أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مازن كم الماز - مطاردة الساحرات مرة أخرى , عن احتمالات صعود هستيريا جماعية جديدة















المزيد.....

مطاردة الساحرات مرة أخرى , عن احتمالات صعود هستيريا جماعية جديدة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 10:09
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


لا أعتقد أن خطاب الإسلاميين كان بهذه الحدة من قبل , قد يشير هذا إلى تعطش قياداتهم إلى السلطة التي تقترب منهم , لكن لهذا أيضا دلالات أخرى .. لم يكن خطاب الإسلاميين ذكوريا أبويا بهذا الشكل الفاقع و الهجومي كما هو اليوم , و لا كان هوسهم بروايات المؤامرة التي يلصقوها بكل آخر أو كل مختلف عنهم بهذه الحدة , هذه المشاركة بين البارانويا من أي اختلاف مع هوس الهيمنة الذكوري هي الوصفة "السحرية" لظهور هستيريا جماعية لاصطياد الساحرات أو قمع المخالفين في طقس جماعي تطهري , لقد وصل الإسلاميون إلى أقصى درجات الهستيريا في هذين المجالين , ما ينقص لبدء حملة ملاحقة الساحرات ضد كل ما هو مختلف , و أيضا ضد النساء كجنس مقهور , هو أن تنضم إليهم أقلية كبيرة من المجتمع وسط صمت الغالبية الباقية لكي تصبح الهستيريا التي تسيطر عليهم اليوم جماعية .. في فترة ملاحقة الساحرات في أوروبا و أمريكا وجد هذين العاملين معا , كانت فكرة علاقة المرأة بالشيطان , و بأفعاله التخريبية أو بالكوارث الطبيعية و الأوبئة الخ , كانت مركزية جدا يومها .. تلعب فكرة الغواية الجنسية دورا رئيسيا في شيطنة النساء كجنس .. يجب أن نلاحظ أن قتلى عنف طالبان و من على شاكلتها من الإسلاميين لا يقتصر على عملاء الأنظمة أو الغرب , على السياسيين منهم أو المثقفين , هناك العديد من النساء الباكستانيات و الأفغانيات خاصة من الباشتون , من المغنيات و الراقصات طبعا , لكن هناك أيضا طالبات أو تلميذات تعرضن للقتل أو التنكيل لسبب بسيط هو إصرارهن على مواصلة الدراسة فقط .. في هستيريا ملاحقة الساحرات في أوربا و أمريكا , عملت الكنيسة التي كانت تسعى لتكريس سيطرتها على العالم الغربي يومها , للسيطرة على العقول , على إشاعة الإيمان بالخرافة , بالسحر , و المعجزات , و فسرت كل ذلك في المجتمع الذكوري الأبوي القروسطي ضد النساء خاصة , استخدمتهم ككبش فداء .. و كالعادة مع كل العبيد المضطهدين و المقهورين , تلعب النساء هنا أيضا دورا مهما في هذه الهستيريا الذكورية الطهرية , عندما تتقبل النسوة "المؤمنات" وضعيتهن كعبيد , كجنس مضطهد , باستمتاع و رغبة , و ترددن نفس ترهات و اتهامات الذكور ضد النسوة اللواتي تتجرأن على التصرف و التفكير خارج السائد الذكوري , تماما كما يتصرف أي عبد يخضع "طوعا" لسيده الذي يضطهده عندما يستنكر و يحارب هو نفسه ثورة أمثاله من العبيد .. تقبل هؤلاء النسوة "المؤمنات" الفكرة الذكورية السائدة "الأخلاقية" التي تدين و تجرم غرائزهن الجسدية و التي تعتبرهن مجرد أداة للذة الجنس السائد المسيطر , تقبل أن تكون مجرد وعاء لمني الذكر و لإنجاب الأولاد مع تحريم اللذة أو تجريمها , و تدين قبل غيرها من الذكور أية واحدة من بنات جنسها تخرج على هذه القاعدة الذكورية "الأخلاقية" .. إنها أول من تقبل فكرة الحجاب , العزل بين الجنسين , البقاء في المنزل , فكرة أنها هي ملكية خاصة بذكر ما , أب أخ ابن أو زوج , "طوعا" "برغبة و إيمان" , و أن تهاجم هي ذاتها بقسوة أكبر من الآخرين "السافرات" الكاسيات العاريات من بنات جنسها انطلاقا من المنطلق الذكوري الأبوي : أنا أخفي عضوي التناسلي , أنا أخفي جسدي , إذن أنا "إنسان" ... طالما انقسمت النساء في المجتمع العربي , من القرون الوسطى المتأخرة و حتى وقت قريب جدا , إلى فئتين : فئة النساء "المحترمات" أخلاقيا , الملتزمات في الظاهر بكل قواعد السلوك الذكورية و التي يختار الرجال من بينهن عادة زوجات و أمهات المستقبل , و فئة النسوة اللواتي يعشن على هامش مؤسسة الأسرة الذكورية , العاهرات اللواتي يوفرن أسباب المتعة للذكور خارج الجنس الروتيني في غرف النوم الزوجية , كانت المرأة التي تحاول الوجود خارج هذه الثنائية تسحق و تعاقب بكل قسوة , تلغى .. درس كثيرون دور الكبت الجنسي في صعود القوى السلطوية منهم فيلهلم رايتش في دراسته عن صعود النازية الهتلرية .. توصل هؤلاء إلى أن الكبت الجنسي هو المسؤول الأول عن السلوك المطيع للشخصية المازوخية لعبيد الطبقة الحاكمة الجديدة : البروليتاريا و البروليتاريا الرثة , و كل ما يورثه هذا الكبت للإنسان , من قلق و تردد و خجل , الاعتياد على عبوديته و التكيف معها و الخوف من حريته بل كرهه لحريته و حرية الآخرين و شكه الرهابي في أي تصرف أو فعل أو فكر حر , هو أهم أسلحة المجتمع الذكوري السلطوي ضد محاولات تغييره .. من جهة أخرى , يعترض الكثير من المثقفين أو السياسيين المعارضين للإسلاميين على محاولة مواجهة هذه الهستيريا , يصرون على الانحناء أمام العاصفة , يتهمون مثلا أشخاص أو حالات كعلياء المهدي بالتسبب في رفع درجة هذه الهستيريا و تسعير شهوة السلطة و سحق الآخر عند الخصم الإسلامي .. انطلاقا من توجه هؤلاء المهادنين "لتأجيل" الشعارات الأكثر جذرية في مواجهة واقع غير مواتي , تراهم يدينون هم أيضا كل محاولة للتعبير الحر عن الإنسان خارج السائد , الذكوري , الأبوي , يرفضون مواجهة الخرافة الغيبية بحرية الفكر , يرفضون مواجهة الأخلاق الذكورية السائدة بحرية المرأة و الرجل في الحب و الجنس , يرفضون تحرير العقل أو الجسد , الفكر أو الرغبة .. مع ذلك صحيح تماما أن مواجهة هستيريا جماعية كملاحقة الساحرات المسؤولة عن إحراق و تعذيب عشرات أو مئات الألوف في أوربا و أمريكا في القرون 15 حتى 18 هي مهمة صعبة جدا , بل مميتة غالبا .. رغم أن عدم مواجهتها لا يعني أيضا النجاة من خطرها بالضرورة , عادة تستهدف هذه الهستيريا الأبرياء , أو لنكون أكثر دقة : غير المتمردين أو غير الخارجين على السائد .. بالمناسبة هناك حالة مماثلة لهستيريا جماعية قاتلة هي هستيريا ملاحقة "عملاء المخابرات و الإمبريالية" الأجنبية التي اجتاحت روسيا الستالينية في أواسط الثلاثينات على التوازي مع مهزلة محاكمات موسكو المشهورة , يمكن أن نذكر هنا أن فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي بتهمة ردته عن الإسلام تزامنت مع هولوكوست مصغر قام به نظام الخميني ضد كل الإيرانيين اليساريين المعارضين له , و هناك أيضا الهستيريا التي رافقت حملات المكارثية ضد المثقفين الثوريين و التقدميين الأمريكيين و هستيريا معاداة الشيوعية و اليهود في ألمانيا النازية التي خلفت ملايين الضحايا في غرف الغاز و معسكرات القتل الجماعي , إن حالات الهستيريا الجماعية المنفلتة هذه خطرة جدا بالفعل , هل يبرر هذا عدم مواجهتها , هذا ليس سؤالا سهلا , رغم أن عدم مواجهتها لا يعني التسريع بتجاوزها أو يخفف من نتائجها الكارثية , رغم أن مواجهتها مهما كانت جريئة قد لا تنتهي أيضا بهزيمتها , في الواقع لم تؤد المواجهة الجريئة لتلك الحالات التاريخية إلى إسقاطها : سقط النظام الستاليني في روسيا فقط تحت ضربات تناقضاته الداخلية التي كانت أهمها بالتأكيد التناقض بين البيروقراطية الحاكمة و من تضطهدهم لكن مقاومته الجماهيرية كانت قد انهارت منذ وقت طويل و بالتالي لم يسقط نتيجة ثورة عارمة بل نتيجة أفعال مقاومة مؤقتة و غير منظمة لكنها تمكنت إلى جانب عوامل أخرى من إسقاطه أخيرا بعد 70 عاما , أما النظام الهتلري فسقط نتيجة هزيمته أمام قوى خارجية بينما كان يستعد لألف عام من الرايخ الثالث , أما نظام ملالي طهران فما زال قائما .. إنه الطوفان , من التافه في الحياة أن يزعم أحد رؤية المستقبل لكن محاولة استشرافه تبقى مع ذلك مفتوحة , لذلك قد يمكن القول أنه إذا لم ينتصر طوفان الثورة الاجتماعية على عوامل صعود شمولية فاشية جديدة فإن طوفان هذه الشمولية قادم ..
عن هستيريا ملاحقة الساحرات يمكن مراجعة
http://www.positiveatheism.org/hist/ellerbe1.htm
http://en.wikipedia.org/wiki/Witchcraft_persecution



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله غير موجود في حلفايا
- اليونان : الشرطة تهاجم فيلا أمالياس
- في نقد الديمقراطية التمثيلية أو سقف الحرية عند الإسلاميين و ...
- حوار مع عبد الله اغونان , ما معنى أن أؤمن بنفسي
- هل أنا مؤمن ؟ أو بماذا أنا مؤمن ؟
- محاولة طبقية لفهم احتمالات تطور الثورة السورية
- حكاية سورية أو حكاية كل زمان و مكان
- دلالات المواجهة العنيفة أمام قصر لاتحادية
- حوار ودي مع الرفيق علي الأسدي , أو لماذا تحيا الكومونة
- مصر : نحو اللجان و المجالس الشعبية , نحو بناء البديل التحرري ...
- ما بعد صواريخ غزة ؟
- عن ائتلاف المعارضة السورية الجديد
- تأملات بعد العودة من سوريا المحررة
- الإخوان , البلاشفة و الربيع العربي
- يسقط الطغيان , تسقط الطائفية , يحيا الإنسان , تحيا الحرية
- السلبي و الإيجابي في الحديث عن الطائفية
- لماذا العودة إلى سوريا في 10 آب ؟
- مجزرة الحول و القبير : انفلات جنون الديكتاتور
- معلومات عن منظمة العمال الصناعيين في العالم
- عن جنون الحرب الطائفية عند السادة


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مازن كم الماز - مطاردة الساحرات مرة أخرى , عن احتمالات صعود هستيريا جماعية جديدة