أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سليمان جبران - مجمع الأضداد / دراسة في سيرة الجواهري وشعره














المزيد.....

مجمع الأضداد / دراسة في سيرة الجواهري وشعره


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1429 - 2006 / 1 / 13 - 10:06
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في عام 2003 صدرت للباحث الأكاديمي د. سليمان جبران (حيفا) دراسة مهمة بثلاثمئة صفحة عن الجواهري الكبير حملت عنوان "مجمع الأضداد" وذلك عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، وفي التالي مقدمة الكتاب.
* * *
في أواخر الأربعينات، بعد الحرب العالمية الثانية والتغييرات الكبرى التي أعقبتها في الظروف الموضوعية في العالم العربي، كانت ثورة الشعر المعاصر الشاملة، وعلى الأرض العراقية بالذات. في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الشعر المعاصر ارتفعت الأصوات الجديدة في العراق، السيّاب والملائكة والبياتي خاصة، لتحقّق كل ما سبقها من تنظير وتجريب في مجال تجديد القصيدة العربيّة، وتنتقل بالشعرية العربيّة الى المعاصرة والحداثة في فتــرة
وجيزة. لم يكن "الشعر الحرّ" أو شعر التفعيلة تجديداً في الشكل الإيقاعي فحسب، بل كان ثورة شاملة بدأت بكسر الإيقاع التقليدي ونظام البيتية الصارم، لتفتح القصيدة العربية في وجه تيارات التغيير الحديثة، وتمضي بها سريعاً الى المعاصرة، ثم الى العالميّة أيضاً.
هذه الثورة الحاسمة في الشعرية العربية يتصل بها سؤال كبير: لماذا كانت هذه الثورة في العراق بالذات،وما الأسباب الموضوعيّة والخاصة التي أدّت الى انتقال "زعامة" الشعر من وادي النيل الى أرض الرافدين، في الخمسينات والستينات، على الأقل؟ في كتابنا المبنى واللغة في شعر عبد الوهاب البياتي حاولنا الإجابة عن هذا السؤال بالنظر في دواعي هذا التجديد في العراق عامة، وفي حياة البياتي الخاصة أيضاً. ونضيف هنا أن جذور هذا التجديد كانت، بالذات، في شعر محمد مهدي الجواهري، آخر الكلاسيكيين الجدد وأكثر من اقترب بالقصيدة العموديّة من القيم والحساسيات المعاصرة.
لم يحظَ الجواهري، في رأينا، بالعناية التي يستحق من النقاد والدارسين، كما أن شهرته، وقد ملأت العراق وشغلت الناس فيه، لا تكاد تتعدّى بعض الأوساط اليسارية من المثقفين والأدباء في العالم العربي. ليس من شأننا هنا تفصيل الأسباب وراء هذا "التعتيم" على الجواهري في البلاد العربيّة، إلاّ اننا لا نشكّ في أن القيم الثورية التي تحملها القصيدة الجواهرية هي أهم هذه الأسباب. فهل من مصلحة لأيّ نظام أو أيّ مؤسّسة تقليدية في العالم العربي، في إذاعة هذا الشعر الذي يحرّض على الإطاحة بالأنظمة الجائرة والمؤسّسات التقليدية والمواضعات البالية، بأسلوب حافل بالعنف والثورة؟
بداية هذه الدراسة كانت محاولة للوقوف على سرّ هذه الشاعرية الفذة: ما هي المقومات الفنية في القصيدة الجواهرية، وكيف تأتّى لهذه القصيدة الجمع بين الصياغة الكلاسيكية والقيم الحديثة، لتنال بذلك إعجاب التقليديين والمجدّدين من النقاد والشعراء على حد سواء؟ إلاّ أن النظر في القصيدة ذاتها سرعان ما اضطرنا الى النظر في سيرة الشاعر أيضاً، وفي البيئة السياسية الثقافية في النجف حيث كانت سنوات تكوينه ونشأته. ذلك أن القصيدة الجواهرية تتصل اتصالا حميماً بحياة الشاعر العاصفة المتناقضة، وبالتربة النجفية المتميزة التي نبت فيها، حتى يمكن القول إن شاعرية الجواهري هي انعكاس صادق للبيئة النجفية الخاصة والسيرة الجواهرية الحافلة بالاضطراب والتناقض.
عدنا إلى سيرة الجواهري فوجدناها لا أقلّ إثارة من شعره وفنّه. في سيرته، كما في شعره، وجدنا كل التناقضات التي يحفل بها مجتمع نامٍ ينظر بإحدى عينيه الى الحاضر ويشدّ الماضي عينه الأُخرى فلا تستطيع منه فكاكاً, قرأنا كل ما وصلت إليه أيدينا من أخبار الشاعر وأحداث حياته المتضاربة لدى الكتّاب والدارسين، وجميعهم من العراقيين الذين عرفوا الشاعر وعايشوه، إلا أن أهم المصادر للوقوف على هذه السيرة القلقة كان، بلا شك، كتاب ذكرياته الذي أصدره في دمشق في مجلدين اثنين كبيرين. في "سيرته الذاتية" هذه سرد الشاعر بصراحة وصدق كل ما وعته ذاكرته، وهي ذاكرة نادرة فعلا، من أحداث حياته وأحداث العراق المتداخلة بسيرته، حتى يمكن اعتبار هذا الكتاب مصدراً تاريخياً لفهم الحياة السياسية في العراق المعاصر، لا أقل منه مصدراً لفهم الجواهري والشعر في العراق عامّة. يحفل الكتاب بالاضطراب الشديد والاستطرادات والاستدراكات، إلاّ أن ذلك يساعد في رأينا، على فهم سيرة الشاعر ونفسيته لا أقل من اعترافاته الصريحة وأقواله المباشرة!
من هذه المراجع جميعها لدينا الخيوط الرئيسة لتشكيل المدخل الذي بدأنا به هذه الدراسة، وحاولنا الوقوف فيه على عوامل نشأته وتكوينه حتى أوائل العشرينات، ثم عرضنا لسيرة الجواهري الشاعر مقتصرين على "المحطات" الهامّة والأحداث البارزة ذات الصلة بشاعريته وشعره.
بعد هذا المدخل، الذي يشكّل في رأينا خلفية هامّة لفهم الشاعر وشعره، تناولنا شعر الجواهري بالدرس والتحليل، فوقفنا على مراحل تطوّره الفني والسمات البارزة في كل مرحلة، مؤكدين بشكل خاص مرحلة الأربعينات والخمسينات من شاعرية الجواهري باعتبارها مرحلة النضج التي عُرف بها الشاعر أساساً وبلغ بها قمة فنّه الشعري.
رغم اعجابنا الذي لا يخفى بشاعرية الجواهري، حاولنا تناول سيرته وشعره بموضوعية وتجرّد، وعسى أن تساهم دراستنا هذه في التعريف بهذه الشاعرية الفذّة ومكانتها في تاريخ الشعر المعاصر.



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سليمان جبران - مجمع الأضداد / دراسة في سيرة الجواهري وشعره