أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - محاولة لتحليل شخصية محمد















المزيد.....

محاولة لتحليل شخصية محمد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 13:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يكون في سيرة محمد التي وصلتنا وصفا لبعض الأمراض العصبية , كالصرع مثلا , أو النفسية , كنوب الرهاب أو حتى بعض الإهلاسات البصرية و السمعية , لكن مع ذلك لا شك أن محمدا كان إما نبيا يأتيه الوحي من السماء أو أنه اخترع الدين الذي كان نبيه بوعي كامل بما كان يفعل , هذا ينفي عنه الإصابة بمرض نفسي خطير في كلا الحالتين .. من المؤكد أيضا أن محمد كأي شخص آخر كان يبحث إما عن الحقيقة أو عن نجاحه الشخصي , أو عن كليهما , ماركس , سبينوزا , ابن حنبل , المتنبي , المعري , كل واحد منا أيضا يبحث عن الحقيقة كما يعتقد , لكن كل فرد يبحث أيضا عن عظمته الشخصية , أحيانا من خلال تلك الحقيقة نفسها , "كنبي" , "كعالم لاهوت" , "كمفكر" الخ أي كمنتج للإيديولوجيا سواء كانت دينية أو غيرها , لكن معظم البشر يحاولون بلوغ نفس الأهداف لكن بطريقة أكثر روتينية بأن "يحاولوا" "النبوغ" في ترديد ما قاله السابقون أو ما تريده السلطة أو ما يطرب العامة لسماعه , قلة قليلة من الناس في هذا العالم اقتصرت في بحثها و نضالها في هذا العالم على الحقيقة فقط , و هي عادة القلة التي تبدع كل جديد و التي تقابل في نفس الوقت من المؤسسات السائدة و من الآخرين بأسوأ عقاب على جموحها و شجاعتها .. يجب أن نعترف : لن تصبح الحقيقة مرشدتنا الأولى حقا , إلا عندما نعيش في مجتمع يحقق كل إنسان فيه ذاته كجزء طبيعي من وجوده , دون الحاجة لخوض نضال يومي مرير عبثي غالبا للبقاء على قيد الحياة فقط , في مجتمع كهذا فقط ستختفي الأديان و الإيديولوجيات جميعها بصيغتها القمعية , بأن تتحول إلى أفكار لا سلطة لها على حرية العقل ( بناء هذا المجتمع "الفوضوي" أو الأناركي الذي ينظم نفسه بنفسه هو المهمة الملحة أمام المقموعين اليوم كما في الغد و الأمس أيضا ) .. من تلك القلة الحالمة كان يسوع مثلا , أعتقد أن يسوع كان شخصا جامح الخيال , حالما , و ربما مجنونا , و هذا هو أهم أسراره على الإطلاق كما أعتقد .. إذا نظرنا إلى الاحتمال الآخر لقصة ولادته دون علاقة جنسية , إذا لم يكن يسوع ابن الله فهو ابن زنا , و لا شك أن هذا ترك داخله عقدة كبرى , ليس مسؤولا عنها بأي حال من الأحوال , لكن المجتمع اليهودي , المحافظ , حاسبه عليها بقسوة .. و لم يكن أمامه إلا أن يطهر نفسه , و والدته , بأن يصبح ابن الله و أن تصبح أمه هي العذراء .. صنع يسوع حلم الخلاص للمعذبين أمثاله , لكنه لم يصنع المسيحية , رغم أنه ألهمها كل ما تحتاجه , الحالمون لا يصنعون إيديولوجيات و لا أديان , من يصنعها هم المخادعون فقط , الحالمون هم مخادعون بالصدفة فقط , إنهم لا يخدعون الآخرين أبدا عن قصد .. هنا يختلف محمد تماما عن يسوع , كان محمد يعرف تماما ماذا يفعل , لم يكن محمد لا حالما و لا باحثا عن الحقيقة , لم ينظر محمد إلى العالم ليعرفه بل ليصنعه , لقد صنع محمد "حقيقته" بعد أن بحث عن بداياتها في كتب اللاهوت المتاحة , كمشروع واضح المعالم منذ بداياته الأولى , مشروع سياسي اجتماعي لسلطة جديدة , لطبقة جديدة .. كان محمد في النهاية لسان حال الأرستقراطية العشائرية التي كانت تنفصل عن ماضيها المشاعي و تغتني بسرعة بسبب التجارة و تزايد أعداد العبيد و التي بدأت تستشعر قدرتها على إقامة دولة مركزية محلية قادرة على التوسع فيما بعد , دين محمد هو إيديولوجيا تلك الأرستقراطية التي ستصبح فيما بعد الطبقة الحاكمة و المالكة في الدولة العربية الإسلامية القروسطية , لذلك منذ البدايات كان دين محمد دينا يقوم على تراتبية هرمية صارمة للكون , للعالم , لمجتمعه , و للعقل البشري أيضا .. عمل محمد أيضا على خلق أداة مشروعه السياسي الاجتماعي : جماعة المؤمنين بدعوته , جماعة عسكرية شديدة الخضوع له مع استعداد عالي للتضحية في سبيل الدعوة .. مع ذلك فإن الأديان كأفكار شخصية لأفراد بعينهم تتيح لهؤلاء الأشخاص , كمحمد و ابن تيمية و باول و بطرس و زرادشت و أمثالهم فرصة نادرة للتأثير في البشرية بعمق , تصبح بعض العقد و التجارب الشخصية جدا لهؤلاء مصدرا لعقد و توهيمات و إشكالات نفسية عند جماعات إنسانية بأكملها , مثلا أصبح هوس محمد بالتطهر المستمر من "النجاسة" , البول و الغائط و المني , حالة وسواسية تصيب كل مسلم على مر العصور , حتى و إن لم يكن متدينا , نتيجة التلقين الانعكاسي الذي يتلقاه في أسرته و محيطه على طريقة كلب بافلوف .. ليس فقط تلك العقد النفسية , بل ما هو أهم من ذلك : كيف يمارس الآخرون الجنس و الحب .. كإنسان , يبدو أن محمد كان شبقا , و قد تباهى الرجل بقدرته الجنسية , التي عدها هو أو من كتب سيرته من بعده , كرامة من كراماته أو علامة على نبوته , و هذا أمر تقليدي تماما في مجتمع ذكوري .. لكن مع ذلك يوجد ما يلفت الانتباه في حالة الإشباع الكاملة التي كان يعيشها مع خديجة التي كانت تكبره بسنوات , التي يمكن وصفها بأنها علاقة أوديبية , خاصة أن محمد لم يعرف أمه فعلا , صحيح أنه لم يشعر بالغيرة على خديجة , خلافا لزوجاته المتأخرات , ربما بسبب شبابه مقارنة بتقدم خديجة في السن إضافة إلى الفارق الاجتماعي بينهما , مع ذلك لا يوجد أي سبب للافتراض أن محمد لم يشعر بإشباع جنسي حقيقي مع خديجة , وقتها على الأقل .. الحقيقة أنه فقط بعد نجاحه في إقامة دولة المدينة ثم صعوده التدريجي ليكون حاكم شبه الجزيرة العربية , سيبدأ محمد بالتخلص من ظل خديجة , من علاقته الأوديبية بها , و سيدخل في تجارب جسدية أكثر إمتاعا و أكثر إثارة , مع شريكات متعددات , مع أجساد أنثوية مختلفة , اختارهم بنفسه هذه المرة بقصد المتعة أساسا .. كان محمد تكتيكيا سياسيا و عسكريا بارعا , ساعده هذا في تجاوز كل الصعاب التي مرت بدعوته و أن يتخذ غالبا القرارات الأصوب لاستمرارها و تقدمها , و لا شك أن زهده و تقشفه في الفترة الأولى من الدعوة كان جزءا ضروريا من تلك التكتيكات اللازمة لتكريس صورته كنبي , كرسول للسماء , لكن مع ترسخ دعوته سنراقب تدريجيا انفلات الرجل , تحرره من كثير من الموانع التي كانت تقيده في السابق , سيلتفت النبي الكهل لمتعته , سيختار الجميلات من بين السبايا , و سيتزوج زينب قريبته و زوجة ابنه بالتبني عندما يشاء , على الضد من أعراف مجتمعه التي أصبح قادرا على تغييرها متى شاء , لم يعد هناك ما يخشاه لكي يشبع شبقه أخيرا كيفما أراد .. صحيح أن الرجل كان شبقا أو أن شبقه أصبح أكثر انفلاتا , لكنه مع ذلك سيفكر أولا بتماسك جماعته , جماعة المؤمنين به , لذلك اختار لأتباعه نمط زواج يحافظ على تراتبية هرمية للمجتمع , يقضي على بقايا المساواة بين الجنسين و على بقايا المساواة بين البشر في القبيلة البدوية لصالح تقسيم حدي فاصل بين البشر و بين الجنسين , لن يشرع لمتعة منفلتة كما حدث مع مزدك و كما ستفعل كثير من فرق و طوائف الغلاة من بعده , بل سيشرع لأتباعه العائلة الأبوية , بينما عاش الرجل المتعة الجنسية بصخب في سنواته الأخيرة , كان يشرع لمتعة روتينية مكبوتة داخل الأسرة الأبوية , سيكون نصيب الجنس المقهور فيها , أي النساء , كبتا مضاعفا , أن يصبحوا مجرد أداة لمتعة الجنس المسيطر , و كانت زوجاته أنفسهن أكبر مثال على هذا .. كانت علاقته بعائشة رمزية بهذا المعنى تلخص لنا التطور الذي عاشه محمد كجسد , كرغبة .. كانت عائشة طفلة فعلا عندما تزوجها , صحيح أن هذا لم يكن غريبا على المجتمع الذي عاش فيه محمد , و لا على بعض المجتمعات حتى يومنا هذا , و أن هذا كاد يكون أيضا مصير ابنته المفضلة فاطمة نفسها عندما طلبها للزواج صديقاه المقربين , أبو بكر و عمر , اللذان كانا حمواه في نفس الوقت , لكن لا شك أن تلك التجربة كانت كشفا جسديا جديدا لنبينا , لا يمكن مقارنة جسد عائشة على ضآلته و جماله العادي الموصوف بجسد خديجة الكهل , و بقدر ما كانت التجربة جديدة أو ممتعة بشكل استثنائي لمحمد , بقدر ما كانت خالية من أي معنى أو متعة للطفلة الصغيرة , مع الفارق الفيزيولوجي الهائل بين الجسدين , هذا يكفي ليستفز الرغبة عند الطرف المسيطر بتملك الآخر إلى أقصاها إلى جانب قدرة محمد يومها على ممارسة إرادته بتحرر أكبر أو شبه مطلق , هذا كله , خاصة بعد قصة الإفك , كان على الأغلب وراء كل الأفعال التي قام بها محمد في سنواته الأخيرة بدافع الغيرة و التملك , التي انتهت به إلى فرض الحجاب و العزل الكامل على زوجاته , لكن الانتقام الأشرس , على الإطلاق , للنبي و قمة إصراره على تملك أجساد زوجاته كان عندما حرم الزواج عليهن بعد موته .. مات الرسول عن عائشة و هي في العقد الثاني من عمرها و ستعيش بعده عقودا طويلة محرومة من المتعة , في حبسها الذي صنع أسواره زوجها الميت , بالنتيجة ستنتهي عائشة إلى حالة غريبة من التماهي مع الجنس المعتدي على آدميتها و غريزتها , ستصبح هي في كهولتها مسخا يفوق الذكور في تشددهم في فرض العزلة على جنسها و استخدامه كأداة متعة و إنجاب فقط , الانتقام الأبشع كان أن تتقمص عائشة دور الذكور الذين حاولوا تشويه سمعتها في حادثة الإفك المشهورة .. ستحاول عائشة أن تقنع نفسها بالتعويض الذي قدمته لها الحياة : أنها كانت زوجة نبي و لو لبرهة من حياتها فقط , ستنغمس في تفاهات الفقه و ترديد أحاديث زوجها و في ألاعيب السياسة القرشية قبل توطد ديكتاتورية بني أمية , عائشة التي لم تعرف الجنس إلا مع محمد الكهل و التي عرفته قبل أن يكون جسدها مستعدا لممارسته , لا يمكن القول أنها عرفت الجنس حقيقة أو استمتعت به , إذا استثنينا العلاقة المزعومة في حادث الإفك , لقد عاشت عائشة حياتها كأنثى بالاسم فقط , ككثير من بنات جنسها , استخدمها النبي كمادة لمتعته , بينما كانت هي تشعر فقط بالألم من اتصالهما الجنسي , أو فيما بعد باللامبالاة مع تعود أعضائها التناسلية على الفعل الجنسي , رغم أنها "ستستمتع" بالجانب الآخر من تلك اللعبة التي كانت هي ضحيتها , أنها زوجة النبي ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مي زيادة و جبران خليل جبران
- مسكين أنت أيها العبد !!!
- ماذا بقي من الحلم السوري ؟
- كيف تنظر الطبقة السياسية و المثقفة للشباب الثائر
- أخلاق -حرة- ؟ -حب حر- ؟
- القصاص أو الفوضى
- تجربة شخصية مع الله و الرغبة
- الصعاليك , الثوار العرب الأوائل
- نحو دادائية عربية
- ذكريات إدلبية
- فلسفة التمرد الكامنة وراء تكتيكات البلاك بلوك
- أبو فرات , أبو حاتم , زاباتا الثورة السورية
- تحية للحوار المتمدن
- نحو جيل جديد من الغاضبين
- سيد قطب في الجنة
- حشيش سوري
- الثورة السورية , ابن تيمية , و الحرية
- كلمات عن الله
- مطاردة الساحرات مرة أخرى , عن احتمالات صعود هستيريا جماعية ج ...
- الله غير موجود في حلفايا


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - محاولة لتحليل شخصية محمد