أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن كم الماز - مي زيادة و جبران خليل جبران














المزيد.....

مي زيادة و جبران خليل جبران


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 07:19
المحور: سيرة ذاتية
    


في زمن الانترنيت , و اللهاث وراء لايك , صداقة , أو علاقة في الفضاء الافتراضي , يفترض أن تفقد قصة حب جبران و مي زيادة الكثير من ألقها أو غموضها , في عالم أصبح يعيش دون وجه , و يمارس الغموض أغلب وقته .. لكن قصة تلك الفتاة فلسطينية المولد و عشقها لذلك الرجل الغامض الذي كان يبعد عنها آلاف الأميال , بينما كانت محاطة بأشهر أدباء عصرها في صالونها القاهري , ما تزال تعبق بالأسرار .. تلك الفتاة التي ملكت قلب الرافعي و العقاد , و ذلك الأديب الشاعر "النبي" الذي عاش قصص حب جارفة مع ماري هاكسل و ميشلين , كيف أمكن لهما أن يمزقا آلاف الأميال ليعيشا ذلك "الحب" .. الحب الذي كاد يحرر مي أو يفجر أعماقها المضطربة , و الحب الذي صعق مي عندما فقدته , يومها وقف كل شيء ضدها , في نفس الوقت تقريبا ستفقد أيضا والدها و والدتها , و ستستسلم بعدها للأحزان , لدرجة الاكتئاب , و عدم الاكتراث , أو ما سماه أطباؤها و أقاربها بالجنون .. "أنت تسمي هذه "سلاسل ثقيلة حبكتها الأجيال" , و أنا أقول أنها "سلاسل ثقيلة" , نعم , و لكن حبكتها الطبيعة التي جعلت المرأة ما هي" , "لا يصح لكل امرأة لم تجد في الزواج السعادة التي حلمت بها أن تبحث عن صديق غير زوجها فلا بد أن تتقيد المرأة بواجبات الشراكة الزوجية تقيدا تاما حتى لو هي سلاسل ثقيلة" , هذا ما قالته مي لجبران في بداية علاقتهما , معلقة على روايته الأجنحة المتكسرة .. تكشف مي في رسائلها لجبران عن خوفها من أن تقطع نهائيا مع الشرق , مع شرقيتها , كما فعل جبران .. و في ترددها , و في تهربها الطويل من الاعتراف بعشقها لحبيبها , ثم في اعترافها الخجول , بقيت مي أسيرة قيودها , أسيرة تلك السلاسل , حتى و هي تبوح بحبها , و هي تغازل حبيبها , و هي تحاول أن تطمئن قلقها على صحته المتردية باستمرار .. تعزو غادة السمان سبب جنون مي , المفترض , إلى البرودة التي قوبلت بها كتاباتها , من معجبيها أنفسهم , من رواد صالونها الأدبي , من كبار أدباء عصرها .. صحيح أن أحد أصعب المواقف في الحياة و أكثرها قسوة هي ألا يفهمك الآخرون , أو ألا يكترثوا لما تقول , صحيح أيضا أن هؤلاء الذكوريون كانوا مولعين بجمالها و لم يروا فيها على الأغلب ما هو أبعد من ذلك , لم يقرؤوا في أدبها إلا جمالها كامرأة لا كأديبة أو كإنسانة ربما , و تفترض غادة السمان أن إنسانة ذكية و مرهفة الحس كمي أصابها هذا التجاهل بجروح لم يقدر لها أن تشفى منها .. هل كان جبران بالنسبة لها هو ذاك الرجل الوحيد الذي اعترف بها كأديبة , كحبيبة , كناقدة , كامرأة و كإنسانة في نفس الوقت , الذي شعرت معه بكل هذا , بأنها إنسانة و أنثى و أديبة في نفس الوقت , هل كان هذا هو مصدر سحره الذي لا يقاوم الذي استسلمت له بعد تردد طويل ؟ .. أم أنه الحنين إلى المجهول , إلى ما لا نعرف , ذلك الحنين المجنون الذي يجعل من أتفه الأشياء حلما سعيدا , الذي يمكنه أن يستغرقنا أو حتى يجرفنا بعيدا إلى عوالم سحرية لم نعرفها يوما ؟ لكن مي ستنهار نهائيا بعد أن تفقد الاثنين : والديها و حبيبها , و للسخرية سيكون أقرب أقربائها , و أحد أصدقائها المعدودين , هو من ادعى عليها بالجنون , و حاول الحجر عليها طمعا بميراثها .. لكن هذا سيحدث بينما كانت مي قد استسلمت تماما , فقدت أي قدرة أو رغبة على المقاومة .. خلافا لحبيبها , الذي كان نيتشويا حتى في صوفيته , حاولت مي الغوص في أعماقها , لكنها وصلت إلى نقطة أدركها عندها الخوف , فاكتفت بنشوة حبها السري , و في اللحظة التي فقدت فيها كل شيء , اختفى المعنى من حياتها , و لم يبق لها إلا انتظار الرحيل .. حتى النهاية بقيت مي شرقية , و حافظت بقداسة على تلك "السلاسل الثقيلة" التي ورثتها , لكن للسخرية , لم تربطها تلك السلاسل بأي زوج , بل بحبيبها نفسه الذي طالما حذرها منها , ظلت مخلصة لها حتى آخر لحظات حياتها , مهما كانت درجة الألم التي سببتها لها



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكين أنت أيها العبد !!!
- ماذا بقي من الحلم السوري ؟
- كيف تنظر الطبقة السياسية و المثقفة للشباب الثائر
- أخلاق -حرة- ؟ -حب حر- ؟
- القصاص أو الفوضى
- تجربة شخصية مع الله و الرغبة
- الصعاليك , الثوار العرب الأوائل
- نحو دادائية عربية
- ذكريات إدلبية
- فلسفة التمرد الكامنة وراء تكتيكات البلاك بلوك
- أبو فرات , أبو حاتم , زاباتا الثورة السورية
- تحية للحوار المتمدن
- نحو جيل جديد من الغاضبين
- سيد قطب في الجنة
- حشيش سوري
- الثورة السورية , ابن تيمية , و الحرية
- كلمات عن الله
- مطاردة الساحرات مرة أخرى , عن احتمالات صعود هستيريا جماعية ج ...
- الله غير موجود في حلفايا
- اليونان : الشرطة تهاجم فيلا أمالياس


المزيد.....




- رد فعل المارة كان صادما.. شاهد لص يهاجم طالبة في وضح النهار ...
- شاهد.. عراك بين فيلة ضخمة أمام فريق CNN في غابات سيريلانكا
- وزارة الصحة في غزة: 37 شخصا قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية.. ...
- الضربة الإسرائيلية على إيران.. صور أقمار صناعية حصرية تظهر ا ...
- الحرب على غزة في يومها الـ 197: قصف على رفح رغم التحذيرات ال ...
- غرسة -نيورالينك- الدماغية: هل تستولي الآلة على ما بقي لنا من ...
- وزارة الدفاع الروسية: أوكرانيا هاجمت أراضينا بـ 50 طائرة مسي ...
- العراق.. قتلى في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- فرقاطة ألمانية تنهي مهمتها ضد الحوثيين في البحر الأحمر
- وفاة رجل أضرم النار في نفسه وسط نيويورك.. ماذا قال في بيان م ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن كم الماز - مي زيادة و جبران خليل جبران