أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قصائد مختارة2013















المزيد.....



قصائد مختارة2013


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 02:38
المحور: الادب والفن
    


تمنَّيتُ لو كنتُ ظلَّاً لشمسكِ

تمنَّيتُ لو كنتُ ظنَّاً جميلاً لحدسكِ
ماءاً لأنهارِ نفسكِ
أنت التي لا أُسمِّي شذاها الصباحيَّ
أو فتنةَ المخملِ المتوحِّشِ فيها..
دمي كانَ ضوءاً خفيفاً شفيفاً لهجسكِ
روحي تعيشُ على قيدِ عينيكِ
قلبي على قيدِ حبِّكِ
قيدِ القصيدةِ والزعفرانِ النسائيِّ
أنتِ جميعُ النساءِ اللواتي أُحبُّ
ولا لن أُسمِّيكِ يا امرأتي
فأنا مرهقٌ بزهورِ رؤايَ وزهوِ الرجالِ من العنفوانِ
ومن شدَّةِ الحربِ بينَ دمي ودمِ الأقحوانِ

مُرهقٌ مُتعبٌ مثلُ غيمٍ كسولٍ
يسابقُ حوريَّةً في السماءِ
أرى فيكِ كلَّ النساءَ اللواتي تغلغَلنَ فيَّ وفي الياسمينِ
اللواتي نعَفنَ الشموسَ بأوردتي..
لم يُصادقنَ يوماً خطايَ
أقولُ أحبُّكِ..أو ربمَّا لا أقولُ أحبُّكِ
لا وقتَ للحُّبِ
لكنني سأُغنِّي كأنِّي صديقُ الغيومِ
التي تتكوَّنُ حولَ خطاكِ..ليخَضَرَّ قلبي وقلبُكِ
أيتها المرأةُ المتردِّدةُ الكاذبةْ
طاشَ قلبي الصغيرُ وراءَ التماعاتِ روحكِ كالسهمِ
أيتها المرأةُ المستحيلةُ
والأغنياتُ التي سمَّرَتني على خشبِ الحبِّ
والأمنياتُ التي هدْهَدَتْ طفلَ حريَّتي
آهِ أيتها الأنجمُ الذهبيَّةُ في القلبِ
والأسهمُ المرمريَّةُ تلكَ التي لم تكن صائبةْ
لن أُحبَّكِ لن أشتهي برقَ جسمكِ
حتى تُرقِّصَ بريَّتي المهرةُ السائبةْ
لن أُحبَّكِ كيما أُرتِّبَ هذا النهارَ على ذوقِ فوضايَ
أو ذوقِ زهرتكِ المستقيلةِ من عطرها
وعلى قدرِ فضَّتكِ الذائبةْ
تمنَّيتُ لو كنتُ ظلَّاً لشمسكِ في غابةِ الليلِ
تأكلُني وردةُ الفلِّ
مستسلماً لمرايا حضوركِ
أو لغيابِ الفراشةِ عن ماءِ نوركِ
أيتها اللغةُ المشتهاةُ أو المنتقاةُ من القبلةِ الغائبةْ

********



سآوي إلى نخلها


سآوي إلى ظلِّها
يومَ لا ظلَّ يعصمني من سماءِ العصافيرِ
في فلِّها المتأنِّقِ
قلبي الغريبُ يدقُّ مرايا خطاها وبسمتَها الليلكيَّةَ
في ليلها المتملِّقِ
في منتهى قمَرٍ من خشَبْ
سأوي إلى نخلها وأجيءُ يديها
بشمسٍ خريفيَّةِ الانكسارِ وعشقٍ كذِبْ
هل تركتُ على خصرها وردةَ الروحِ مأهولةً بالندى
وعلى عنقها قُبلةً من لهَبْ؟
يا لعطرِ زليخةَ..يا مشيةَ الظبيِ.. والفرسِ العربيَّةِ
لا أذكرُ الآنَ هل عطرها كانَ ليمونَ نارْ؟
أُغلقُ القلبَ عن وجهها فأرى قمَراً في النهارْ
هيَ شفَّافةُ الروحِ بحريَّةٌ
كصغارِ السنونو التي لم تعُدْ مرَّةً من سِفارْ
ووحشيَّةٌ مثلُ ذئبِ القفارْ
لا تُراودني بل تُطاردني علناً في جميعِ السمواتِ والأرضِ
تحكمُ كلَّ الرجالِ بياقوتها الجُلَّنارْ
وتحكمني باسمها المستَعارْ
********

أزهارٌ من سدومْ



نثرتُ فوقَ لهيبِ الماءِ أسئلتي
هل كانَ نثرُكِ ما أدمى قرنفلتي؟
وهل شعاعُ رؤى عينيكِ صوَّبَني
سهماً إلى نحركِ المنسابِ في لغتي؟
وهل خطايَ إلى الفردوسِ يحرُسُها
جحيمُ أحلامكِ المخزونُ في رئتي؟
أنهى دمي عنكِ مسحوراً فتأمرُهُ
قبائلُ النحلِ في قلبي وفي شَفَتي
أصونُ فيكِ شذى بحري فيهتكني
حبرُ الغوايةِ في ليلي وليلكتي
ويعتريني هواءٌ شاخَ ينعفُ من
شموسِ جسمكِ فُلَّاً ملءَ أوردتي
حملتُ صخرَ سمائي فوقَ سوسنتي
ودونَ أجراسها علَّقتُ أفئدتي
نثرتُ فوقَ لهيبِ الماءِ أسئلتي
هل كانَ شِعرُكِ ما أدمى قرنفلتي؟
*******
أجُرُّ خلفي فضاءً من هوايَ ومن
ما فيكِ أُبدعُ من تاريخِ أنسَنَتي
هل أنتِ غيمُ ضلالاتي وزخرُفُها
وعنفوانُ عذاباتي وجُلجُلتي؟
وما تبخَّرَ بي من جنَّةٍ نَسَلَتْ
ذئبَ امرئَ القيسِ يعوي..أينَ مملَكتي؟
كأنَّ أعداءَ زهرِ اللوزِ قد رفعوا
فوقَ القصائدِ والأحلامِ جمجمتي
رجمتُهُمْ في جحيمِ الأرضِ مُذْ مُسخوا
فطالعونيَ في صحوي وفي سِنَتي
أمُرُّ بالملحِ في أجسادهم فأرى
جمرَ الشياطينِ حيَّاً بعدُ لمْ يمُتِ
عنقاءَ عامورةٍ نامي فكُلُّ سنا
دنيا سدومَ سوى يومينِ لمْ يَبِتِ
ربَّتْ دليلةَ فيها مكرَ عاهرةٍ
راحتْ تُغطِّي بزهرِ الماءِ مقصلتي
********
أقتاتُ من شَغَفي عشباً يُضيءُ خطى
جلجامشِ السرِّ في أدغالِ ذاكرتي
أقتاتُ من لهَفي حُبَّاً ينازعني
إلى السماءِ كنجمٍ فوقَ خاصرتي
وأنحني مثلَ جون كيتسِ المريضِ على
ماءٍ يضيءُ ثرى منقارِ قُبَّرتي
رميتُ خضرةَ بحرِ السندبادِ إلى
حرائقِ التيهِ في روحي وصاريتي
أنحَلُّ مثلَ رذاذِ الشمسِ من قَلَقٍ
كيما أُعلِّقَ فوقَ الريحِ أغنيتي
إني تأبَّطتُ سيفَ الشعرِ تحتَ دمي
وعلَّقتني على ناري مُعلَّقَتي
كُلُّ الذينَ ذووا في الكشفِ أو صُلبوا
كانوا استمدُّوا الرؤى من وحيِ صعلَكتي
لن أرتضي قمَراً في الجسمِ يصهرُني
حتى تصيرَ لأنكيدو قرنفلتي
لن أرتضي قدَراً ..قُضبانُهُ ذهبٌ
حتى تصيرَ إلى فاوستَ معرفتي
لن أرتضي شجرَاً في القلبِ أو حجَراً
حتى تصيرَ إلى العنقاءِ فلسفتي
عُشبٌ كلامي.. رذاذُ الضوءِ يحملُهُ
يخُطُّ فوقَ ندى عينيكِ مظلمَتي
حضَنتُ صوتَكِ بالعينينِ ألثمهُ
يا مسحةَ الشفقِ العُلويِّ في لغتي
نثَرتُ فوقَ لهيبِ الماءِ أسئلتي
هل كانَ سحرُكِ ما أدمى قرنفلتي؟
**********
شكراً للأمل


شكراً لموسيقا حواسكِ في المساءِ الفوضويِّ
لنبتةِ النارنجِ في شغَفِ ابتسامتكِ الجميلةِ كالصغارِ
لمائكِ الكحليِّ في زغَبِ القصيدةِ
للضحى الكُليِّ
للشمسِ الصديقةِ
للخطى القمريَّةِ الأسماءِ
شكرا لانتباهِ يديكِ لي في زحمةِ الأشياءِ
شكراً للحياةِ ولاشتهاءِ طيوركِ الزرقاءِ
أقماراً معذَّبةً وراءَ الكونِ
شكراً للجمالِ الغامضِ الشفَّافِ
في أزهارِ مخملكِ المفخَّخِ والمريبِ
وألفَ شكرٍ لانهياراتِ القصائدِ فيكِ
كيْ تهبَ الظلامَ بهاءَهُ الضوئيَّ
للأحلامِ إذْ تخضَّرُ في دنيا حرائقكِ المطيرةِ
كُلُّ ما أسعى لفتنةِ قولهِ
هو أنني وحدي أعيشُ مُعلَّقاً بالروحِ من عينيَّ
فوقَ لهيبِ هاويتينِ من فشَلٍ ومن أملٍ
أروِّي بالسرابِ دمي وأُطعمهُ صدى قُبَلٍ
تهبُّ من الشموسِ أو البحارِ عليَّ
أو كذِبَ الغزَلْ
شكرا ليأسِ العاطلينَ عن اجتراحِ الحُبِّ
شكراً للأملْ
شكرا لضحكتكِ المضيئةِ كلِّها
شكرا لزهرِ يديكِ هذا الأبيضِ المشغولِ بالأنهارِ
والحزنِ الجميلِ العبقريِّ السرِّ والأشعارِ
شكرا لاستدارتكِ الخفيفةِ كاعتلالِ الغيمِ
شكراً للسماءِ المرمريِّةِ
للخريفِ السُكريِّ وكلِّ أسرابِ الحجَلْ
شكراً ليأسِ العاطلينَ عن العمَلْ
شكرا لنيسانيَّةٍ ختَمَتْ دمي بجميعِ أختامِ القُبَلْ
********

هل هنالكَ من يحتفي بالألمْ

هل هنالكَ من يحتفي بالمساءِ
ولو كانَ خالي الوفاضِ
سوى من أصابعِ هذا الهواءِ
التي تتقرَّى وجوهَ العدَمْ؟
هل هنالكَ من يحتفي-مثلما أحتفي عادةً-بالألمْ؟
بالقصيدةِ وهيَ سرابُ دموعِ الندى والندمْ؟
بعصافيرَ بيضاءَ تفتحُ نافذةَ الليلِ
حتى تمرَّ العروسُ إلى غيمها...
لا تُخرمشُ قلبَ البياضِ بماءِ مناقيرها
وهيَ تعبرُ من ذَهبِ الرأسِ حتى خزامِ القدَمْ
هل هنالكَ من يحتفي بالأنوثةِ
أو بورودِ السأم؟
آهِ أبريلُ يا وجَعَ الشِعرِ.. يا خضرةَ النارِ
يا شفقَ القلبِ..يا فضَّةَ الصبحِ
يا أيها الليلكُ..الشاعرُ المتصعلكُ
يا قمراً للفراشةِ..أو لمجازِ الهشاشةِ
يا نَسرَ ذروةِ روحي ألا تحتفي بالقممْ؟
********

هل حياتي حقيقيَّةٌ ؟

إلهي الذي في السماواتِ يخذلني المتقاربُ حينَ أُناديكَ
تأخذني دمعتي من يدي
أنا عبدٌ لمجدكَ وردٌ مُراقٌ لوعدكَ وعدٌ لسرِّ علاكَ أنا
هل لهذا العذابِ المُعلَّقِ فوقَ مرايايَ من آخرٍ..؟
-قد تطاوَلَ موتي هنا -هل حياتي حقيقيةٌ؟
هل خطى الناسِ حولي حقيقيةٌ ؟
هل خطى العالمِ المتحدِّرِ من ظلمةِ الكهفِ
والمتحضِّرِ حولي حقيقيَّةٌ ؟
أتحسَّسُ نفسي..يدي.. شغفي.. لهَفي.. قلَقي.. نزَقي.. حبَقي..
خيطَ هجسي.. خطايَ.. هوايَ.. رؤايَ.. دمي.. رملَ حدسي..
فمي.. ماءَ شمسي.. ندى الذكرياتِ الصغيرةِ والأغنياتِ الفقيرةِ
هل كُلُّ تلكَ التفاصيلِ في عالمي يا إلهي حقيقيَّةٌ روحها أم كذِبْ؟
يا لشمسِ السرابِ الطفوليَّةِ الدمِ والمشتهى
يا لعطرِ العِنَبْ
هذهِ الأرضُ معجونةٌ بدمي بصراخي..
بدمعِ الطيورِ التي انقرَضَتْ من بكائي..
بمائي.. بسرِّ بهائي الذي شاخَ في بئرِ روحي قديماً
ولم يتحمَّل غنائي
بما ظلَّ منِّي ومن شبَحي تحتَ بابِ السماءِ
إلهي الذي هو أقربُ منِّي إليَّ
أُناديكَ من هذهِ الغابةِ الحجريَّةِ من هذهِ الأرضِ -مهدِ الشياطينِ-
يخذلني الشِعرُ حينَ أُناديكَ
تأخذني دمعتي من يدي
وابتسامةُ لوركا إلى قمرِ البحرِ تأخذني
هل أطيرُ على ماءِ قلبي..؟
التماعاتُ روحي
انهياراتُ هذا الصباحِ المُضمَّخِ بالزنجبيلِ
ورائحةُ المسكِ والهالِ تأخذني
هل حياتي حقيقيَّةٌ ؟
هل جميعُ تفاصيلِ روحي حقيقيَّةٌ أم كذِبْ؟
هل حقيقيَّةٌ كلُّها..وحقيقيَّةٌ مثلُ هذا التعب؟
********

قصيدةٌ إلى عبَّاد الشمس

حلمتُ فردوسُكِ الكحليُّ يصلبني
وجسمُكِ الناعسُ الموَّارُ لي خشَبُ
أنامُ والبحرُ مرميٌّ على شفتي
وفي عروقي غيومُ الطيرِ تنسكبُ
هل تسمعينَ صراخَ القلبِ إنَّ بهِ
مليونَ حوريةٍ عذراءَ تُغتصبُ؟
كأنَّ وردةَ أعضائي غدَتْ كِسفاً
على الثرى وكأنَّ الطلَّ بي لَهَبُ
تحفُّني الشعلةُ الخضراءُ.. تأكلني
أحلى الطيورِ ونارُ الشعرِ والكُتُبُ
ويطلعُ الشاعرُ المدفونُ من جسَدي
أو أسفلِ البئرِ تهمي حولَهُ السُحُبُ
يُقبِّلُ الأرضَ بالعينينِ.. يُنطقها
بدمعةِ الصمتِ..حيثُ الشِعرُ يحتجبُ
ويحتوي من دخانِ الروحِ مُخمَلَ من
شدَّتْ على طيفها الأضلاعُ والهُدُبُ
تُآلفينَ دمي الليليَّ فيكِ وذا
عبَّادُ شمسكِ في عينيَّ يغتربُ
وتنفضينَ فتاتَ الماءِ عن لغتي
فيقتفي العطرَ بي طيرٌ وينسربُ
وكلَّما مسَّ سهواً برقُها جسَدي
بكتْ زليخةُ حتى يدمعَ العِنَبُ
حتَّامَ تشربُ يا ديكَ الجنونِ أجبْ
رمادَ وردكَ يجلو خمرَها الذَهبُ ؟
بيضاءُ زنَّرها البدرُ المُعذَّبُ في
جسمي وغارَ شذىً من ريقها الحبَبَبُ
كأنَّها وردةٌ لوزيَّةٌ رقصَتْ
في حضرةِ النارِ..حفَّتْ ماءَها الشُهُبُ
تهزُّ أجراسَ قلبي كلَّما انتبَهتْ
من يقظةِ الحلمِ.. أو يُدمي دمي طرَبُ
نداءُ وضَّاحَ مزروعٌ على شفَتي
فما لروضةَ نامَتْ وانتهى السبَبُ ؟
*********

شاعرٌ يُشبهُ الشنفرى

شاعرٌ يُشبهُ الشنفرى
يتلَمَّسُ وردَ عذاباتهِ في تجاويفِ دورتهِ الدمويَّةِ
تسكنُ أنهارهُ في مكانٍ قصيِّ الاشارةِ
في منتهى جسدي المتمزِّقِ مثلَ البيارقِ في ساحةِ المعركةْ
تجمعُ الريحُ أعضاءَهُ وتفرِّقها في أعالي الكلامِ
رؤىً بضَّةً
جوقةً من سنابلَ فضيَّة الصيفِ
شمساً شتائيَّةً تستحمِّينَ فيها
بكاملِ مرجانِ روحكِ من عقدةِ الخوفِ واليأسِ
بحراً يتيمَ القصيدةِ يقصدُهُ العاطلونَ عن الحُبِّ والصعلَكةْ
مساءً أخيراً لشمسِ سدومَ
ندىً ناعساً
قزَحاً غامضاً تستريحينَ فيهِ من الانكسارِ
على سورِ قلبي الوحيدِ الشريدِ
تذوبينَ فيهِ كقطعةِ غيمٍ
كبسمةِ ليلكةٍ للصباحِ تعُبُّ النجومَ التي نُعفَتْ في وريدي
هنالكَ معنى حنينٍ يضيءُ الظلامَ القليلَ
يُفسِّرُ أفراحَ حزني الخفيِّ
هنالكَ في القلبِ أزهارُ حورٍ
وأشجارُ نورٍ يُعرِّشُ صفصافها في غنائي
هنالكَ دهرٌ طويلٌ كليلِ امرئِ القيسِ
تحملهُ القُبُلُ المنتقاةُ بذوقٍ رفيعٍ بديعٍ يخضُّ نجومَ دمائي
ربَّما في مكانٍ قصيِّ العبارةِ في منتهى قلَقي
يقتفي شاعرٌ آخرٌ شبقَ اللوزِ في فضَّةِ الدمعِ
مُستسلماً لسكينةِ وردِ الرخامِ ومقتنعاً بخسارتهِ
ويحبُّ السماءَ إذا ما استطاعَ إليها سبيلا
*******

يعدو دمي خلفَ عطرِ القرنفلِ

قمرٌ شبَّهوكِ بهِ الشعراءُ السكارى المجانينُ
ما كانَ إلاَّ فقاعةَ ماءْ
في ترابِ السماءْ
وأنا ما تركتُ أهلَّةَ نيسانَ خلفي
وفوَّلتُ شطرَ الفراشةِ قلبي الذي شطرَتهُ الهشاشةُ
إلاَّ لأحملَ ما خفَّ من وجعِ العشبِ في وحشةِ الدربِ وحدي..
وأُشعلَ ما شفَّ من زهرةِ الهندباءْ
قمرٌ نزَّهوكِ بهِ في الطفولةِ عن شُبهةِ الظلِّ
مستعرٌ..أخضرُ القلبِ يسبحُ في هالةٍ
من دخانِ السجائرِ أو هالةٍ من رمادِ البكاءْ
يا لعطرِ الضياءْ
ليسَ نيسانُ أقسى الشهورِ
أقولُ لإليوتَ في لحظةٍ من تجلِّيكِ فيَّ
وفي ماءِ عينيَّ يا امرأتي المشتهاةْ
مثلَ حوريَّةٍ ينبتُ الوردُ من شهدِ كاحلها
جفِّفي بمناديلِ كفَّيكِ أدمعَ يوضاسَ خلفي
وفكِّي وثاقي على موجةِ الصلبِ من شدَّةِ الحبِّ..
يعدو دمي خلفَ عطرِ القرنفلِ..
يا امرأتي..
حكمتي
قلبُ أيلولَ أقسى القلوبِ
ودمعكِ يمسحُ جرحي ويحرقُ إكليلَ شوكِ الحياةْ
********

لن أُصدِّقَ إلاَّ دمي

إفعلي ما تشائينَ
ربِّي الطيورَ القويَّةَ في دمكِ الحرِّ مثلي أنا
منذُ حبِّي أُربِّي المواويلَ في أُصصِ القلبِ
أو أحتفي في نهاراتِ هذا الربيعِ البديعِ
بما يترقرقُ فينا من الفضَّةِ الأبديَّةِ
مُرِّي على قلَقي مثلَ سائحةٍ
وانعفي ماءَ أحلى الفراشاتِ
أو فاشتمي حكمةَ اليومِ
من دونِ أيَّةِ عفويَّةٍ كممثلَّةٍ تُتقنُ الدورَ
أمَّا أنا لن أُصدِّقَ إلاَّ دمي.. لن أُفكِّرَ إلاَّ بقلبي
اذهبي في اتجَّاهِ القرنفلِ أو زهرةِ الخوخِ
كُلُّ اتجَّاهٍ سواكِ يعاكسُ مجرى القصائدِ
كُلُّ انتباهٍ بغيرِ أصابعكِ العشرِ مغرورقٌ بمياهِ الكوابيسِ
مثلَ النجومِ التي لا تنامُ
انهبي بحرَ نيلوفرٍ نافرٍ من خطى القلبِ يطلعُ
لا تسحبي لوعةَ الوردِ منِّي
وغنِّي بقربي بصمتِ الخُواءِ المقفَّى
ومن تعبِ الحُبِّ نامي بقربكِ أو لا تنامي
********

ضاعفيني لأُولدَ في أوجِ عرسِ حزيرانَ
كي أتأمَّلَ تلكَ النجومَ
التي حرسَتْ شمسَ خصركِ من شبهةِ الانحدارِ
وكي أتقرَّى بعينيَّ لوعةَ كفَّيكِ
تلكَ التي تتعهَّدُ وردَ القصائدِ بالماءِ والخبزِ...
لا تطلقي ذئبَ شِعري عليَّ
فقلبي مهاةٌ حليبيَّةٌ كعروقِ الغمامِ
وبحرُ السماءِ حدودي التي أتدحرَجُ منها
إلى كاحلِ الأرضِ معتنقاً قدَري مثلَ سيزيفَ..
هل صخرةُ الحُبِّ قد أدمنَتْ عشقَ ظهري؟
وهل تذهبُ الكلماتُ إلى فمكِ الطفلِ كي تُزهرَ الكلماتْ..؟
عانقيني لكي يسكنَ الذئبُ فيَّ إلى القمرِ الأنثويِّ
وكي أتأمَّلَ هذا المساءَ الجميلَ
الذي يستظلُّ بعينيكِ
كي يرتوي الذئبُ فيَّ أُريدكِ نضَّاحةً
بالنبيذِ المعتَّقِ والزنجبيلِ وعطرِ الحليبِ..
وأحتاجُ فهمَ مزاميرَ بسمتكِ الصامتةْ
وأحتاجُ ماءً شريدَ النهاياتِ كيما أُحبُّكِ
حينَ أُمسِّدُ عينيَّ بالمعصمينِ..
فأسمعُ خفقَ العصافيرِ أو بوحَ صرختكِ الخافتةْ
لن أقولَ أُحبُّكِ إذ تُنجبينَ أنايَ
وإذ تصنعينَ مسائي على طبَقٍ من حبَقْ
ذراعايَ صحراءُ محروقةُ الرملِ تُسندُها قطرةُ الفُلِّ
في ظلِّ ما تُهرقينَ من الصهدِ خلفَ الشفَقْ
أُسكُبي ماءَ صوتكِ فوقَ الهجيرِ المشِّعِ بناري
التي تتناسلُ من فجوةٍ أرجوانيَّةٍ في أقاصي الشبَقْ
طاوعيني قليلاً لأنهرَ عن ليلكِ المرمريِّ الأنيقِ
سرابَ فراشاتِ هذا النهار الأخيرِ
الذي في يديكِ احترَقْ
********


طوَّقتُ القصيدةَ بالضباب

في خلسةٍ من عنفوانِ جمالكِ الكُليِّ طوَّقتُ القصيدةَ بالضبابِ
مُطوِّحاً بالأغنياتِ عن الحنينِ إلى السكينةِ
ها أنا وحدي ألمُّ نثارَ قلبي عن يديكِ
... مُلوِّحاً بكلامكِ السحريِّ عن قلقِ المجازِ
(فإنني في الأصلِ لا أهوى مقاربةَ البديعِ من الكلامِ)
مُلوَّعاً بشذى خطاكِ على المياهِ
مُجرَّعاً بصراخكِ المكتومِ في شريانكِ التاجيِّ أو مرجانكِ العاجيِّ
إذ أستلُّ من شفتيكِ نارَ الشعرِ
أو أنحلُّ في نورِ التجلِّي ذرَّةً من مرمرٍ في الكوكبِ الليليِّ
ها أنا ها هنا وحدي أغنَّي ضائعاً ومضيَّعاً
طيراً يُحلِّقُ في دمائكِ رائعاً ومروَّعا
أنحازُ للألمِ الخفيفِ وللشقاوةِ فيكِ
أرعى الأقحوانَ الفظَّ في مرمى انكساركِ مثلَ أنكيدو
وأكتبُ ما تمخَّضَ بي من الأحلامِ أو وجعِ الحياةِ
وجدتُ معنايَ العميقَ لديكِ أنتِ
ورحتُ أستافُ التماعاتِ القصيدةِ
من رؤى عينيكِ حينَ تروِّضانِ الليلكَ القاسي..
أحبُّكِ في حضورِ الماءِ والوردِ الشفيفِ وفي الغيابِ
وفي احتراقاتِ الدمِ الشعريِّ في شمسِ السرابْ
لعلاكِ أو لشذى أنوثتكِ النبيَّةِ والبهيَّةِ والوضيئةِ
لانسكابِ خطاكِ فوقَ خطايَ...
طوَّقتُ القصيدةَ بالضبابْ
*******

يا اشتهاءَ الندمْ

مسوَّدة مجهولة لديك الجنِّ الحمصيِّ

كم أحبُّكِ أو لا أحبُّكِ كمْ
يا انطفاءَ دمي في قناديلِ عتمتكِ البرزخيَّةِ
يا قلقي المتشرِّدَ في الأرضِ أرضِ الأنوثةِ
يا حُلُمي يا اخضرارَ الخطى يا اشتهاءَ الندمْ
كم أحبُّكِ أو لا أحبُّكِ كمْ
لستُ أرتورَ رمبو لكيْ أتأمَّلَ وردتكِ الليلكيَّةَ
عندَ مصبِّ الشفاهِ
ولكنني إذ أمرُّ بشهقةِ قلبي
كآخرِ طيرِ الغيومِ على ليلكِ المُشتبهْ
أُحسُّ بأنَّ التي أدخلتني إلى كهفِ أقمارها
قتلَتني ولم أنتبهْ
آهِ يا وردُ يا وردةَ الروحِ
يا عطشي الأبديُّ إلى قزحٍ يتوهُّجُ في ماءِ صدركِ
هل تسمعينَ صراخَ الغوايةِ في جسدي
وأنينَ الهواءِ الخفيَّ الذي يتراكمُ في رئتينا؟
اسمعي ديكَ جنِّي الذي جُنَّ من ولهِ الحبِّ
أو شدَّةِ الانهيارِ الجميلِ أمامَ جمالكِ
يا وردُ فوقَ الظلامِ النديِّ
لثمتُ خطى قلبكِ الكوثريِّ
الخطى تلكَ أعشقُ غزلانها
فاحمليها إليَّ كما تحملينَ التماعاتِ خوفكِ تحتَ الثيابِ ..
امسحي خنجري بتلابيبِ وردتكِ المخمليَّةِ ..
واستنطقي صمتَ روحي الذي شاخَ حولَ رمادكِ ..
يا شَغَفاً في الأصابعِ يا لعنةَ الياسمينْ
امسَحي خنجري بشفاهكِ أو بأنينِ الأنينْ
هل دموعكِ من ذهبٍ قاتلٍ قابلٍ للبنفسجِ
أيتها المرأةُ المستحيلةُ والفتنةُ البكرُ واللعنةُ السرُّ
أيتها الطعنةُ المستقيلةُ من شمسها
آخرَ الليلِ أو أوَّلَ الحبِّ يا شهقةَ القلبِ
يا عطشَ الروحِ للضوءِ في غبشٍ من حنينْ؟
*********

الدونجوان

الدونجوانُ مضى لغايتهِ بكلِّ هشاشةِ الشعراءِ والعشَّاقِ والمتصوِّفينَ
مضى لغايتهِ ولم ينبسْ بأيَّةِ رغبةٍ بيضاءَ
لم يجرَحْ ثيابَ اللوزِ لم يكسِرْ زجاجَ الحكمةِ الجوفاءِ
...لم يخدشْ عصافيرَ الأنوثةِ في مهبِّ البحرِ
لم يحملْ متاعاً واحداً
لم يعترفْ بهواهُ
هذا الدونجوانُ كصخرةٍ ليستْ تحرِّكهُ النساءُ
ولا شذى الفودكا يُرقِّصُ قلبَهُ الحافي على جمرِ الهواءِ
مضى لغايتهِ كنجمٍ ذابَ في ماءِ السماءِ
كطرفةِ ابنِ العبدِ محمولا على ريحِ النبوءةِ في خضَّمِ النارِ
مسكوناً بلوعتهِ وأضواءِ الأساطير الخفيَّةِ والعصافيرِ الشقيَّةِ
رائياً أو عاشقاً أو شاعراً أو ماجناً
الدونجوانُ مضى لغايتهِ.. استباحَ حليبَ وردتهِ
بلا خوفٍ من الآتي
يشفُّ كأنَّهُ سهمٌ يخاتلُ مهجةَ الأيامِ
أو برقٌ حزينٌ في أعالي الروحِ أو طيرٌ صغيرٌ ضائعُ الرؤيا يكابدُ مصرعَهْ
الدونجوانُ مضى لغايتهِ فقم من قاعِ صمتكَ أو جحيحكَ واتبَعهْ
الدونجوانُ مضى ولكن أينَ شمعُ النسوةِ المسكوبُ فوقَ يديهِ
أينَ الشاعرُ الضلِّيلُ أينَ خميرةُ الأزهارِ في عينيهِ
أينَ خريفُهُ المنخوبُ بالنعناعِ أينَ الدونجوانْ؟
قدَّستُ في أشعارهِ الزرقاءِ حزنَ السنديانْ
********

شهرزادُ التي نسيتُ اسمها

شهرزاد التي افترستْ قلبَ عاشقها...
أشعلتْ شمعَ أجفانهِ حينَ قبَّلها ..شهرزادْ
لم تكن في براءةِ فضَّتها قطَّةً فظَّةً مثلَ بعضِ النساءِ
ولا روحَ أفعى سدوميَّةٍ في خرائبِ فردوسها المستعادْ
رمتْ غيمها في ترابٍ شهيٍ وحلَّت نصاعةَ أشيائها وتراً وتراً..
قلبها.. زهرَ ليمونها الغجريِّ ..اقحوانَ صباها.. يديها..خطاها..شذاها..
ندى دمعها ودمي ..نارَ ينبوعها ..برقها الأنثويَّ..
خواتمها والهواءَ الشقيَّ..النحيبَ الخفيَّ الذي شعَّ من أربعاءِ الرمادْ
آهِ كانت لأسبوعَ في كرملِ الروحِ تسقي دمي سونيتاتِ شكسبيرَ
طالبةً في كولومبيا العريقةِ للأدبِ العالميِ المقارنِ
حتى نسيتُ اللغة
من تكونُ إذنْ تلكما الطفلةُ الأبديَّةُ من جعلَتْ عامَ ألفين نرجسةً
ثمَّ نورسةً من سحابٍ خفيفٍ وأزهارِ لوزٍ ستُسندُ أسئلتي المفرغةْ؟
شهرزادُ التي يمَّمتْ شطرَ قلبي جدائلها كلَّها
جاءني صوتها بعدَ عشرَ سنينَ وأكثرَ
مرتجفاً كفراشاتِ عصرِ الشتاءِ التي احترقَتْ في جحيمِ الثلوجْ
ما فهمتُ سوى أنَّها قتلَتْ فلَّها
شهرزادُ التي كنتُ أنكرتُها في منامي
وقلتُ لها لا مساسَ
اختفتْ من دمي ثمَّ طارتْ إلى آخرِ الأرضِ
تعملُ في بلدةٍ قد نسيتُ اسمها الآنَ
ما تعملُ النسوةُ الفاتناتُ هناكْ
أغلقي يتُها الريحُ هذي القصيدةَ أو بحرَها ...يا لحبرِ الهلاكْ
********

قبلَ عشرَ سنينٍ وأكثرَ ..
كالطفلِ لا أتذَّكرُ منكِ سوى
كيفَ كنتِ تجيدينَ سكبَ الحروبِ الحديثةِ
في رقصةِ الفلامنكو
تماماً كعصفورةِ النارِ
لا أعرفُ الآنَ هل كنتِ أكبرَ منِّي بعشرَ سنينَ وأكثرَ
لكنني كنتُ أحملُ عشرَ قصائدَ فضيَّةً في دمي
كنتُ لا أتذمَّرُ من حملِ كوكبكِ الأنثويِّ على كتفيَّ وأمضي..
تماماً كسيزيفَ نحوَ النجومِ التي لا تُرى
ما تغيَّرتِ لكن أنا من تغيَّر
قبلَ أكثرَ من قُبلةٍ لا تُفسَّر
********

ذئب ديك الجنِّ الحمصي


وردُ التي أحببتُها عصفورةٌ
خضراءُ ..أزهارٌ غفتْ في ظلِّها
تجتاحُ خاصرتي زنابقُها التي
تهتاجُ في فَمِها ..وقسوةُ فُلِّها
أنا ديكُ جنِّ الحُبِّ قلبي قبضةٌ
من خمرِ فتنتها وجذوةِ طلِّها
الذئبُ فيَّ يعُبُّ عطرَ رمادِها
ويرُبُّ مخملَها السخِيَّ مُدلِّها
متوشِّحاً بالمسكِ منتشياً بهِ
وبما تناثرَ من حباحبِ ليلها
هيَ دمعُ مرآةٍ يُلمِّعُ روحَها
ويجسُّ بالأظفارِ روعةَ وعلها
الطفلةُ الأولى التي قبَّلتُها
رجحَتْ على شغفي الرصينِ بجهلها
مسَّت بعشرِ أصابعٍ ورديةٍ
قلبي فأشعلَتِ الدماءَ بفَتلها
تبكي سماءُ قصيدتي..هل يحتفي
جسدٌ بأشياءِ الأنوثةِ كلِّها؟
********

عبد الوهاب البياتي

لمحتكَ في رؤايَ أبا عليٍّ
وحزنُكَ ناعسُ القسماتِ يرنو
تحدِّثني متى كُنَّا سمعنا
حفيفَ عباءةِ امرأةٍ نُجَّنُ
أُحبَّكَ في القصيدةِ وهيَ سرٌّ
لنبضِ رفيفكَ العلويِّ رهْنُ
يحُفُّكَ من شذى روحي فضاءٌ
ومن قلبي سماواتٌ تحِنُّ
قصائدُ ليسَ ينقصُها نساءٌ
كما لا ينقصُ الأوتارَ لحنُ
يُهدهدني عذابُ الحُبِّ فيها
وأنتَ الطائرُ الغَرِدُ المُفِنُّ
********

يا اشتهاءَ دمي سراباً


أنا ابنُ عذابكِ.. المصلوبُ قلبي
تتارُ النارِ قد سملوا عيوني
ستنشرني غيابةُ كلِّ حبٍّ
فأصرخُ دثرِّيني..دثرِّيني
متى سيجيءُ يا ليلايَ يومٌ
وأشفى من غرامكِ أو جنوني
أضمُّكِ يا اشتهاءَ دمي سراباً
وراءَ الغيمِ يُشعلُ لي وتيني
أيا أنثى تُجسِّدُ نارَ روحي
رمادَ قصائدَ العنقاءِ كوني
غريبُكِ علِّميني كيفَ أغفو
طريدَ الريحِ إذ تهمي عيوني ؟
وكيفَ أصوغُ من ثلجٍ خيوطاً
لوجهكِ أنتِ في نارِ الحنينِ؟
سجى قلبي فتشرينُ انتظارٌ
يكونُ على شفا جرفِ الظنونِ
*********

أنتِ أجملُ ممَّا تظنِّين

تقولُ النجومُ
الروايةُ
متنُ كتابِ الحنينِ
الظنونُ
اليقينُ
القصائدُ
طيرُ الشذى
المُتعبونَ من الحُبِّ

نثرُ الهُواةِ
ومن يعشقونَ الغيومَ
الرياحُ
الصباحُ الذي فيكِ
لا تثقي بمدائحِ عشَّاقكِ الألفِ أو بجمالكِ
لا تثقي يا امرأةْ
أنتِ أجملُ ممَّا تظنِّينَ تائبةً / مخطئةْ
*******

هيَ/ هوَ

هيَ من عصرَتْ حبَّةَ العنَبِ السكريَّةَ في روحهِ
علَّمت قلبَهُ سرَّ جوعِ الذئابِ وكلَّ صفاتَ الندى
وترابيَّةَ الحبِّ والمستحيلْ
يا لأسمائها المستغيثةِ بالأقحوانةِ...
يا لصباحِ الجليلْ

هو من رفعَ الغيمَ عن شمسها
كي يلُّمَ فتاتَ القصيدةِ في الليلِ...
أمسكَ ماءَ انفعالاتها من تلابيبهِ
شمَّ شاماتها وردةً وردةً
وأزاحَ الدموعَ التي علقَتْ في ابتسامتها بخفيِّ العويلْ
تنقصُ الروحَ فسحةُ حبٍّ خريفيَّةٌ مثلُ هذا المساءِ
لتكتبَ أشقى اعترافاتها ومجازَ الذهولْ
*********

سُدِّي طريقَ الحرير


على قدرِ حزنكِ مدِّي سماءكِ
مدِّي خطاكِ على قدرِ وردتكِ المستقيلةِ من عطرها
وشموس الندى في حزيرانَ..
مدِّي حنينَكِ من أوَّلِ الأرضِ والانعتاقِ
إلى آخرِ القُبلةِ الذابلة
على قدرِ ما في دمائكِ من ولَهِ الاحتراقاتِ
والأنجمِ الذهبيَّةِ.. والشِعرِ.. والأنهرِ المستحيلةِ
سُدِّي طريقَ الحريرِ إلى الجنةِ القاحلة
على قدرِ ما يذبحُ القلبَ
من مهرجانِ بنفسجكِ المتوحشِ
قُدِّي الصباحَ الذي يتردَّدُ مثلَ القميصِ الشفيفِ أمامكِ
في حضرةِ الجمرةِ الهائلة
بعدَ هذا المساءِ المدجَّجِ بالسحرِ والليلكيَّاتِ
لستُ كما يفعلُ اليائسونَ من الجندِ بعدَ الهزيمةِ أفعلُ..
لا لن أُعلِّقَ شلاَّلَ حزني
كسيفٍ وحيدٍ شهيدٍ على شجرِ العائلة
********

هوى الفيسبوك


تركتِ على حوافِ القلبِ حمَّى
زنابقُ نارها البيضاءِ تدمى
وضوءاً سكريَّاً في عروقي
يضيءُ دمَ الحنينِ إذا ادلهمَّا
شفاهكِ وردتا ماءٍ ونارٍ
شذى إكسيرِ حبٍّ لا يُسمَّى
سأرجعُ من ظلامِ سدومَ حيَّاً
لأُفني خصركِ الشمسيَّ لثما
رؤى كذِبٍ هوى الفيسبوكَ حتى
ليَجعلُ شهدَ ذاكَ الحبِّ سُمَّا



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هنالكَ من يحتفي بالألمْ
- أزهارٌ من سدومْ
- سآوي إلى نخلها
- تمنَّيتُ لو كنتُ ظلَّاً لشمسكِ
- شكراً للأمل
- هل حياتي حقيقيَّةٌ ؟
- قصيدةٌ إلى عبَّاد الشمس
- شاعرٌ يُشبهُ الشنفرى
- يعدو دمي خلفَ عطرِ القرنفلِ
- لن أُصدِّقَ إلاَّ دمي
- عانقيني لكي يسكنَ الذئبُ فيَّ
- طوَّقتُ القصيدةَ بالضباب
- يا اشتهاءَ الندمْ
- الدونجوان
- شهرزادُ التي نسيتُ اسمها
- قبلَ أكثرَ من قُبلةٍ
- ذئب ديك الجنِّ الحمصي
- يا اشتهاءَ دمي سراباً
- أُحبَّكَ في القصيدةِ
- أجملُ ممَّا تظنِّينَ


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قصائد مختارة2013