أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - حان الوقت لكي نقول ما نرى















المزيد.....

حان الوقت لكي نقول ما نرى


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 08:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أعتقد أنه قد فات الوقت على محاولات رش السكر على الطعم المر للواقع , على تغطية الجرح بينما يكاد صراخ ألمه يمزق آذاننا بالفعل , أعتقد أنه قد حان وقت أن نعترف بعمق الجرح الذي خلفه الاستبداد , المحلي و الإقليمي و الدولي , الحاضر الأسدي و السابق منذ ما قبل أيام الحجاج و يزيد , داخل مجتمعنا , داخلنا , و داخل الناس الفقراء , بحيث أنه يدمر ليس فقط حاضرنا , بل و إلى حد كبير , مستقبل أطفالنا أيضا , هذه صيغة اعترافي الشخصي , أو "..." أميات هذا الزمان , كما عبر عنها نجيب سرور , عن مأزق أو أزمة الثورة السورية , عن أزمة أكبر إنجاز بدا قريبا ذات لحظة : أعني حرية الفقراء السوريين
- إن العرعور هو المكافئ السني لبشار الأسد العلوي , إن العرعور سني فقط بنفس درجة علوية بشار الأسد
- لقد نجحت عملية تأسيد – عرعرة مجتمعنا إلى حد كبير , يجب أن نعترف أننا نحن , الحالمون بالحرية و معنا كل الفقراء , أصبحنا اليوم محاصرين , عالقين بين هذين العدوين المتشابهين لدرجة التطابق , بين جنونهما و استهتارهما بنا و كرههم العميق لنا كبشر و كفقراء و لحريتنا ,
- كما أن هوس بشار الأسد بالسلطة الذي يأخذ الشكل الطائفي أنتج شبيحة علويين فإن عرعرة الثورة السورية و تطييفها و عسكرتها الناجحة نسبيا قد أنتجت أيضا بالضرورة شبيحتها السنة , و إن كان يصعب مساواة كل الجيش الحر بهذا النمط من القتلة قساة القلوب , لكن كما قال أمل دنقل , إن جنس العسكر جنس مشوه حتى النخاع , مهووس بالسلطة و بالقتل حتى النخاع , جنس يجب العمل على إلغائه من الوجود بمحاولة إعادته إلى حياة طبيعية إنسانية , بتحريره من سلاحه لا إعادة إنتاجه مرة أخرى
- لقد صدمنا الفقراء السوريين فعلا , مرة عندما ثاروا و مرة عندما أضاعوا ثورتهم ( أو على وشك إضاعتها لنترك مجالا لشيء من التفاؤل ) , صدمنا الفقراء العلويين و هم ينفذون أوامر الديكتاتور بالقتل الجماعي , بالاغتصاب و الذبح الهستيري على الهوية الطائفية دفاعا عن نظام استبدادي استغلالي كنظام الأسد و عندما خروا يسجدون لديكتاتور تافه كبشار الأسد , و صدمنا الفقراء السنة بأن قبلوا أن يسجدوا لإله العرعور الذي يتفرج على مذبحتهم منذ 14 شهرا , ثم أن يقتلوا باسم إله العرعور بنفس طريقة شبيحة النظام , صدمنا الفقراء و هم يذبحون بعضهم بعضا لصالح قوى تستهتر بهم , تريدهم إما موتى أو عبيدا , و هم يذبحون بهذا أيضا حلمنا , و الذي يفترض أن يكون أيضا حلمهم , فرصتهم النادرة جدا , بالحرية لهم و لأطفالهم , حلمنا بالعدالة و المساواة , بعالم و سوريا جديدة
- لا أعتقد أنه يمكن اليوم تجميل الواقع فقط بنسبة كل الشرور للنظام , صحيح أن النظام يستحق نصيب "الأسد" من هذه الشرور و الأهوال , لكن القسم الذي يرتكب باسم طائفية معادية للنظام من الشرور يكفي لرفض محاولة تزويق هذه الشرور بهذه الطريقة , إن تزويق القتل , الذبح , بما في ذلك ذبح الأطفال , ليس فقط خيانة , إنها مشاركة أيضا في المذبحة , في القتل , في قتل الفقراء لبعضهم البعض , صحيح أننا أمام ضحية لكننا أمام ضحية على وشك أن تتحول أو تمسخ هي ذاتها إلى قاتل , إلى شبيح , لا تنسوا أن الشبيح هو أيضا ضحية لظروفه , لفقره , لغبائه , و لضعفه أيضا , هناك فرق هائل بين العدالة و الانتقام , ليس فقط على المستوى القيمي , بل أيضا على مستوى النتيجة , العدالة تنتج مجتمعا من دون قتل أو اضطهاد , من دون جلادين و شبيحة , الانتقام ينتج في أفضل الأحوال نسخة , جديدة , مختلفة طائفيا فقط من الجلادين و الشبيحة , و من سادتهم بالضرورة , عندما استخدم القذافي أهل تاغوراء ذوي البشرة السمراء ضد جارتها مصراتة و دفع لهم ليقتلوا و يغتصبوا و يسرقوا أهلها , انتهت اللعبة بأن قام أبطال مصراتة بتدمير تاغوراء و تهجير كل سكانها و ملاحقتهم في كل شبر من ليبيا , تعذيبهم و قتلهم و اغتصاب نسائهم , إننا أمام حلقة مفرغة من الانتقام و الانتقام القادم , عندما تصبح الضحية جلادا فتنتج ضحية جديدة تتحول إلى جلاد .......
- الجميع يبدو أنه يستثمر و يحاول الربح من تطييف الصراع بين الديكتاتورية و الجماهير المفقرة و المهمشة , ليس فقط النظام الذي يجد في استخدام الفقراء العلويين كقتلة ملجأه الأخير , المعارضة أيضا , بشقيها الإسلامي و الليبرالي , تريد أيضا أن تلعب نفس لعبة النظام , إنها تريد أن تظهر , خاصة أمام الغرب الذي يبدو لها أقرب الطرق إلى السلطة في سوريا الغد , على أنها "صمام أمان" لحشد منفلت طائفيا تعمل هي على تأجيج غرائزه الطائفية , و أنها قادرة أيضا , كما اعتاد النظام على القول , على السيطرة على القوى الأكثر تطرفا , و في نفس الوقت أن تبدو و كأنها تلعب دورا مناسبا , كيلا نستخدم كلمة جارحة , للمصالح السعودية ( و ربما التركية و حتى الغربية ) في سوريا , تتبادل السعودية و إيران المواقع في سوريا و البحرين , يستخدمان التطييف تارة ضد النظام القائم و تارة دفاعا عن النظام القائم , لكن بكل تأكيد ليس بغرض تحرير الشعبين السوري أو البحريني , بل بقصد التلاعب بدماء أبنائهما و مصيرهما لتحقيق نقاط هامة في صراعهما ضد بعضهما البعض
- الطائفية الشرقية هي المكافئ الشرقي للعنصرية الغربية , الشكل اللاعقلاني لتبرير الأزمات التي يعيشها الفقراء , و لتقسيمهم و لإبقائهم عبيدا لمن يستغلهم و حتى لاستخدامهم كقتلة مأجورين لمن يستغلهم ضد فقراء مثلهم "مختلفين" عنهم
- في سوريا اليوم ما هو أقل من حرب طائفية لكن فقط لأن حلب و دمشق لم تنضما بعد للمجزرة ,
- كنت أعتقد في بداية الثورة أن ضعف و انتهازية اليسار السوري قد لعبت دورا حاسما في كل الظواهر السلبية في الثورة السورية , لكني أعتقد اليوم أن اليسار لا يمكن أن يلعب دورا حقيقيا في فعل عفوي كالثورة , صنع العمال و الجنود و الفلاحون الروس ثورتهم ثم قفز عليها البلاشفة فقط ليمسخوها ديكتاتورية شمولية ستالينية , و كانت مبادرتهم بتنظيم أنفسهم سابقة على أي تنظير يساري و جرت بشكل عفوي كامل أحيانا على الضد من نصائح القوى اليسارية , و كنت أعتقد أن هذه الظواهر السلبية هي نتيجة مباشرة لطبيعة و بنية و سياسات النظام , لكني أعتقد أن الأحداث قد أثبتت لنا إلى حد كبير أن سلبيات الثورة السورية ليست فقط تعبيرا عن طبيعة النظام الهمجي و الدموي بل هي إلى حد كبير تعبير عن السلبيات الكامنة سواء في المعارضة أو حتى في المجتمع خاصة في الطبقات الأكثر إفقارا و تهميشا , إن التطور الشخصي لشخص مهمش لم يكن طائفيا أو مهووسا بتكفير الآخر قبل الثورة كالساروت هو نموذج هذه الثورة الفعلي , إنه نموذج لصعودها و بداية انحطاطها
- هناك اليوم أيضا يسار عرعوي – أسدي طائفي , يشارك في حالة التجييش الطائفي و الترويج لمسخ الثورة إلى صراع طائفي لكن بنجاح أقل من النسخة العرعورية – الأسدية الأصل , ربما لأنه يفتقد لفضائية مثل الدنيا أو وصال , ربما لأن السنة منهم مثلا يفتقدون لحية العرعور أو شاربه المحلوق على الطريقة السلفية أو غترته السعودية , أو لأن العلويين منهم لا يمارسون السجود للاسد أو ذبح الفقراء السنة , يسار أصبح ملالي حزب الله أو موظفو آل سعود أو صحفيوهم هم من ينظر لهم ما تعنيه السياسة , الوطنية أو الثورة اليوم , يجب ان أعترف أني اجد صعوبة الآن في المفاضلة أيهما أكثر سوءا : هذا النوع من اليسار أم اليسار الانتهازي الواقف إلى جانب الديكتاتور , أتحرج عن ذكر الاسماء التي أقصدها , من المناضلين الكبار , فقط كيلا أفاقم خيبة الأمل لا حبا في هؤلاء المناضلين
- الحرية , تبقى هذه اللعينة أجمل الجميلات , تبقى حلما جميلا يريد الكل تقريبا أن يغتاله أو أن يحوله كابوسا , إذا كانت الحرية كابوس الديكتاتور بالفعل , فإنها بالنسبة لأفضل شخوص "المعارضة" لا تعني إلا كرسي السلطة , قد يبدو في نهاية المطاف صحيح تماما ما قاله الثوار الفرنسيون و فعلوه قبل أكثر من مائتي سنة عندما رفعوا و مارسوا شعار : سنشنق آخر ملك بأمعاء آخر كاهن , نحن سنواصل الدفاع عن حلمنا حتى النهاية , و عن ما نفترض أنه حلم الفقراء و كل المضطهدين على هذه الأرض و في وطننا , لكن قد يكون على جيل قادم من الفقراء و المضطهدين أن يفعلها مرة أخرى , في تلك المرة سيكون عليه ألا يقتل بعضه بعضا , ألا يذبح أطفال جاره الفقير من الطائفة الأخرى أو يغتصب ابنته , بل أن يفعل مثل ثوار باريس , أي أن يشنق آخر أسد بأمعاء آخر عرعور

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما اتفق ابن رشد و الغزالي
- مصير الربيع العربي قد يتقرر في إيران أو السعودية
- إلى الصديق محمد عبد القادر الفار
- دفاعا عن القرامطة و المجوس , و عن الثورة السورية
- الحزب و الطبقة للشيوعي المجالسي الهولندي أنطون بانيكوك 1936
- النضال في سبيل الإدارة الذاتية : رسالة مفتوحة إلى الاشتراكيي ...
- أفكار عن الإله لمارك توين
- أي نوع من الديمقراطية يحتاجها العالم العربي ؟ للرفيق الأنارك ...
- الدين - الإيديولوجيا - السلطة
- الإيمو ظاهرة احتجاجية
- مستشفيان يونانيان تحت سيطرة العمال
- مجموعة أناركية ( لا سلطوية ) لا طليعة لينينية للأناركي الأمر ...
- عام على الثورة السورية
- أبنية المدراس الجديدة يتعذر تفريقها عن السجون الجديدة أو الم ...
- ألبرت ملتز , من كتاب الحجج ضد الأناركية و معها
- لن نستسلم , الموت للديكتاتور
- من الموسوعة الأناركية لسيباستيان فاور : الهرطقة
- مجرد رأي في 25 يناير
- الثورة السورية - العسكرة , العنف الطائفي , الأقليات , و تضام ...
- رفيق حسني , كلامك صحيح , لكن


المزيد.....




- الشيوعي العراقي يدين العدوان الامريكي ويدعو إلى وقف الحرب ال ...
- تحميل كتاب شابور حقيقات: إيران من الشاه إلى آيات الله، حول ا ...
- أممية رابعة : اختتام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمدرسة الإقل ...
- في مواجهة الحرب بين إيران وإسرائيل، ثمة طريق ثالث ممكن!
- لجنة من أجل حياة النساء وحريتهن: لا للحرب . لا لهجوم إسرائيل ...
- -ليس للرئيس الحق!-.. شاهد رد فعل بيرني ساندرز عند علمه بالضر ...
- م.م.ن.ص// دروس الحرب: اختراق الجدران
- قناة السويس ليست ممراً للعدوان.. أوقفوا مرور سفن أمريكا وإسر ...
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الضربة الجوية الأمريك ...
- Israel’s war on Iran and the region must stop.


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - حان الوقت لكي نقول ما نرى