أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - نحو بديل ثوري تحرري














المزيد.....

نحو بديل ثوري تحرري


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح أن الثورات هي دائما ذات طابع عفوي و تحرري بشكل أو بآخر , لكن نشاط الشهيد عمر عزيز شكل إضافة مهمة ( أو ربما نوعية ) و لو محدودة لنضال الجماهير السورية في ثورتها ضد رأسمالية دولة آل الأسد , أو إقطاعتهم الرأسمالية تلك .. لأول مرة في ثورة عربية معاصرة يقوم مثقف بدعوة الجماهير لتنظم حياتها بنفسها , لأول مرة في ثورة عربية معاصرة تتحول هذه العملية التي جرت و ما تزال بشكل غير واعي تتحول إلى ممارسة واعية , جزئيا , و لو من جانب مثقف كان قد اعتنق من قبل الفكر الثوري التحرري .. هذا مهم أيضا في هذه اللحظة المهمة من تقدم الثورات العربية بين اتجاهات مختلفة تتصارعها , بين تيارات تتمحور حول إعادة إنتاج النظام القديم أو عقلنة علاقات السلطة و الإنتاج القائمة أو بناء بديل جذري عن النظام القائم .. لا شك أن الفكر الليبرالي و الإسلامي الذي ساد في فترة التحضير الفكري لهذه الثورات قد حدد سلفا , حتى الآن على الأقل , السقف الذي تحاول هذه الثورات تحقيقه : و هو ديمقراطية برجوازية "متقدمة" , لكن ظروف إنتاج مثل هذه الديمقراطية و الحفاظ عليها صعبة جدا في ظل اقتصاديات ريعية و برجوازيات جبانة و مترددة و بيروقراطية قوية خاصة في مؤسستيها العسكرية و الدولتية و طبقة وسطى طموحة تحاول تحسين وضعيتها في نظام أنهى عمليا أي فرص للحراك الاجتماعي خاصة باتجاه قمته و طبقات دنيا مقسمة و محاصرة بوسائل القمع و التجهيل و بظروف حياتية قاسية إن لم نقل قاسية جدا .. تعاني البرجوازيات العربية أولا من تشوه بنيوي , و ثانيا من ضعف هائل في استقلاليتها عن الأنظمة القائمة أو تلك التي انهارت و عن النظام الرأسمالي العالمي و يتجلى هذا في أزمتها , في عجزها عن إنتاج مشروعها السياسي , في عجزها حتى عن إنتاج مؤسسة سياسية قوية تمثلها , و هنا يبدو واضحا أن المشروع الإسلامي لم يتمكن من فرض نفسه كمشروع يمثل الطبقة البرجوازية أو الطبقة الوسطى , إنه لا يترنح بعد لكنه بعيد عن الانتصار الكامل و قد يخلق هذا وهم تعايش الإسلاميين مع شكل ما من الديمقراطية البرجوازية , هو في حقيقته قائم على ضعفهم و ليس على رغبتهم به .. إن الإسلاميين في مأزق أهم مؤشراته عجزهم عن السيطرة المطلقة على جهاز الدولة و خاصة مؤسساتها القمعية التي ما تزال مستقلة إلى حد كبير عنهم , و هنا تأخذ الطبقة الوسطى على عاتقها المسؤولية الأكبر في الصراع من أجل إقامة مثل تلك الديمقراطية البرجوازية و قد نجحت هذه الطبقة حتى الآن في مقاومة و إعاقة تقدم المشروع السياسي للإسلاميين في مصر و تونس و ليبيا مع بوادر مهمة على مثل هذه المقاومة في سوريا أيضا , أما الطبقات الأدنى , الأكثر تهميشا فهي ما تزال تناضل تحت سقف تحسين ظروف حياتها ضمن النظام القائم .. أما "خيارات" اليسار فهي تتفاوت من محاولة لعب دور ما في "العملية السياسية الفوقية" غالبا ككومبارس للقوى الليبرالية الأكثر تنظيما و نفوذا , كعادته طبعا , أما فيما يخص اليسار الراديكالي فهو ضعيف و هامشي و منقسم بين الشكل اللينيني الستاليني السابق للتخطيط الاقتصادي المركزي و هيمنة الدولة الشمولية على المجتمع و بين شكل دولة الرفاه الاشتراكية الديمقراطية , أي شكل أكثر إنسانية من اقتصاد السوق الاجتماعي التي كانت أنظمة مبارك و الأسد و غيرها تزعم أنها تطبقه قبل أن تفاجئها الجماهير بنهوضها الثوري , أي أن اليسار , كجزء تاريخي "مهم" من الطبقة الوسطى التخصصية , أو المثقفة , يواصل لعب دوره السابق بتفاصيل مختلفة قليلا .. إذن صحيح أن الطبقات الأعلى في مأزق و أنها تجد صعوبة في استمرار أو إعادة إنتاج سيطرتها لكن الطبقات الأدنى هي أيضا في مأزق , إنها تقبل باللعب على أرض الخصم و بشروطه , يصب نضالها في النهاية في خدمة تحسين النظام إن لم يكن تطويره , كما قال كاستورياديس .. الحل الفعلي لأزمة النهوض الثوري اليوم هو في بناء بديل تحرري من أسفل , أبعد بكثير من مجرد مقاومة المشاريع الفاشية المحتملة للإسلاميين أو الجنرالات .. قد يبدو و كأننا نسير باتجاه أحد خيارين : أنظمة على غرار أنظمة أوروبا الشرقية بعد انهيار رأسمالية الدولة اللينينية : أنظمة تابعة ذات واجهة ديمقراطية ما مع دور مهم لرأس المال الأوروبي في حل أزماتها الاقتصادية , و قد يمكن إدماج بعض التيارات الإسلامية فيها , أو فاشية إسلامية أو عسكرية , لكن هناك مصاعب جدية تواجه كل الطريقين , صحيح أن دول البترودولار مهتمة باحتواء الموجة الثورية لكنها لا تبدو راغبة بأن تلعب عربيا دور برلين و باريس في احتواء أزمات الدول الأصغر في الاتحاد الأوروبي , و رأس المال العالمي في أزمة جدية و هو بحاجة لنقل أزمته لدول الأطراف و تشديد نهبها لا العكس , كما أن وزن القوى الفاشية الإسلامية لا يكفي لحسمها معركة السيطرة على مجتمعاتها و يفتقد الجنرالات لإمكانيات ممارسة ديماغوجيا شعبوية كما فعل عبد الناصر و جنرالات البعث في لحظة صعودهم للسلطة .. أفضل الظروف المواتية لنضال الجماهير اليوم هو أن أحدا من كل تلك القوى و التيارات السلطوية لا يأخذ على محمل الجد قدراتها على تنظيم نفسها , و أنهم منشغلون بمعاركهم السياسية "الكبرى" .. إن مراكمة سريعة لخبرات التنظيم الذاتي للجماهير ضرورة من أجل بناء البديل التحرري من أسفل , و هنا أيضا قد تلعب الدعاية و التحريض التحرريين دورا ما , خاصة و خاصة بين الطبقات الأدنى



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليون تروتسكي للشيوعي المجالسي باول ماتيك - 1940
- أدب المقاومة : الشاعر و الروائي السوريالي الروسي دانييل خارم ...
- نحو جاهلية جديدة
- فانتازيا ثورية : كافكا في دمشق
- محاولة لتحليل شخصية محمد
- مي زيادة و جبران خليل جبران
- مسكين أنت أيها العبد !!!
- ماذا بقي من الحلم السوري ؟
- كيف تنظر الطبقة السياسية و المثقفة للشباب الثائر
- أخلاق -حرة- ؟ -حب حر- ؟
- القصاص أو الفوضى
- تجربة شخصية مع الله و الرغبة
- الصعاليك , الثوار العرب الأوائل
- نحو دادائية عربية
- ذكريات إدلبية
- فلسفة التمرد الكامنة وراء تكتيكات البلاك بلوك
- أبو فرات , أبو حاتم , زاباتا الثورة السورية
- تحية للحوار المتمدن
- نحو جيل جديد من الغاضبين
- سيد قطب في الجنة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - نحو بديل ثوري تحرري