أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - محنة الربيع أم العقل العربي؟














المزيد.....

محنة الربيع أم العقل العربي؟


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لعل من بين أهم افرازات ربيع الثورات العربية، والتي ترقى إلى مستوى الإشكالات العضوية، هي إشكالية الوعي والتعامل مع السلطة من قبل الإنسان العربي، كحاكم على وجه الخصوص.
ولعل نظرة سريعة على خارطة هذا الربيع القيادية وحالة التخبط التي تعيشها تعاملات هذه القيادات مع السلطة، تؤكد أن عملية تعامل العربي مع السلطة تأتي من خلال التكريس الزمني (الحكم المتفرد والمفتوح الزمن، وتجريب جميع الأخطاء والإهتداء إلى الصواب عندما لا يبقى خيار غيره) لا عن طريق الوعي وإستحقاقاته العلمية.
ونظرة سريعة على مهد هذا الربيع، تونس، ولاحقتها، مصر، خير دليل على ما نقول.. فقيادات هذين البلدين، وهما من بين أكثر الدول العربية معاناة على الصعيد الاقتصادي، نرى أن الشغل الشاغل لهاتين القيادتين هو تأبيد وجودهما في السلطة وتركيز جميع منافذها في أيديهم دون الالتفات إلى معاناة شعوبهما وما ثار المحرومون والمستضعفون من أجله ومن أجل غد رغيد جديد، على صعيد الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم.. وكذلك هو الحال مع باقي دول هذا الربيع الذي حولته هذه القيادات إلى كوابيس حقيقية.
في أحد أيام عام 2005 إلتقيت أحد قيادات الأمن العراقية وسألته عن سبب عجزهم عن السيطرة على الوضع الأمني هناك فعدد لي جملة من الأسباب، كان من بينها عدم قدرة وزارة الداخلية على تسجيل وترقيم السيارات المستوردة من مزابل دولة الامارات العربية فسألته عن سبب عدم القدرة على توفير مكائن انتاج لوحات تسجيل السيارات فرد بعصبية: هي موجودة وقد استوردنا معامل حديثة ومتطورة منها.. فسألته: أين المشكلة إذن؟ قال: لا أعرف والله وثمة ما هو أخطر مما يشغلنا! فسألته بمباشرة لم يتوقعها: هل ثمة أطراف خارجية تريد أن يبقى الوضع على ما هو عليه ويمنعكم من منح هويات تمييز للسيارات التي تفخخ وتحصد أرواح المواطنين وتبقي الوضع الأمني متقلقلا؟ فقال: أنت تريد إنطاق الأخرس يا رجل... وتركني ومضى!
فما الذي يمنع قيادات حركة النهضة ومحمد مرسي من مواجهة المشاكل الاقتصادية والبطالة المستشرية في تونس ومصر، والتي ثار من أجلها، على وجه الخصوص، الشباب التونسي والمصري؟، وبدلا عنها نرى هاتين القيادتين لا يشغلهما غير اللهاث خلف وسائل تكريس وتأبيد وجودهما في السلطة وتركيز أكبر مساحة من منافذ هذه السلطة في أيديهم؟ هل هو غياب الوعي بطبيعة المرحلة والاعتناق الأعمى لنظرية الدكتاتوريات العربية والفكر السياسي العربي المتخمر، والقائم على فكرة البطش والقمع والضرب بيد من حديد ليستقيم الأمر لهم وليحكموا أربعة عقود، كما فعل أسلافهم، فقط؛ أم ترى هناك من يدفعهم بهذا الإتجاه من أطراف، (لا يعلم هويتها إلا الله والراسخون في فكر الدكتاتورية العربية)، ويزينها لهم على إنها الحل الناجع والوحيد مع الإنسان العربي..، متناسين أن هذا الإنسان هو من ثار وهو من أوصلهم إلى سدة الحكم... وكلا الحركتين الإخوانيتين، جاءتا بإنتخاب حر ومباشر من قبل من ثاروا وضحوا بدمائهم من مستلهمي شجاعة وإيثار البطل محمد البوعزيزي؟!
متى سيخرج الحاكم العربي من أسر فكرة الحجاج بن يوسف الثقفي ويعي أن الشعوب العربية كسرت حاجز الخوف، من لحظة إشعال البوعزيزي للنار في جسده، وإنها ودعت فكرة الخوف لسطوة الحاكم المحصن خلف أسوار رجال المخابرات وأسيجة الدبابات والبنادق وتعذيب زنازين معتقلاته السرية؟
ها هما راشد الغنوشي ومحمد مرسي ماضيان في نهج الحجاج وصدام ومبارك وبن علي، وها هما الشعبان المصري والتونسي يواصلان نضالهما السلمي من أجل إفهامهما أن زمن الدكتاتورية قد ولى وأن نحن من أتينا بكما إلى السلطة.... فهل سيفهم الحاكم العربي أن الشعوب قد تحررت من أسر الخوف وأن زمن الدكتاتورية قد ولى وأن لم يعد أمامكما غير الإنصياع إلى إرادتنا وإرادة الحق... أم تراه سيبقى الحاكم العربي لا يستشير في أمر المحافظة على كرسي الحكم غير المخابرات الخارجية... وإلى أبد الآبدين؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- م ي ا م ... قدر أبيض
- إحتباس سياسي أم إحتباس ثقافي؟
- عندما يركب الحاكم العربي رأسه
- من يصنع الرئيس الأمريكي؟
- السقوط من فخ القداسات (الشعر بعريه القاني) قراءة في مجموعة - ...
- سياسة تصدير الأزمة
- وجهي في مرآة الحانة
- دعوة للسقوط الحر
- صديقي اللدود زوربا
- تركيا آردوغان.. قائد اسلاموي التوجه لشعب مغلق ثقافيا!
- S M S لشرفات عينيك
- مفوضية اللاجئين في الجمهوية التركية.. مؤسسة إضطهاد اللاجئين ...
- ليمامتي قامة البحر
- قراءة اللوحة بقلم رصاص
- حنين وشريعة كناياتك
- هل أنا حر؟
- قاب شفتيك... ولا أدنى!
- عبير أبيض ومناسك عبور
- ليس ضد المسرح الشعبي
- ليس ضد عادل إمام!


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - محنة الربيع أم العقل العربي؟