أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان جبران - النظام السوري يتعهّد بالإصلاح!














المزيد.....

النظام السوري يتعهّد بالإصلاح!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 22:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


النظام السوري، كما يعرف جميعكم، نظام اشتراكي، تقدّمي، وحدوي، إصلاحي. أليست الوحدة والحريّة والاشتراكية شعار حزب البعث العربي الاشتراكي، من أيام عفلق حتى أيام بشار؟ لكنّ الغايات الكبرى لا يمكن تحقيقها في يوم وليلة، ولا في أربعين سنة؛ منذ "الثورة التصحيحية" التي فجّرها الزعيم الرفيق حافظ الأسد. المهمّ أن هذه الغايات السامية ظلّت نصب عيني النظام البعثي دائما، وفي عهد الرئيس العصري، الشاب بشار الأسد، بوجه خاصّ. فمنذ ورث الأسد بشار أباه الأسد حافظ، كان الهدف الأول للعهد الجديد القيام بالإصلاحات وإشاعة الديمقراطية والحرّيات. ألم يبشّر الرئيس بشّار بالربيع السوري؟! إلا أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية، لا ننسَ أيضا الجولان الرازح تحت الاحتلال الصهيوني، حالت جميعها دون الإصلاحات الموعودة، فظلّ عهد بشار الميمون ينتظر الفرصة المواتية، على أحرّ من الجمر، للقيام بهذه الخطوات المباركة.
ثمّ إنّ الحركات الشعبية المضلَّلة، بتحريض من أميركا والاتحاد الأوروبي والدول العربية الرجعية والفضائيات العميلة وجمعيات حقوق الإنسان، خرجت في مظاهراتها رافعة المطالب ذاتها التي ينوي النظام تنفيذها منذ تنصيب الدكتور المفدّى بشار الأسد. باختصار، بصلة الجماهير محروقة؛ لم ينتظروا المراسيم الرئاسية التي ستصدر عن السيد الرئيس إن عاجلا أو آجلا، والفضائيات لم تكفّ عن تحريضها وتزييفها الواقع، ولو انتظر جميع هؤلاء بعض الوقت لتحققت الإصلاحات كلّها دون إراقة قطرة دم واحدة!!
لكن كيف يمكن إجراء التغييرات وتحقيق الإصلاحات، والناس يتظاهرون بألوفهم فيسدّون الطرقات، رافعين شعار إسقاط النظام، حائلين دون تمرير الإصلاحات؟ كيف يلغي النظام قانون الطوارئ ويشيع الحرّيات، والعصابات المسلحة تعيث في المدن السورية خرابا وإرهابا، فتشغل القوات المسلّحة عن مهمّاتها الأساسية في الحفاظ على الأمن والهدوء وسلامة المواطنين، والإعداد لتحرير الجولان السليب؟ كلّ أسبوع، يوم الجمعة وبعد الجمعة، تخرج المظاهرات من جديد وتملأ الشوارع، بحيث لم يجد الرئيس متّسعا من الوقت لإعداد مراسيم الإصلاح وتنفيذها. لا بدّ أيضا، قبل الإصلاحات، من القضاء على المعارضين والمشاغبين والعملاء والفوضويين والطائفيين والإرهابيين والصحافيين والمحرّضين والتنسيقيين في المحافظات كلّها. وإلا يكون النظام في خطواته الإصلاحية الهامّة كمن يبني عمارة من عدّة طوابق وأساسها على الرمل!
قبل أسبوعين كان النظام على وشك الانطلاق بمشاريع الإصلاح. فجأة خرج الشابّ المتهوّر إبراهيم قاشوش على رأس المظاهرات في حماة الحاقدة، منشدا دونما خوف أو وجل "يلا اِرحل يا بشار"، وجماهير الرعاع تردّد النشيد وراءه. فهل يمكن في هذا الظرف الدقيق تحقيق الإصلاحات المنشودة؟ اضطرّ النظام طبعا إلى القبض على هذا المشاغب واستئصال حنجرته، بعد قتله طبعا لتجنيبه الآلام، لئلا يواصل نشيده المذكور، فيفسد الخطط المرسومة للإصلاح.
في الأسبوع الماضي انشقّ أيضا القاضي عدنان بكّور، وأدلى بتصريحات لا أساس لها عن تعذيب النظام للمعتقلين حتى الموت، ودفن الضحايا في مقابر جماعية، إلى غير ذلك من التحريض. فهل يمكن للنظام الانشغال بالإصلاح والبكّور المذكور حرّ طليق، يحرّض ويزوّر ويختلق؟ لا بدّ، قبل كلّ شيء، من تجنيد رفاق الحزب وقوات الأمن والشبيحة للقبض على المنشقّ المذكور ليستتبّ الأمن ويسود الهدوء وينصرف أولو الأمر إلى مهماتهم الإصلاحية، ولكلّ حادث حديث!
في هذا الأسبوع أيضا، لم يكفّ الشابّ المدسوس غياث مطر، ورفيقه يحيى الشربجي، عن التحريض على النظام، مردّدا ما تبثه الفضائيات العربية والغربية من أراجيف حول نظام المقاومة والممانعة الوطني. إلا أن عين الأمن الساهرة أفلحت في القبض على غياث المذكور، واعتقاله، والتحقيق معه. لم يكشف الشاب المذكور المعلومات التي كانت في حوزته، ولا المصادر التي يستقي منها. هكذا جنى غياث مطر على نفسه حين أصرّ على التكتّم، فمات أثناء التحقيق، نتيجة تكتمه، لا نتيجة تعذيبه كما يزعمون، ولو كشف كلّ ما كان معه لعاد إلى أهله سالما غانما. على كلّ حال، قامت السلطات، مشكورة، بتسليم جثته إلى أهله. وهو عمل إنساني تُحمد عليه السلطات فعلا. كان بمقدورها، مثلا، إخفاء الجثة واعتباره في عداد المفقودين، مثله مثل الآلاف من المفقودين في هذه الاضطرابات الدموية التي تشعلها عصابات المسلّحين في طول البلاد وعرضها.
الأمين العامّ للجامعة العربية، نبيل العربي، زار دمشق أيضا يوم السبت، وطلب من النظام تهدئة الأوضاع والشروع في الإصلاحات. السيد العربي لا يعرف، في أغلب الظنّ، أن النظام يتلهّف فعلا لتحقيق الإصلاحات وإشاعة الحريات. قبل زيارة العربي، وقبل انتخابه أمينا للجامعة العربية أيضا. لا يحتاج النظام، البعثي القومي الوطني المقاوم الممانع، إلى نصائح العربي، ولا أردوغان، ولا هيلاري كاينتون، ولا جوبيه، ولا غيرهم، للقيام بالإصلاحات. فالسيد الرئيس يتعهّد، أمام الله والوطن، أن يقوم بكل الإصلاحات التي ستجعل من سورية دولة في مصافّ أرقى الدول؛ دولة حرية، وديمقراطية، وحقوق إنسان، وعدالة اجتماعية. إلا أن ذلك كلّه لن يتحقّق طبعا إلا حين تستقر الأحوال وتنعم بالأمن البلاد؛ بالقضاء على العصابات المسلّحة، والإرهابيين، والمحرّضين، والعملاء، والفوضويين، والمشاغبين، والطائفيين، والتنسيقيين، والمعارضين أجمعين، وإن غدا لناظره قريب!!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعليه قسْ!
- عصر المعجزات؟
- الأساليب البعثية في إسكات الأهازيج الشعبية
- فتّشْ عن المصلحة!
- كيف يرضى العراق الحديث لنفسه مأثم التخلّي عن بيت الجواهري وق ...
- -الشعب يريد إسقاط النظام- ، في سورية أيضا!
- عودة أخيرة إلى -الأخطاء- في مجموعة درويش الأخيرة
- نظم كأنه نثر؛ التباس الحوار بين محمود درويش وقصيدة النثر
- الترادف ؛ غنى أم ثرثرة ؟
- مرثية لمحمود؟
- مجمع الأضداد / دراسة في سيرة الجواهري وشعره


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان جبران - النظام السوري يتعهّد بالإصلاح!