أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كيف نقول -موتاج- في العربية؟!














المزيد.....

كيف نقول -موتاج- في العربية؟!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 13:28
المحور: الادب والفن
    



قبل ثلاث أربع سنوات، اتّصل بي صديق يعمل في مجال التسويق والإعلان. بعد السلام والكلام، قال إنه يتّصل سائلا عن بديل عربي للمصطلح العبري موتاج (מותג). أجبته أن لي، قبل اقتراحي بديلا عربيا، تحفّظات كثيرة على مثل عملنا هذا:
1) نحن هنا نتأثر بالعبرية، والعبريّة ليست الأصل في المصطلحات الجديدة، على اختلاف مجالاتها طبعا. الأصل، كما تعرف يا صديقي، هو الإنجليزية، فحيث تكون المخترعات تكون التسميات طبعا، وما أكثرهما في عصرنا المدهش هذا!
2) التحفّظ الثاني أني رجل أدب لا رجل لغة. وفي لغتنا المحكيّة نقول: "أعطِ الخبز
لخبّازه"! حتّى في الأدب، تتناول أبحاثي كلّها الأدب الحديث والشعر منه بوجه خاصّ.
لستُ الفارابي فأجيد الموسيقى والفلسفة معا!! من ناحية أخرى، لا أحبّ التواضع
الكاذب أيضا، فأقول إني لا أعرف العربيّة وقواعدها. فقد كنتُ ذات يوم، في أيّام
الشباب، قبل معرفتي بالشدياق العظيم، مهووسا باللغة تماما، أحسب "أنّ النحو أساس
العلوم، وكل العلوم مفتقرة إليه افتقار البناء إلى الأساس". مع ذلك، فإني إذ أحاول
"الاجتهاد" في اللغة، أخشى الوقوع في "مطبّات" غير محسوبة، فتكون الخسارة أكثر من
الأرباح بكثير. نحن اليوم في عصر الاختصاص لا عصر الشموليّة، ورحم الله امرأ
عرف حدّه فوقف عنده!
3) ثمّ إنّ هذا العمل؛ ابتكار مصطلحات جديدة، هو عمل جماعي حتى بين المحترفين من
رجال اللغة، فما بالك برجال أدب مثل حالتنا؟ مثل هذا العمل تقوم به عادة لجنة أو
مجموعة من المتخصّصين لا فرد واحد مهما كان متميّزا!
4) أخيرًا، نحن العرب في إسرائيل نسبة لا تكاد تُذكر من الناطقين بالعربية؛ لا نكاد نؤثّر في
"البحر" العربي الزاخر، فهل نبتكر لنا مصطلحات حديثة خاصّة بنا، حتى إذا كانت
ضروريّة وسليمة، تبتعد بنا عن محيطنا الحيوي، كما يفعل كثيرون من الإخوة المغاربة؟
قرأت مرة كتابا لأحد الإخوة المغاربة، في التربية، فأحصيت فيه أكثر من مئتي مصطلح
من ابتكار المؤلف نفسه، ولا يعرفها القارئ العادي!! لا تنسَ، رفيقي العزيز، أن اللغة
هي العامل الأوّل في تقريب العرب الكثيرين، المختلفين المتناحرين رغم اللغة الواحدة!!
رغم التحفّظات المذكورة، سأحاول، صديقي العزيز، البحث معك عن بديل للمصطلح العبري المذكور، وأجري على الله. قد لا ننجح لكننا، على الأقل، نحاول، وقد لا يسمعنا أحد للأسباب التي أوردناها أعلاه، وقل اعملوا...
الاصطلاح العبري المذكور، موتاج، هو مختصر كلمتين: מוצר+ תג أي: مُنتج له شارة أو تميّز. بناء عليه، فالموتاج منتج تجاري متميّز، لكن ليس كلّ منتج موتاجا طبعا! المصطلح في الإنجليزية هو: brand، وهذه تعني: الوسم، أو الميسم، أو علامة بالحديد المحمى على الدابّة. بذلك نرى أن المصطلح الإنجليزي هو مصطلح تجاري لكنه مستمدّ من المجال النفسي، كأنما يترك المنتج وإعلاناته أثرا في ذهن أو فكر المستهلك يصعب عليه محوه أو التخلّص منه! هكذا نرى أن العبرية لم تترجم المصطلح المذكور حرفيا، وهذه تُحسب لها طبعا. ثمّ إنّ الموتاج ليس ماركة ولا علامة تجاريّة (Trade mark)، فهذه تكون لكلّ منتج، أمّا البراند فهو المنتج المتميّز، كأنّما يترك أثره، كما الكيّ، في خيال أو فكر المستهلك!
في العربية يمكننا اشتقاق كلمة وسيمة وجمعها وسائم، ذلك أن الوسم في لغتنا، بمعناه الأصلي، هو الكيّ أو العلامة التي يعرف بها من يحملها، ومن هذا الأصل و س م، في رأينا، تطورّت كلّ الدلالات الأخرى، وهي كثيرة جدا، منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي وفقا للسياق.
الموتاج إذن يمكن أن تكون الوسيمة بديلا عربيا له، وهذه أقرب إلى الأصل الإنجليزي من المصطلح العبري الموفق موتاج، كما يمكن من الوسيمة اشتقاق كلّ الألفاظ المشتقة من براند الإنجليزية.
على كل حال، هذا ما نراه، وهو لا يلزم أحدا، بل لا يلزمك أنت أيضا، مع أنك اتّصلت بنا،
يا صديقنا العزيز، فكنت السبب في "اجتهادنا" أعلاه؟!
[email protected]




#سليمان_جبران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل لدراسة الشعر الفلسطيني في إسرائيل 1948 1967 – (الحلقة 4 ...
- 3- مقاومة أم معارضة أم ماذا؟ (المقالة الثالثة)
- مدخل لدراسة الشعر الفلسطيني في إسرائيل 1948 1967 – القسم الث ...
- مدخل لدراسة الشعر الفلسطيني في إسرائيل 1948 1967
- من جديد مسلسل الاجرام في سوريا
- المؤامرة مستمرة
- مصنع للجرائم، والأكاذيب أيضا!
- لماذا التذكير بالتطهير العرقي يا سيّد أرنس؟!
- النظام السوري يتعهّد بالإصلاح!
- وعليه قسْ!
- عصر المعجزات؟
- الأساليب البعثية في إسكات الأهازيج الشعبية
- فتّشْ عن المصلحة!
- كيف يرضى العراق الحديث لنفسه مأثم التخلّي عن بيت الجواهري وق ...
- -الشعب يريد إسقاط النظام- ، في سورية أيضا!
- عودة أخيرة إلى -الأخطاء- في مجموعة درويش الأخيرة
- نظم كأنه نثر؛ التباس الحوار بين محمود درويش وقصيدة النثر
- الترادف ؛ غنى أم ثرثرة ؟
- مرثية لمحمود؟
- مجمع الأضداد / دراسة في سيرة الجواهري وشعره


المزيد.....




- السعودية تُطلق -أكاديمية آفاق- لتعزيز الشراكة بين التعليم وا ...
- بدورته الـ 46.. مهرجان -القاهرة السينمائي- يكرم خالد النبوي ...
- مع تحدي السياحة.. هل يحافظ دير سانت كاترين بعمر 1500 عام على ...
- -أعرف مدى دناءة دونالد ترامب-.. جيفري إبستين في رسالة عن قضي ...
- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كيف نقول -موتاج- في العربية؟!