أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - السلبي و الإيجابي في الحديث عن الطائفية














المزيد.....

السلبي و الإيجابي في الحديث عن الطائفية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 08:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إذا استثنينا "زعماء الطوائف" و رجال الدين الذين يتصرفون كزعماء لطوائفهم , بالنسبة لبقية "السياسيين" و "المثقفين" فإن المبرر الأساسي لحديثهم اليوم بشكل إيجابي عن الطائفية هو شعبوية و انتشار هذه المشاعر الطائفية .. إن أي سياسي أو مثقف منشغل بالسياسة لا يفكر إلا بمنطق الدولة – السلطة , حتى لو كان في المعارضة .. و وفقا لهذا المنطق يقال أن الدولة تنظر بشكل سلبي جدا لكل تشكيلة أخرى على هذه الدرجة العالية من التماسك بحيث تهدد تماسك الدولة نفسها و توجه ولاء جزء مهم من "مواطنيها" نحو سلطة أخرى غير سلطة الدولة التي تعتبر نفسها السلطة الجامعة .. لكن مع ذلك يجب ألا تخدعنا الخطابات الإعلامية , لدينا النظام السوري الذي يعلن نفسه نظاما "علمانيا" بينما يمارس طائفية قذرة تصل إلى مستوى التطهير الطائفي بارتكاب المجازر , لدينا أيضا صدام حسين الذي عاش كبطل "قومي" و مات كبطل لطائفته .. كما أنه يجب ألا ننخدع أيضا بالمضمون الديني للطائفية كهوية و انتماء و كموقف يدين الآخر , الحقيقة أن الطائفية كأية إيديولوجيا أخرى , ليست إلا أحد أساليب إنتاج السلطة .. عندما يستخدم الدين في السياسة فإنه يستخدم لإنتاج سلطة الدولة الثيوقراطية أو الدينية .. أما ما قد يختلف عليه السياسيون و المثقفون فهو الفوارق بين الدولة الثيوقراطية و الدولة القومية "الحديثة" .. قد يكون من المفاجئ هنا أن نذكر أن التيارات الأبرز في الحركة الصهيونية منذ تأسيسها حتى اليوم مثلا هي تيارات "علمانية" بل و "حداثية" و أن المتدينين اليهود كانوا إما معارضين لهذه الحركة أو كانوا طرفا هامشيا جدا فيها , إن الحركة الصهيونية ليست إلا حركة قومية برجوازية هدفت مثل أية حركة قومية لإقامة وطن قومي أو دولة قومية .. الحقيقة أن التنوير الذي يردده السياسيون و المثقفون الليبراليون لم يؤد فعلا إلى خلق دول كوزموبوليتية , متعددة القوميات و الأعراق و الأديان كما يفترضون .. إذا استثنينا بعض الفيدراليات متعددة القوميات , فقد بقيت الدولة الحديثة "دولة قومية" , و حتى بعد زوال عصر الاستعمار المباشر الذي اشترط موقفا عنصريا وقحا من الشعوب المستعمرة , فقد استمرت العنصرية فيها بأشكال مختلفة حتى في أكثرها "ديمقراطية" .. رغم أن التمييز بين البيض و السود قد ألغي قانونيا في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي لكن الفروق في الأجور و معدلات البطالة و التعليم و حتى معدل الجريمة بين البيض و السود ما تزال هائلة و هي أكبر بكثير حتى بين العمال البيض و بين العمال المهاجرين .. إن كل دولة قومية تثبت في دستورها أو في الممارسة الهوية القومية , و الدينية أحيانا , لغالبية "مواطنيها" , فإنها بذلك تحدد درجات المواطنة المختلفة "لمواطنيها" .. هذا لا يعني أن كل حاملي تلك الهوية القومية أو الدينية هم الحاكمون الفعليون لهذه الدولة , إن درجات المواطنة المختلفة هنا تعني في الحقيقة تفاوت بين "حقوق" المحكومين أنفسهم , و هذه بالضبط وظيفة الهوية الدينية أو القومية أو الطائفية للدولة , أي خلق رابطة بين المحكومين , بين غالبيتهم أو بعضهم على الأقل , و بين من يحكمهم , من خلال "امتيازات" جزئية يحصل عليها حملة هذه الهوية مقابل تركز الامتيازات الفعلية الأضخم على مستوى الدولة في أيدي الحكام الفعليين .. لا تعني الفروق الكبيرة بين مستوى حياة العمال البيض و السود في أمريكا أنها دولة للعمال البيض بل للرأسمالية البيضاء .. صحيح أن هناك "توتر" ما بين الانتماء ( أو الخضوع ) للدولة و بين الانتماء لأحد قومياتها أو طوائفها , ليس فقط من أفراد الطوائف أو القوميات المضطهدة التي لا تنتمي "لهوية" الدولة الرسمية أو غير الرسمية ( النظام السوري مثلا يوصف بأنه نظام علوي بينما كان نظام صدام يوصف بأنه نظام سني رغم أن كليهما كان يعلن أنه نظام "قومي علماني" ) , بل أيضا من خطورة أن يظهر "رأس" آخر للمجموعة القومية أو الدينية أو الطائفية ينافس رأس الدولة , عادة على أساس مواقف و سياسات أكثر تطرفا أو أكثر تصلبا من "الآخر" أو على أساس "تطبيق" "أكثر حرفية" للنصوص الدينية أو على أساس "انتماء" أكثر وطنية أو قومية "للأمة" أو "للشعب" .. هناك دوما حاجة لإبقاء إيديولوجيا السلطة , المعلنة أو الفعلية , تحت "السيطرة", و إلا فإنها قد تؤدي إلى انفجار السلطة نفسها , غالبا عن طريق استخدامها كوسيلة للتعبير عن احتجاج شعبي ضد السلطة نفسها أو للتعبير عن نخبة منافسة .. عندما استخدم ماو و أنصاره في قيادة الحزب , بمن فيهم زوجته , غضب القواعد و الجماهير من سلطة البيروقراطية ضد خصومه فيما عرف بالثورة الثقافية , اضطر هو شخصيا بعد وقت قصير لأن يوقف تلك "الثورة" , لأن مثل هذه الثورة , مع الفوضى التي أحدثتها , كانت تهدد بالإطاحة بالبيروقراطية الحاكمة ككل و ليس مجرد الإطاحة بخصومه فيها .. في السعودية أيضا , و لدرجة أقل في دول الخليج الأخرى , أصبحت السلفية , الإيديولوجية الرسمية للسلطة , هي نفسها وسيلة التعبير الأبرز عن المعارضة المتزايدة للنظام .. الحقيقة أن السياسيين الحكام منهم أو المعارضين قد يجدون دائما شيئا إيجابيا في الطائفية , خاصة إذا كان من الممكن أن يستثمروها لصالحهم , المشكلة هنا كما في كل إيديولوجيا سائدة , في من تستخدم كل هذه الإيديولوجيات كمبرر لإخضاعهم , لتقسيمهم , لإضعافهم , لمحاولة تأبيد وضعيتهم كتابعين , أو كعبيد .. بالنسبة لهؤلاء لا يوجد أي شيء إيجابي في أي فكر أو عقيدة , أيا تكن , تبرر استعبادهم .. كما أنه ليس للاستبداد و الاستغلال وطن أو دين , ليس للحرية وطن أو دين



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا العودة إلى سوريا في 10 آب ؟
- مجزرة الحول و القبير : انفلات جنون الديكتاتور
- معلومات عن منظمة العمال الصناعيين في العالم
- عن جنون الحرب الطائفية عند السادة
- الحب و الجنس كدافع للمقاومة و التمرد
- من نقد الفوضوية إلى تبرير الليبرالية : سجال مع وسام سعادة
- عندما يتصرف الجنود كبشر و ليس كآلات للقتل
- تكتيكات اليسار و الثورات العربية
- تعليق على مقال خالد عودة على الإخوان أون لاين : إنهم يكذبون ...
- إلى الرفاق الاشتراكيين الثوريين في مصر : ملاحظة سريعة على مش ...
- أخطاء فؤاد النمري التاريخية
- حان الوقت لكي نقول ما نرى
- عندما اتفق ابن رشد و الغزالي
- مصير الربيع العربي قد يتقرر في إيران أو السعودية
- إلى الصديق محمد عبد القادر الفار
- دفاعا عن القرامطة و المجوس , و عن الثورة السورية
- الحزب و الطبقة للشيوعي المجالسي الهولندي أنطون بانيكوك 1936
- النضال في سبيل الإدارة الذاتية : رسالة مفتوحة إلى الاشتراكيي ...
- أفكار عن الإله لمارك توين
- أي نوع من الديمقراطية يحتاجها العالم العربي ؟ للرفيق الأنارك ...


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - السلبي و الإيجابي في الحديث عن الطائفية