أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان جبران - الأساليب البعثية في إسكات الأهازيج الشعبية














المزيد.....

الأساليب البعثية في إسكات الأهازيج الشعبية


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في صباح الخميس، 7/7/2011، أفاقت مدينة حماة على مشهد بشع، لن تنساه ولن تغفره: على مياه نهر العاصي، طافية جثّة شابّ ، مخرّمة كلّها بالرصاص، مذبوحة بالسكين من الوريد إلى الوريد، كما الأغنام، وقد استؤصلت منها الحنجرة.
لم يكن صعبا التعرّف على صاحب الجثّة. فجماهير حماة كلّها تعرف إبراهيم قاشوش، الشاعر الشعبي الذي رفع صوته بالأهازيج الشعبيّة، في ساحة العاصي، مندّدا بنظام البعث القمعي، ساخرا منه سخرية موجعة. كان يُحمل الشابّ على الأكتاف، وفي يده ميجافون، يلقي على المتظاهرين أهازيجه التي ابتكرها، والجماهير تردّد بعده ما تسمع. كانت الحشود تسمع صوته، ولا ترى رأسه الذي كان مغطّى عادة، خشية تعرّف رجال الأمن عليه. إلا أنّ الشبيحة عرفوه، وقبضوا عليه، وأعدموه بهذه الطريقة البربريّة.
الجانب المضحك، في هذه الجريمة المروّعة، هو ادّعاء النظام البعثي أن قاشوش مُخبر قتله مجهولون، لكي يُعتبر شهيدا، فيزيد من نقمة الجماهير وسخطها على النظام. إلى هذا الحدّ وصل استخفاف النظام بعقول الناس!
كلّ ثورة عربية ولها رمزها، أو أيقونتها: في تونس كان بو عزيزي الشرارة التي أشعلت ثورة الياسمين، حين أحرق نفسه، احتجاجا على ظلم السلطات، أمام محافظة بوزيد. وفي مصر قتل رجال الأمن خالد سعيد، بعد اعتقاله، زاعمين أنه توفي بعد ابتلاعه لفافة بانجو، فنشأت مجموعة "كلنا خالد سعيد" في الإنترنت، وكانت من العوامل الهامّة للثورة. وفي سورية يعود المشهد ذاته: يقتلون الشاعر الشعبي


إبراهيم قاشوش، زاعمين أنه قُتل بأيدي مجهولين، فينشئ "شباب الفيسبوك" في سورية مجموعة "كلّنا إبراهيم قاشوش"، لتكون عاملا آخر في إسقاط هذا النظام الدكتاتوري الفاسد.
لن يُسكتوا صوت إبراهيم قاشوش، حتى بعد قتله بهده الطريقة الهمجية. أهازيجه وصلت كلّ مكان، في سورية وخارج سورية، ودمه الطاهر ينضاف إلى دماء ألوف الشداء قبله، وبعده، لتجرف في نهاية المطاف هذا النظام الغارق في الجريمة والدم حتى أذنيه.
خير تحيّة لهذا الشاعر الشعبي الشجاع، وقد ضحّى بروحه في سبيل حماة وسورية، أن ننشر أهزوجته الشهيرة في النظام القمعي وأتباعه.

يلا إرحلْ يا بشّار!

يا بشار مانّك منّا / خود ماهر وارحل عنّا
وشرعيّتك سقطتْ عنّا / يلا إرحلْ يا بشار !!

يا بشار ويا كزّاب / تضربْ إنتَ وهالخطاب
الحريّة صارت عالباب / يلا إرحل يا بشار

ويا ماهر ويا جبان / يا عميل الأمريكان
الشعب السوري ما بينهان / يلا إرحل يا بشار

ويا بشار طزّ فيك / وطزّ يللّي بيحييك
والله ما بنطّلع فيك / يلا إرحل يا بشار



ويا بشار حاجي تدور / دمّك في حماة مهدور
وخطأك مانو مغفور / يلا إرحل يا بشار

لسّة كلّ فترة حرامي / شاليش وماهر ورامي
سرقوا اخواتي واعمامي / يلا إرحلْ يا بشار

يا بشار ويا مندسّ / تضربْ إنت وحزب البعس
وروح صلّح حرف الإس / يلا إرحل يا بشار!!
[email protected]



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتّشْ عن المصلحة!
- كيف يرضى العراق الحديث لنفسه مأثم التخلّي عن بيت الجواهري وق ...
- -الشعب يريد إسقاط النظام- ، في سورية أيضا!
- عودة أخيرة إلى -الأخطاء- في مجموعة درويش الأخيرة
- نظم كأنه نثر؛ التباس الحوار بين محمود درويش وقصيدة النثر
- الترادف ؛ غنى أم ثرثرة ؟
- مرثية لمحمود؟
- مجمع الأضداد / دراسة في سيرة الجواهري وشعره


المزيد.....




- تقرير: الاحتلال يعتقل 18 ألف فلسطيني بالضفة منذ طوفان الأقصى ...
- استمرار فعاليات التضامن مع غزة في ألمانيا
- جامعة بجنوب أفريقيا تطلق مشروعا لحماية وحيد القرن من الصيد ا ...
- توترات بين الأطراف المسلّحة بإقليم تيغراي الإثيوبي
- ما دلالات تصاعد الأحداث المتزامن في السويداء والشمال السوري؟ ...
- نقاط انتظار المساعدات.. كمائن قتل للمجوعين في غزة
- قادة أجهزة أمنيون سابقون بإسرائيل: إنجازاتنا محدودة وحرب غزة ...
- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان جبران - الأساليب البعثية في إسكات الأهازيج الشعبية