أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مازن كم الماز - أخلاق -حرة- ؟ -حب حر- ؟














المزيد.....

أخلاق -حرة- ؟ -حب حر- ؟


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 13:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مهما بدت الحرية جميلة , مثيرة , أو مرغوبة , فإن إضافتها إلى أي من الأخلاق , الحب أو الأسرة , أي إلى الجنس في نهاية المطاف , من أكثر الأشياء استفزازا بالنسبة لغالبية البشر , و أحد أخطر التهم جدية التي تستفز استنكار غالبية السامعين .. وطن حر ؟ يبدو وقع الكلمات أكثر من رائع , بل و حماسي , أو ملحمي .. فرد حر ؟ لا بأس بذلك عند بعض البشر لبعض الوقت .. لكن المشكلة تبدأ عندما سيدور الحديث عن المرأة : لا توجد كلمة تستفز معظم الرجال , و حتى النساء , من وصف امرأة ما بأنها حرة .. لسبب ما تبدو بعض الكائنات , بعض العبيد , غير جديرين بالحرية أبدا .. تبقى الممارسة الجنسية الأشيع في الحالة العادية هي العادة السرية , طبعا لكثرة المحظورات و المحرمات التي تحاصر إشباع الرغبة في العالم المعاصر عند الغالبية العظمى من البشر : العادة السرية هي النتيجة الضرورية و المنطقية للجوع الجسدي السائد في مجتمعاتنا , الناتج عن إدانة المتعة و ربطها بمشاعر و عقد الذنب من جهة و عن سوء توزيع المتعة بين البشر من جهة أخرى .. يليها في الشيوع الجنس الروتيني الممل , الذي يمارس غالبا بهدف التكاثر فقط , هذا الجنس الذي يحاول تقنين الشبق و الرغبة لأدنى درجة ممكنة في فعل شبق بالفطرة كالجنس , هذا هو "الجنس" الذي تمتدحه الأخلاق السائدة و تحاول تعميمه أو فرضه على الجميع .. يضاف إلى ذلك التحرش الجنسي الجماعي أو الفردي , حالة انفلات الغرائز من أعماق و غياهب كبتها بشكلها الفظ .. قد يعني هذا الكلام أن الإنسان البدائي الأول الذي لم يعرف عمليا تلك التابوهات كان يمارس الجنس على نحو أفضل منا , كان أكثر حرية منا على الرغم من بدائيته , أو ربما بسببها .. هذا أيضا ما قاله فرويد عندما اعتبر أن ثمن الحضارة كان قمع الغريزة الجنسية عند البشر , قمع تلك الغريزة أدى من جهة إلى تساميها ( المزعوم ) إلى أديان و أخلاق و أفكار الخ , لكنه أيضا أنتج القلق الناتج عن عدم إشباعها بشكل حقيقي .. رد عليه هربرت ماركوز بأن المشكلة ليست في الحضارة ذاتها , بل في هذه الحضارة بالذات .. تقوم المجتمعات السلطوية الأبوية الحالية على مركزية تقسيم البشر إلى سادة و أتباع ( إن لم يكن عبيد ) .. لكن الحب ( و الفعل الجنسي بشكله الشبق , الغريزي أو الفطري ) لا يمكن أن يكون علاقة بين سيد و عبد .. في الحب أو الجنس , بشكله الطبيعي , يتبادل الحبيبان موقع السيد و العبد , أو يكون كلا منهما عبدا للآخر .. إننا إذن عندما نتحدث عن حرية الإنسان , فإن حرية جسده ليست موضوعا زائدا أو ثانويا , إنه لا يقل أبدا , و حتى لا ينفصل عن تحرير روحه .. يمكن قياس درجة حرية البشر في مجتمع ما بمعايير عدة , إن صح أن الحرية هي حالة قابلة للقياس الكمي , أحد تلك المعايير الممكنة , و ربما أحد أهمها , هو درجة الجوع الجسدي عند أفراد ذلك المجتمع , أي درجة شيوع العادة السرية كوسيلة لتلبية الرغبة , كتعبير عن ذلك الجوع الجسدي .. لذلك تذكر في المرة القادمة التي تحاول فيها أن تحاكم الآخرين وفقا لوصفتك الأخلاقية الخاصة , تذكر أن تلك الوصفة هي ما تختاره أنت لحياتك , لا للآخرين , تذكر أن تحاكم أفعالك أنت وفقا لتلك الأخلاق التي تؤمن بها أو تزعم أنك تؤمن بها , أن هذا هو تعريف حريتك أنت , كما أنه أيضا تعريف حرية الآخرين .. هذا لا يعني أنه لا يفترض أن يوجد قاسم مشترك بينك و بين الآخرين , ناظم للوجود الإنساني , لكل تفاعل أو تماس بينك و بينهم , و أن هذا "السائد" يجب أن يكون أخلاقيا و إنسانيا أيضا , لكن في مجتمع حر فإن هذا يعني ألا يقمعك أحد , ألا يسرقك أحد , ألا يستعبدك أحد , أي أن تكون سيد نفسك , تماما مثل كل الآخرين .. تذكر أن هذا يعني أن أجساد الآخرين هي ملك لهم , تماما كما أن جسدك ملك لك وحدك .. تذكر أنه عندما يتمتع البعض فقط بالحرية , لدرجة فرض آرائهم على الآخرين , أن يكونوا سادة عليهم , أن هذا بالتحديد هو غير الإنساني و غير الأخلاقي , لا العكس



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصاص أو الفوضى
- تجربة شخصية مع الله و الرغبة
- الصعاليك , الثوار العرب الأوائل
- نحو دادائية عربية
- ذكريات إدلبية
- فلسفة التمرد الكامنة وراء تكتيكات البلاك بلوك
- أبو فرات , أبو حاتم , زاباتا الثورة السورية
- تحية للحوار المتمدن
- نحو جيل جديد من الغاضبين
- سيد قطب في الجنة
- حشيش سوري
- الثورة السورية , ابن تيمية , و الحرية
- كلمات عن الله
- مطاردة الساحرات مرة أخرى , عن احتمالات صعود هستيريا جماعية ج ...
- الله غير موجود في حلفايا
- اليونان : الشرطة تهاجم فيلا أمالياس
- في نقد الديمقراطية التمثيلية أو سقف الحرية عند الإسلاميين و ...
- حوار مع عبد الله اغونان , ما معنى أن أؤمن بنفسي
- هل أنا مؤمن ؟ أو بماذا أنا مؤمن ؟
- محاولة طبقية لفهم احتمالات تطور الثورة السورية


المزيد.....




- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مازن كم الماز - أخلاق -حرة- ؟ -حب حر- ؟