أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليم نزال - اشكالية انهيار النظام العربى القديم!














المزيد.....

اشكالية انهيار النظام العربى القديم!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 08:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


اشكالية انهيار النظام العربى القديم!
سليم نزال
بعد وقت لا يتعدى البضعة اسابيع نبدا فى العام 2013 و اغلب التوقعات تشير ان حمم بركان سيدى ابو زيد ستظل تضرب المنطقة العربية حتى وقت ليس من السهل تقديره.ففى المرحلة التونسية و المصرية من مرحلة التغيرات الكبرى فى المنطقة العربية ساد الامل و التفاؤل بالتغيير انطلاقا من نموذج ثورة البضعة اسابيع و التضحيات المحدودة التى حصلت فى هذين البلدين .لكن الامر بدا يتغير لدى انطلاق موجة التغيرات فى المناطق العربية العربية الاخرى الاكثر تعقيدا.
كما انه بات من الواضح ان ماهية التغييرات باتت اكبر بكثير مما كان يظن فى بداية الثورات.

و من شبه المؤكد الان لدى غالبية المحللين السياسيين ان سقوط روؤس الانظمة شىء و تغيير ثقافة النظم السياسية شىء اخر. الامر الذى يعنى ان مرحلة التغيير فى المنطقه قد تستغرق وقتا اطول بكثير من الذى كان سائدا فى البداية.

و لعل الوضع السورى و تعقيداته بات يقدم نموذجا للتغيير الدموى و المعقد بسبب تداخل التغيير فى سوريا بعوامل عديدة منها ما يتعلق بالتنوع الثقافى فى المجتمع السورى و منها ما يتعلق بموقع سوريا.

و على الرغم من تعدد نماذج التغيير فى المنطقة العربية الا انه من المعتقد ان التغييرات السياسية الحاصلة ستفرز ديناميات لانواع متعددة من الصراعات حول هوية الدولة و الدستور و الاقليات و الخ من المسائل الشائكة التى قد تختلف من بلد لاخر حسب تعقدات الوضع فيه الا ان القاسم لمشترك هو ان المنطقة العربية ذاهبة باتجاه طريق من الصعب تقدير نهايته ..كما بات من شبه المستحيل تقدير الزمن الذى ستستغرقه هذه التغييرات التى قد تؤدى فى بعض الدول الى تطاحنات داخلية تدمر نسيج المجتمع القائم و قد لا تنتج سوى الفوضى على المدى المتوسط على الاقل.
فنحن الان نمر بمرحلة تفكيك الدولة العربية القديمة لاجل استبدالها بدولة جديدة لا احد يعرف حتى الان كيف يتكم تركيبها و باى محتوى او باى مضمون سياسى و اجتماعى .و المشكلة بالطبع ليست فقط بالتفكيك بل ايضا مرتبطة بعوامل عديدة اهما ماهية قوى التفكيك و دور الدول الكبرى و بالطبع كيف ستتم اعادة التركيب .
و هذا التفكيك سيفجر على الاغلب العديد من التناقضات و الدمامل المجتمعية التى تم قمعها فى السابق او التى لم تكن من امور المفكرة بها لدى تاسيس هذه الكيانات.الامر الذى سقود الى عملية تفكيك واسعة قد تطال الوحدة الترابية لبعض الاقطار العربية .و تؤدى كما فى سوريا الى صراعات اقرب منها للحرب الاهلية منها الى الثورة .او الى تداخل عامل الثورة مع العوامل الثقافية الاخرى اضف بالطبع للعوامل الدولية و استغلال القوى الكبرى عادة لمثل هذه الصراعات لتقوية وضعها.
فقد دخل الاسلام السياسى بقوة على مجمل الوضع الامر الذى بات ينظر اليه بقلق من الاوساط الليرالية التى تعتقد ان الاسلاميين اخذوا الثورة باتجاه الحكم الدينى و هو امر لا يقبله الاسلاميون الذين ينظرون لانفسهم كضحايا للنظام السابق. و هذا سيؤدى على الاغلب الى صراعات معقدة كما نرى فى مصر بين قوى الاسلام السياسى و القوى العلمانية .

السوال الان ما العمل و هل هناك طريق خلاص او نوع من حل وسط لاجل تجنب الاسوا.
من وجهة نظرى تتحمل قوى التغيير العربية مسوؤلية كبيرة فى هذه الاوقات التاريخية التى تمر بها مجمل مستقبل المنطقة العربية التى يرتبط مستقبلها بهذه التغييرات . و على قوى التغيير ان تعى ان التغيير يشبه وضع الحطب فى الموقد اى ان عليها ان لا تضع كل حطبها فى الموقد لكى لا تندلع نيران اكبر من قدرتها على ضبطها فى حال امتداداها و ان يكون لديها المرونة لكى تتعامل مع واقع التغيير ليس بمنطق انتحارى بل بمنطق المسوؤلية التاريخية .

و يظل من الصعب جدا معرفه كيف تتجه اليه الامور فى ظل هذا الانفجار الواسع الذى بات يطال كل نواحى النظام العربى القديم .و هذا الامر قد يعنى دخول المنطقة العربية الى نوع من حرب المائة سنة التى حصلت فى اوروبا و التى ادت الى انهيار النظام القديم و تشكل اوروبا الحديثة.قول هذا لا يعنى ان المنطقة العربية مقدمة بالضرورة على مائة عام من الصراعات بقدر ما هو القول ان ما شهدناه حتى الان هو بداية انهيار الجبل الجليدى .و لذا قد يكون من الصعب معرفة كيف يتم بناء عقد احتماعى جديد قبل ان نعرف كيف ستكون عليه عملية تفكيك النظام القديم. و هذا يعنى ان علينا ان نتتظر اعواما قد تطول و قد تقصر حسب ظروف كل بلد لمعرفه كيف تتم ولادة النظام العربى الجديد.

باحث فى الفكر و التاريخ
كتاباته و ابحاثه مترجمة للعديد من اللغات العالمية



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غاندى فى ذكرى ميلاده ال 143 ! .
- نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية
- صلاة من اجل الالهه ساراساواتى الهة المعرفة و الفن و الموسيقى ...
- سوق مزايدات لانتاج ثقافة الكراهية!
- على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!
- ؟ لماذا لم يصل الربيع العربى الى البلدان الملكية العربية
- من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!
- فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى
- حول الثورة العربية و افاق المستقبل
- لكى تتجنب سوريا طريق الانتحار
- البعد الثقافى فى الانفجار العربى
- لاجل تاسيس جائزة( نوبل) فلسطينية
- هل من المكن ان نقوم بعودة افتراضية لفلسطين
- اين المجلس الوطنى الفلسطينى,و اين المجلس التشريعى : اسئلة لا ...
- لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة
- ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيس ...
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...
- المطلوب الان قرع الخزان بقبضات قوية
- فقدان البوصلة و فقدان الامل


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليم نزال - اشكالية انهيار النظام العربى القديم!