أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كيف تصير، في هذه الأيام، أديبا مرموقا، وبأقلّ جهد!!














المزيد.....

كيف تصير، في هذه الأيام، أديبا مرموقا، وبأقلّ جهد!!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 23:50
المحور: الادب والفن
    




تريد أن تصبح أديبا؟ شاعرا مثلا؟ كاتب قصص ؟ المسألة في غاية البساطة! لا تحتاج إلا إلى قليل من الوقت، وكثير من المال طبعا!
ليس من الضروريّ أن تعرف اللغة العربية. ما لك ولوجع الرأس الزائد؟ مهما خربطت ومهما طرفشت يمكنك إعطاء نتاجك إلى أحد الأصدقاء، معلم للعربية في مدرسة ثانوية، مثلا، والمعلم المذكور يصلح لك الأخطاء، مشكورا، أو مشكورا ومأجورا!
على كلّ حال، أسهل عليك في الواقع أن تصير شاعرا؛ النصّ أصغر، والجهد أقلّ، والشهرة أوسع وأسرع ! إذا كنت تعرف أوزان الشعر، يكفي الكامل مثلا، فالأمر في غاية البساطة: تكتب في أيّ موضوع؛ القصيدة الوطنية أفضل بطبيعة الحال، وتجعل القصيدة طويلة ما أمكن! لا يبهر القارئ العربي شيء مثل خمسين ستين بيتا من الشعر بقافية واحدة : نهر طويل أبيض، وعلى ضفّتيه كفّتان من الكلام متساويتان مختومتان بحرف واحد! المعنى غير مهمّ، واللغة غير مهمّة. لا أحد، اطمئنّ، سيقرأ القصيدة حتى النهاية. المهمّ المنظر، وهل العالم من حولنا كلّه إلا مناظر ومظاهر؟
إذا لم تعرف الأوزان فلا مدعاة إلى التردّد والإحباط ! الشعر التفعيلي، صدّقني، أرقى وأنقى. كلّ شعر درويش في الفترة الأخيرة كان تفعيليّا! تقول إنك لا عهد لك بالوزن أصلا؟ لا يهمّ، المهمّ أن تكتب النصّ في سطور قصيرة، لا تصل إلى نهايتها بأيّ شكل!! الأفضل أيضا أن تكون قصيدتك طويلة ما استطعت إلى ذلك سبيلا! لا أحد سيقرؤها حتى النهاية طبعا، لكنّ الطول ضروري، ما في ذلك شكّ: هل الفتاة الطويلة الممشوقة مثل فتاة قصيرة طول شبر؟!
هذا بالنسبة إلى القصيدة. تكتبها وفق المواصفات أعلاه. لكنّ المشروع لا ينتهي عند هذا الحدّ طبعا. في كلّ ندوة شعرية لا بدّ لك من المشاركة البارزة: تقف أمام الجمهور، وتصرخ بأعلى صوتك. في المواضع الوطنيّة من القصيدة والأعلام التاريخيّة، بشكل خاصّ. طبعا سيرتفع التصفيق إلى عنان السماء. تتوقّف هنيهة، ثمّ تعيد قراءة المقطع ذاته. هكذا يفعل كلّ الشعراء الكبار، صدّقني!


بعد المهرجان ترسل القصيدة إلى كلّ الصحف والمواقع الإلكترونية. لا تخف، ينشرونها
في أسرع وقت، وبدون قراءتها، في أغلب الأحيان. حتى إذا قرءوها ولم يفهموا منها شيئا، فلا بدّ من نشرها طبعا، باعتبارها من الشعر الحديث الغامض. لا يفهمون قصائد أدونيس، فلماذا يجب على قصائدك أن تكون مفهومة؟!
بعد المهرجان الشعري، والنشر الواسع، يُستحسن أن يكتب أحد الأصدقاء، أو تكتب أنت باسم مستعار، مقالة نقديّة في تحليل القصيدة، وكشف المغازي العميقة فيها. كلمة كتبتها عرضا يمكن أن تشكّل فاتحة نقد عميق للقصيدة. لا تنس أنّ النقّاد كثيرون، وبعضهم يمكن أن تحمّله جميلا، لأنك وفرت له هذه الفرصة في الكتابة والنشر !
تذكّر، بالإضافة إلى كل ما تقدّم، أن تكون حاضرا في كلّ لقاء شعري، أو أمسية أدبيّة، حتّى إذا لم تشارك فيها بنتاجك: تسلّم على كلّ من يجيء في طريقك سلاما حارّا، حتى إذا لم تعرفه، ثمّ تجلس في مكان بارز ليراك جميع الحاضرين، وتظهر في كلّ الصور، في وسائل الاتّصال لاحقا. هذا مهمّ بل في غاية الأهميّة. كثيرون لا يقرءون من المقال إلا الصور، صدّقني!
طبعا، العمل يحتاج أخيرا إلى المثابرة وإلى كثير من المال أيضا: ملابس جديدة برّاقة، وسيّارة طويلة وبرّاقة أيضا. المسألة مكلّفة كما ترى، وهل بغير المال تُكتسب المعالي؟ لا شيء ببلاش إلا العمى والطراش!!
ملاحظة: هكذا تصبح، صديقي، شاعرا مرموقا، يشار إليه بكلّ الأصابع. أمّا إذا رغبت في أن تصير كاتب قصص قصيرة أو كاتب روايات، فالمسألة أصعب قليلا. لكن ما من شيء مستحيل، وٍفي مقالنا القادم، ستجد الوصفة الناجعة، في الوصول إلى هذه القمم الرائعة!!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نقول -موتاج- في العربية؟!
- مدخل لدراسة الشعر الفلسطيني في إسرائيل 1948 1967 – (الحلقة 4 ...
- 3- مقاومة أم معارضة أم ماذا؟ (المقالة الثالثة)
- مدخل لدراسة الشعر الفلسطيني في إسرائيل 1948 1967 – القسم الث ...
- مدخل لدراسة الشعر الفلسطيني في إسرائيل 1948 1967
- من جديد مسلسل الاجرام في سوريا
- المؤامرة مستمرة
- مصنع للجرائم، والأكاذيب أيضا!
- لماذا التذكير بالتطهير العرقي يا سيّد أرنس؟!
- النظام السوري يتعهّد بالإصلاح!
- وعليه قسْ!
- عصر المعجزات؟
- الأساليب البعثية في إسكات الأهازيج الشعبية
- فتّشْ عن المصلحة!
- كيف يرضى العراق الحديث لنفسه مأثم التخلّي عن بيت الجواهري وق ...
- -الشعب يريد إسقاط النظام- ، في سورية أيضا!
- عودة أخيرة إلى -الأخطاء- في مجموعة درويش الأخيرة
- نظم كأنه نثر؛ التباس الحوار بين محمود درويش وقصيدة النثر
- الترادف ؛ غنى أم ثرثرة ؟
- مرثية لمحمود؟


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كيف تصير، في هذه الأيام، أديبا مرموقا، وبأقلّ جهد!!