أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - نهرٌ تعرَّى من الماءِ














المزيد.....

نهرٌ تعرَّى من الماءِ


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 20:07
المحور: الادب والفن
    



تقمَّصتِ جسمَ القصيدةِ أو ياسمينَ الشموسِ
فكيفَ نهَرتِ الزهورَ على كاحلِ الماءِ ؟
كيفَ زرعتِ الخزامَ الذي لا يُرى في سهوبِ الحليبِ
التي أينعتْ في الظهيرةِ أو خرزِ الظَهرِ؟
كيفَ أقولُكِ؟
في أيِّ صحراءَ يغمرها البرقُ
أودعُ شيطانَ شِعركِ- يا لعنةَ الشِعرِ-؟
ماذا أُسمِّيكِ؟
ترنيمةَ العبثِ الأزليَّةَ؟
ضرباً من المسِّ؟
تعليقَ قلبي وحيداً على حِربةِ الشمسِ؟
سعياً على الجمرِ فوقَ صراطِ الحياةِ؟
طريقاً تؤدِّي إلى جنَّةِ الروحِ في جسَدِ الجلجلَة
وإلى شفرةِ النارِ في زهرةِ المقصلَة؟
مهنةَ العاطلينَ عن الحبِّ والأسئلة؟
عنفواناً مريضاً؟
شتاءً خفيضاً؟
سماءً ترتِّبُ هندامَها وتشذِّبُ أحلامَها؟
قمرَ الوردِ؟
إكسيرَ حبٍّ؟
وحقلَ ندى من كلامٍ بسيطٍ كعفويَّةِ الضوءِ
يُرجعُ كلَّ الذي ضاعَ من ذهبِ العمرِ
في أوَّلِ النهرِ
لا لن أُعوَّلَ إلَّا على ما تربَّى من الشِعرِ في عهدتِكْ
فهوَ صُنَّارةٌ لاصطيادِ النساءِ
اللواتي تعبنَ من الركضِ خلفَ الفراشاتِ
أو من تسلُّقِ سلَّمِ أمجادهنَّ إلى شرفاتِ السماءْ
لن أعوِّلَ إلَّا على ما يمَسُّ القصيدةَ منكِ فتصبحُ سجَّادةَ الحالمينَ
بكسرةِ خبزٍ وقُبلةِ ماءْ
آهِ لكن سألتكِ من أنتِ أو بأصحِّ العبارةِ ما أنتِ
أو ما هوَ الشعرُ ؟
قولي إذنْ
طعمُ شوقٍ تجسَّدَ قربَ سفينةِ أحمدَ بن ماجدٍ؟
وعذاباتُ كولمبسِ؟
الشعرُ كالحبِّ ضربٌ من المسِّ؟
تعليقُ قلبي وحيداً على حِربةِ الشمسِ؟
ما هوَ هذا الذي ليسَ يوصفُ في كائنِ الهجسِ؟
نهرٌ تعرَّى من الماءِ في ليلةِ السبتِ؟
نحلٌ فقيرٌ من الصمتِ يمخرُ آفاقَ قلبي إلى وردةِ الروحِ
أو قُبلةٍ في أقاصي شفاهِ الشمالِ المدجَّجِ بالخمرِ والطيرِ؟
هل هوَ شبهُ بكاءٍ خفيٍّ على ما يضيعُ من الوردِ فينا وراءَ الظلالِ؟
سرابٌ خفيفُ الاشارةِ؟
طميٌ تقرَّى دمي في أعالي الجبالِ؟
ملاكٌ بريءٌ يضيءُ على الليلِ قلبَكِ
لكنهُ ليسَ يُطعمني حنطةً من جنانكِ
ليسَ يُبلِّلُني بندى الزنجبيلْ؟
فما هوَ هذا الذي لا يُعرَّفُ؟
من هو هذا الأميرُ الجميلُ
النبيلُ..الأصيلُ..الشهيُّ..البهيُّ
الذي في أعالي صباحاتنا كانَ يصرعنا سحرُهُ المتأنِّقُ
من دونِ أن يلمسَ السيفَ والوردةَ/ السرَّ
من دونِ أن يتهجَّى الينابيعَ في دَمِنا
أو يتقاطعَ مع بسمةِ القمرِ الطفلِ
تحتَ ظلالِ المساءاتِ حينَ يُطهِّرنا من هوانا الرخيصِ
ويجعلنا بشَراً من بكاءِ النخيلِ على نسوةِ الماءِ؟
ما هوَ هذا الذي يجمعُ الأبديَّةَ في لحظةٍ كالفقاعةِ؟
ما يجعلُ الصخرَ في نهرِ أضلاعنا غيمَ قطنٍ
خفيفاً شفيفاً نظيفاً تماماً كغيمِ الأنوثةِ؟
ما يحملُ العشبَ عنَّا
لأنَّا تعبنا كثيراً من الركضِ فوقَ مراثي إرميا
وتحتَ بكاءِ السماءِ
لأنَّا تعبنا من الحُبِّ واستنزفتنا المسافةُ بينَ القرنفلِ والقلبِ
بينَ القميصِ المفخَّخِ بالمسكِ والذئبِ
بينَ الخرافةِ تمشي على قدمينِ معمدَّتينِ بعطرِ الخزامْ
وبينَ الروبوتِ الذكيِّ المدجَّجِ بالكرهِ والحقدِ والانتقام؟



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلَ عشبٍ عاشقٍ
- ما حاجتي للأسئلة؟
- القصيدة بيضاء
- قصائد مختارة2013
- هل هنالكَ من يحتفي بالألمْ
- أزهارٌ من سدومْ
- سآوي إلى نخلها
- تمنَّيتُ لو كنتُ ظلَّاً لشمسكِ
- شكراً للأمل
- هل حياتي حقيقيَّةٌ ؟
- قصيدةٌ إلى عبَّاد الشمس
- شاعرٌ يُشبهُ الشنفرى
- يعدو دمي خلفَ عطرِ القرنفلِ
- لن أُصدِّقَ إلاَّ دمي
- عانقيني لكي يسكنَ الذئبُ فيَّ
- طوَّقتُ القصيدةَ بالضباب
- يا اشتهاءَ الندمْ
- الدونجوان
- شهرزادُ التي نسيتُ اسمها
- قبلَ أكثرَ من قُبلةٍ


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - نهرٌ تعرَّى من الماءِ