أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - نحو جيل جديد من الغاضبين














المزيد.....

نحو جيل جديد من الغاضبين


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقترب الإسلام السياسي من خريفه , يتحول بسرعة من ظاهرة غضب و احتجاج شعبي على السلطة إلى أداة لإنتاج سلطة استبدادية أو حتى شمولية .. لعقود , منذ الستينيات على الأقل , أعطى جزء من الفكر السياسي الإسلامي , المشتق أساسا من فكر و فقه الخوارج الثوري , أعطى الغضب الشعبي و الشبابي القدرة ليعبر و يعلن عن نفسه في مواجهة الواقع و السلطة , و في مواجهة الفكر التبريري للاستبداد الحاكم .. لكن يتضح الآن أكثر فأكثر أن الإسلام السياسي , المنظم , المؤسساتي و هو يقترب من السلطة اليوم , و ككل الأفكار السلطوية , غير مهتم و غير قادر على تغيير الواقع , إنه يكتفي فقط بتغيير السلطة , بإعادة إنتاجها لكن بمبررات جديدة , بكل تفاصيل الخضوع و السمع و الطاعة , أي بكل تفاصيل القمع و الاستلاب السابقة إن لم يكن بدرجة أعلى من التماسك و الشمولية و الجهنمية .. إنه غروب جيل الغضب الإسلامي , الذي سرعان ما سيصبح هو نفسه محل غضب المهمشين و المقموعين ما أن يباشر دور السيد الجديد .. قبل ذلك بوقت طويل كانت السلطة , الطبقة الحاكمة و المالكة , قد دجنت اليسار , العلمانية , الحداثة , التي تحولت إلى معازل نخبوية لا أكثر , تغير باستمرار و بهمة مموليها , التيارات الرئيسية فيها على الأقل .. صحيح أن النت و الفيس سمحا بظهور معازل ثورية يسارية و علمانية جذرية خارج وسائل إعلام أنظمة الاستبداد أو البترودولار أو المنظمات غير الحكومية لكنها بقيت هامشية جدا فيما يتعلق بصياغة الوعي العام أو بالتدخل في صيرورة الأحداث .. الحقيقة أن مقاومة المقموعين و المهمشين لم و لن تتوقف أبدا , إنها تستمر دائما لكن بأشكال متعددة و مختلفة , ليس أقلها الأفعال المضادة للقانون لقانون السلطة القائمة و المصمم خصيصا للدفاع عن امتيازات الطبقة الحاكمة و المالكة , و تخريب مؤسسات تلك السلطة أو إعاقة نشاطها , و العنف الموجه لأجهزة عنف السلطة , الخ .. عادة تشعر النخب بالازدراء تجاه هذا النوع من المقاومة و تدينه على أنه تافه غير أخلاقي , بينما تمتدح أشكال مقاومتها هي .. في سوريا مثلا , لا شك أن النخبة قد قاومت استبداد الأسد , و دفعت ثمنا باهظا لقاء هذا , آلاف السوريين قضوا عشرات السنين من حياتهم في سجون الأسد عدا من ماتوا تحت التعذيب , لكن بانقطاع هذه المقاومة أو احتوائها لم تتوقف مقاومة السوريين لاستبداد الأسد , لقد استمرت بشكلها الآخر , الأكثر صمتا , الأكثر يومية و ارتباطا بالشارع , في كل زاوية , حيث أمكن للسوريين أن يبارزوا أجهزة قمع النظام و يناوشوها و يهزموها أحيانا .. و فقط عندما أصبحت مقاومة المهمشين جماعية إلى حد ما اندلعت الثورة التي هزت النظام من أعمق جذوره .. لذلك عندما حمل المهمشون السوريون السلاح لم تفهم النخبة بسهولة هذا التحول , و حرصت باستمرار على أن يخضع لضوابطها , الفكرية و الإيديولوجية و الأخلاقية .. لا تعرف النخبة المثقفة و السياسية , بما في ذلك المعارضة , كثيرا عن حياة العالم السفلي , حيث العنف جزء من الثقافة اليومية الضرورية , أحد أنماط السلوك اليومي الشائعة , جزء من صراع البقاء الدائر هناك .. كان هذا العنف معزولا عن الطبقات الأخرى بطبقة كتيمة هي أجهزة القمع التابعة للنظام , و مع تفكك هذه الطبقة الكتيمة فوجئ الجميع بالعنف المنفلت القادم من أسفل المجتمع .. و رغم المحاولات المتعددة لتلاوة الوصايا العشرة التي تحترمها الطبقات الأعلى في أي مجتمع : خاصة حرمة الملكية الخاصة و سفك الدم بغير شرع الله أو قوانين الطبقة الحاكمة التي تساوى بالصالح العام , اكتشف الجميع , مرة أخرى , أن أفضل طريقة لتدجين هذا العنف السفلي و السيطرة عليه هو شراءه بالمال , و هي أسوأ طريقة ممكنة من حيث تأثيرها و نتائجها على المجتمع و أفضلها في نفس الوقت من موقع الطبقات السائدة , كما أن شعار الدولة المدنية الذي تتبناه أكثرية المعارضة السورية و الطبقتين العليا و الوسطى يتضمن فيما يتضمن إعادة بناء ذلك الحاجز الكتيم بين العالم الأسفل في المجتمع و قمته , إعادة إنتاج أجهزة القمع التابعة للسلطة المركزية , بهدف إعادة قوننة عنف العالم السفلي و تقنينه و عزله و محاصرته من جديد .. لا يشكو الواقع العربي اليوم في مصر و سوريا و غيرها , و لا في الغد بكل تأكيد , من نقص في أسباب الغضب , الشعبي , بين المقموعين , و المهمشين , لكننا اليوم بلا شك أمام جيل جديد من الغاضبين , السؤال هو هل نجد إرهاصاته في أنماط التنظيم الشبابي المستقل عن النخب كالألتراس مثلا أو في حركات مقاومة العشوائيات العنيفة عند اللزوم في وجه تغول رأس المال أو مؤسسات الدولة , أم أن لاهوت تحرير جديد سيبزغ فجره من قلب مؤسسات القمع التي تحاول استعادة دورها في حماية النظام القائم , الجديد , أم فكر يساري أو علماني "متطرف" أو جذري لدرجة لا تعرف المهادنة مع كل عوامل استلاب و تهميش الملايين , بينما تتجه النخب نحو إعادة إنتاج و تنظيم البنية الفوقية عبر أشكال و مؤسسات الديمقراطية التمثيلية لإعادة إنتاج خضوع الأغلبية لها و لدولتها بينما تزعم أنها بذلك تنتج آليات نفي استلاب و تهميش تلك الغالبية ؟ كيف ستقاوم الغالبية تلك الآليات , لا يمكن الزعم بمعرفة الجواب اليوم , الأكيد بغض النظر عن كل شيء هو أن تلك المقاومة ستستمر



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد قطب في الجنة
- حشيش سوري
- الثورة السورية , ابن تيمية , و الحرية
- كلمات عن الله
- مطاردة الساحرات مرة أخرى , عن احتمالات صعود هستيريا جماعية ج ...
- الله غير موجود في حلفايا
- اليونان : الشرطة تهاجم فيلا أمالياس
- في نقد الديمقراطية التمثيلية أو سقف الحرية عند الإسلاميين و ...
- حوار مع عبد الله اغونان , ما معنى أن أؤمن بنفسي
- هل أنا مؤمن ؟ أو بماذا أنا مؤمن ؟
- محاولة طبقية لفهم احتمالات تطور الثورة السورية
- حكاية سورية أو حكاية كل زمان و مكان
- دلالات المواجهة العنيفة أمام قصر لاتحادية
- حوار ودي مع الرفيق علي الأسدي , أو لماذا تحيا الكومونة
- مصر : نحو اللجان و المجالس الشعبية , نحو بناء البديل التحرري ...
- ما بعد صواريخ غزة ؟
- عن ائتلاف المعارضة السورية الجديد
- تأملات بعد العودة من سوريا المحررة
- الإخوان , البلاشفة و الربيع العربي
- يسقط الطغيان , تسقط الطائفية , يحيا الإنسان , تحيا الحرية


المزيد.....




- بيرنز يعود إلى القاهرة وواشنطن تأمل -جسر الفجوة- بين حماس وإ ...
- -الماموث-.. -أكبر مكنسة- لامتصاص الكربون في العالم تدخل حيز ...
- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - نحو جيل جديد من الغاضبين