياة الاجتماعية و السياسية فى بلادنا.
على المستوى التاريخى لعبت الفتاوى دورا فى تاكيد شرعية الحاكم او فى نقض شرعيته.و هذا ما جعل الحكام يعون اهميه كسب المؤسسة الدينية لمعرفتهم بخطورة تاثيرها على عامة الناس.

و هذا الامر لم يكن مقتصرا على الحكام بل ايضا على المعارضة الامر الذى تم فيه توظيف الفتاوى فى الصراعات السياسية التى كانت تجرى الامر الذى جعل من الكثير من هذه الفتاوى عرضة لللاستغلال لدى الاطراف الاسلامية المتصارعة التى كان كل طرف فيها يسعى للدفاع عن مصالحه و شرعنتها عبر الافتاء. و لعل هذا السبب الذى ادى لظهور ما يمكن تسميته بفتاوى السطان او المؤيدة لنظام الحكم و و ايضا فتاوى المعارضة التى تقف ضد النظام الحاكم. و تاريخ الدول العربية الاسلامية القديمة ملىء بالفتاوى التى صدرت لدعم الحكومات الاموية فى صراعها مع الاطراف المسلمة التى كانت تنتفص او تشكل فى شرعية حكمها .و ذات الامر نجده فى فتاوى القوى و الفرق المناوئة التى لم تكن تعترف بشرعية هؤلاء الحكام.

ان نقدنا لفوضى الفتوى فى الزمن الحالى لا يعنى بالطبع تجاهل حقيقة انها لعبت احيانا دورا فى مقاومة الغزاة و تشجيع الاهالى على مقاومة العدوان كما حصل فى فتوى الشيرازى المشهورة فى ايران و المعروفه بفتوى التنباك و فتوى علماء الزيتونة بتحريم الحصول على الجنسية الفرنسية اثناء مقاومة الاحتلال الفرنسى.
و ايضا ليس من باب عدم ادراك انها من منظور سايكولوجى سوسيولوجى ربما لعبت دورا لاجل تحقيق التوازن النفسى المجتمعى المطلوب خاصة فى ازمنة ضعف الحاكم او الدولة العربية و عدم قدرتها لسبب او لاخر على تطبيق العدل الذى يعتبر من مقاصد الدولة الاساسية فى الاسلام..و بهذا المعنى ظلت الفتاوى شعارات و رؤى عامة تعبر عن ضمير و راى الامة و امالها و تطلعاتها و اهدافها حتى فى الوقت الذى لم يكن من الممكن فيه تحقيق الاهداف الوطنية المتوخاة و لعل فتوى تحريم التعامل مع اسرائيل مثال على هذا .

لكن هذه الفتاوى لم تقتصر على دعم قضايا تحظى باجماع الامة لانها ايضا استخدمت بقوة من قبل الحكام العرب لاجل تقديم التسويغات الدينية و الشرعية لسياسات لا تحظى بقبول شعبى .كما فى حالة استخدامها من قبل انور السادات لاجل الصلح مع اسرائيل و اخراج مصر من الصراع العربى الاسرائيلى او فى حالة استصدار حسنى مبارك لفتوى لاجل بناء السور لحصار غزة او فى تثبيت شرعية الحكم كما نرى فى مصر الان.
و اذا كان من الممكن فهم اهمية الفتاوى ايام الدولة العربية القديمة التى كانت فى الجوهر دولة دينية او تستند للدين فى شرعيتها الامر الذى يكون فيه مفهوما او طبيعيا ان القوى الناقدة لها كانت تنطلق من ذات الارضية الدينية الامر الذى قد يبرر التسلح بالفتاوى الا انها فى الدولة المعاصرة الحديثة لم تعد ضرورية بسبب وجود احزاب معارضة او اليات نقد حديثة للدولة و اداءها .

ان النقد السياسى المعاصر بات يستند الى مرجعيات لا علاقة لها بمرجعيات الفتاوى.و اكثر من ذلك لم يعد هناك حاجة للفتاوى فى الزمن الحاضر لاسباب كثيرة لعل اهمها ان الدول المعاصرة لم تعد تستند فى تكوينها للشرعية الدينية . و لذا يمكن التصدى للقصور و الاخطاء عبر النقد السياسى الدنيوى و ليس بالاستناد لما قاله ابن تيميه فى ازمنه غابرة . و هذا النقد يستند عادة على معطيات معاصرة التى تمنح شرعية الحكم مثل مدى احترام الدولة للدستور و منظومة الحقوق القانونية التى اقرها المجتمع عبر الاستفتاء و الانتخابات .

فالدولة المعاصرة ليست معاصرة ايضا بالمعنى التاريخى للكلمة. انها معاصرة لان الدولة الحديثة تضع سياساتها فى التعليم و التنمية و الصحة و الامن الخ بالاستناد على رؤى و برامج و حقائق و معطيات الحياة المعاصرة و ليس بالاستناد على مرجعيه دينية..و السياسة فى نهاية المطاف هى ادارة المجتمعات و العمل على تدبير امورها و معالجة مشاكلها و قضاء مصالحها. و الدين يجب ان يظل الاطار الاخلاقى العام للمجتمع و ليس نظرية سياسية له.و فصل الفتاوى عن ولوج معترك السياسة هو جزء من فصل الدين عن الدولة. و تحرير مجتمعاتنا من هذه الفتاوى التى تخلق الفوضى و الارتباك هو جزء من خروج بلادنا من هذه الفتن و البلابل التى دخلت الى بلادنا و باتت تهدد وحدة و استقرار بلادنا و تهدد الاهداف التى ثار الناس من اجلها و هى الحرية و و العيش الكريم و الكرامة الانسانية.

باحث و مفكر فلسطينى
كتاباته و ابحاثة و محاضراته ترجمت الى اكثر من خمسة عشرة لغة.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة التغيير العربى و الافاق المجهوله!
- اشكالية انهيار النظام العربى القديم!
- غاندى فى ذكرى ميلاده ال 143 ! .
- نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية
- صلاة من اجل الالهه ساراساواتى الهة المعرفة و الفن و الموسيقى ...
- سوق مزايدات لانتاج ثقافة الكراهية!
- على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!
- ؟ لماذا لم يصل الربيع العربى الى البلدان الملكية العربية
- من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!
- فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى
- حول الثورة العربية و افاق المستقبل
- لكى تتجنب سوريا طريق الانتحار
- البعد الثقافى فى الانفجار العربى
- لاجل تاسيس جائزة( نوبل) فلسطينية
- هل من المكن ان نقوم بعودة افتراضية لفلسطين
- اين المجلس الوطنى الفلسطينى,و اين المجلس التشريعى : اسئلة لا ...
- لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة
- ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيس ...
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...


المزيد.....




- ترامب يزعم: -سيطرتنا كاملة وشاملة- على أجواء إيران..طهران تط ...
- وزير دفاع إسرائيل الأسبق: الشعب الإيراني -لديه كل الأسباب لل ...
- سبعة جرحى وخسائر مادية جراء عاصفة قوية ضربت الساحل الغربي لك ...
- تواصل قصف طهران وتل أبيب وميرتس يتوقع مشاركة أمريكا في الحرب ...
- ألمانيا - العثور على جثة مصرية مختفية والشرطة تعتقل زوجها
- صحف ألمانية ودولية: كان على إسرائيل التريّث قبل ضربها إيران! ...
- -سي إن إن-: ترامب لا يريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب الإس ...
- وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الألماني مشاريع إعادة الإ ...
- بيان دولي بشأن التسوية الفلسطينية بعد التصعيد الإسرائيلي
- عضو في الكنيست الإسرائيلي يحرض ضد الأطفال الإيرانيين ويتهمهم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - اشكالية الفتاوى السياسية